أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرهف مينو - هواجس حقيقية














المزيد.....

هواجس حقيقية


مرهف مينو

الحوار المتمدن-العدد: 2070 - 2007 / 10 / 16 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


أفقت في الصباح الباكر أحس بكمية نشاط هائلة كان عقلي صافيا طمأنينة غريبة

تسكن روحي قابلتني زوجتي بابتسامة

- ريثما تغسل وجهك تكون القهوة جاهزة

ابتسمت لها وأنا أتناول المنشفة

- أين الأولاد

أتاني صوتها من بعيد

- نائمون ...

جففت وجهي من بقايا الماء وأسرعت إلى الغرفة لأرتدي ثيابي كانت زوجتي ماتزال تتكلم كان صوتها يأتيني متقطعا من المطبخ هي دائما هكذا تبدأ في الكلام ولا تنتهي إلا عندما تنام .. أحيانا يخيل إلي أنها تتكلم وهي نائمة

شربت قهوتي بسرعة

- مايزال الوقت مبكرا

- هل نسيتِ .. اليوم هو الجمعة موعدي مع أصدقائي

كان صوتها يتبعني على الدرج ازدادت جرعة النشاط عندي .. كيف ..لا أعرف ..قررت الذهاب إلى الحديقة ماشيا . مايزال الوقت مبكرا

كنت أتذكر كلام البعض لي (خفف هالكرش ياأخي تمشى شوي)

نجتمع أنا وأصدقائي صباح كل يوم عطلة في الحديقة القريبة من بيت هاشم كان يتحفنا كل مرة بشايه اللذيذ بطعم القرفة نجلس ونتحدث وندخن كانت بداية الحديث أحيانا في السياسة وتنتهي فيما يكتب من قصص وأدب. كان تعليق هاشم لا يتغير :

(ياأخي انتوا عالم فاضي .. والله ماأكتب انا شي قصة لحتى تموتوا كلكم من الجوع) كنا نضحك

اقتربت من المكان ... جلست على المقعد لأدخن سيجارتي الأولى ريثما يأتي الجميع

بدأت أستطلع المكان بسرعة , أتجول بنظري هنا وهناك لم يتغير. لفت نظري على المقعد المقابل شاب يتفحصني , نظراته تخترقني كان في مقتبل العمر ربما في الثلاثين أو أكثر يتوج وجهه الحنطي شعر أسود كثيف نظراته ثابتة .. ما يزال يتفحصني بعينيه حولت نظري عنه انشغلت بالنظر إلى جريدتي التي كانت ملقاة بجانبي تناولت الجريدة أحسست بوقع أقدام تقترب رفعت نظري عن الجريدة فإذ هو يقترب مني استغربت بادئ الأمر ولكني قلت ربما يعرفني

- مرحبا

جلس بجانبي واعتدل في جلسته نظرت إليه متفحصا انتابني شعور بأن الوجه ليس غريبا , أحسست أني أعرفه استعرضت بسرعة كل الوجوه التي مرت بي لم أتذكره ... ربما كان معرفة قديمة أو ربما ضاع وجهه مع معظم الوجوه التي غيرها الزمن

- ألم تعرفني

كان يتحدث بتهذيب

- لا .. ربما كنت مخطئا

أخذ يبتسم ثم بدأ يضحك

- مخطئا؟! .. وكيف ذلك أستطيع إخراجك من بين ألف رجل ؟

استغربت رده

- ولكن من أنت .. أقصد اسمك

- اسمي ..سعيد وحسن وهمام وحاتم والياس .. كما تشاء سمني كما تشاء.

ظننته للوهلة الأولى مجنونا لم أرد عليه وقررت تجاهله

نظرت إلى ساعتي مجددا تأخر الأصدقاء ياترى هل هي صدفة أم أن الوقت مبكر

أخرجني كلامه من تساؤلاتي

- ألم تعرفني ياأستاذ

كان مايزال جالسا بقربي

- سيتأخرون اليوم نصف ساعة

نظرت إليه مستغربا :

- من تقصد؟

- أصدقاءك.. اليوم سيتأخرون نصف ساعة

- وما أدراك .. ومن أنت ؟

- أنت حقا لم تعرفني .... منذ أسبوع كان اسمي حسن كنت فقيرا لا أجد لقمة لأمضغها .. جئت من الريف ونمت على الأرصفة وأكلت طعامي مع الكلاب والقطط في الزوايا والحارات المظلمة ,وفي اليوم التالي استيقظت لأجد نفسي سعيد العامل الفقير صاحب السبعة أولاد الذي يأتي من العمل ليبدأ العمل في البيت لأن زوجته مقعدة,وبعدها ..... تمام اللص الذي سرق ليطعم أطفاله ثم انتحر قبل أن تمسك به الشرطة,هل تصدق أني مرة حاربت مع المجاهدين في أفغانستان ويومها أصبت برصاصة في قدمي وأفقت في اليوم الثاني لأجد نفسي أحارب في العراق ..... نظر إلي بتعجب وأكمل :

- وأين .. في معركة المطار .. لولا ستر الله لكنت الآن في العالم الآخر

نظرت إليه بإستغراب , بدأت الصورة تتضح أمامي .. لكن هل يعقل هذا

لم أصدق

- كم عمرك الأن

- انت أعلم مني .. أخبرني انت

لم يدهشني جوابه .. كنت أتوقع هذا السؤال

أشعلت سيجارتي الثانية علها تجلو ضباب افكاري ,تناول السيجارة التي مددتها إليه وتابع :

- يارجل ..جعلت حياتي كلها مآسي ألا تعرف الفرح ألم يطرق بابك أبدا هل تصدق .. أصبحت أخاف النوم لأني لم أعد أعرف ما تخبئ لي في اليوم التالي ..كنت أتمنى يوما أن أستيقظ يوما لأجد نفسي مديرا عاما عندي الكثير من الموظفين أركب سيارات فاخرة أتناول طعامي في أرقى المطاعم أو شابا عاشقا لا ينام من الهيام يفكر بحبيبته ينام في فراش نظيف ويأكل طعاماً نظيفاً ويملك مدفأة صغيرة تلتم عائلته في المساء حولها ..الدفء والمعدة الممتلئة ..الإستقرار..العشق..الأصدقاء ..حرمتني من كل ماهو جميل

أطفئ سيجارته بعصبية ونظر إلي وتابع الكلام:

- هل تعرف ... بما أحلم ...؟؟؟ أتمنى دائما أن أستيقظ صباحا لأجد نفسي زعيم

نظرت إليه بدهشة

- لا تندهش ...لا تنظر باستغراب .. نعم زعيم أم انك لا تجرؤ أن تتكلم عن الزعماء .. وأضاف : ( لا تخف زعيم قبيلة ماشي الحال )

أخذنا نضحك معا كانت كلماته الأخيرة مضحكة ,نظر إلى ساعته:

- أصدقاؤك وصلوا إنهم في مدخل الحديقة

- وأنت ألن اراك ثانية ؟

وقف وهو يبتسم

- أنت من صنعني ..وأنت من يجيب عن هذا السؤال ولكن هل تعتقد أن لقاءنا الثاني مفيد .. المشكلة أنه لا أنت ولا أنا نعرف من يصنع قدره لا أين هو ولا أين سيكون ... نحن نتوقع ما سيحصل ولكننا لا نعرف ماهي الحقيقة أنا قدري أنت أنت صنعتني وتتحكم بحياتي خلقتني وخلقت غيري ..ربما كنت أنا الأقرب اليك ولكني مثلك لاأعرف هل سنلتقي ثانية أم لا .. أنت قرر

هل تريد الاستمرار أم أن قلمك جف..كلما أردتني فكر بي وسأكون موجودا

أسرع مبتعدا وهو يلوح لي بيده .... نظرت إليه كان يسرع مبتعدا قبل أن يأتي أصدقائي , التفت إلي من بعيد اخرجني صوته من حيرتي :

..... لا تنسى ياأستاذ ... زعيم أريد أن أكون زعيماً في المرة القادمة

واختفى








ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعتراف متأخر
- قناة الجزيرة في سوريا : إعلامٌ عاجز
- لوثة حضارية
- نساء دمشق
- أفكار على جدار سوري ...
- vأفكار على جدار سوري
- حلوم
- الليلة ما قبل الأخيرة ...
- مطر وتراب
- متى يصرخ السوري .... من الجفاف
- قصة


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرهف مينو - هواجس حقيقية