أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرهف مينو - قصة














المزيد.....

قصة


مرهف مينو

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 06:15
المحور: الادب والفن
    


بلد الممنوع
- يا أستاذ ممنوع .... ممنوع .
هكذا بدأ حواري مع رجل الجمارك في المطار عندما رأي " قناني العرق " العشرة التي في حقيبتي ....
لم تكن زيارتي الأولى ... كنت أحياناً أسرق نفسي من زحمة العمل والأولاد
لأزور القامشلي واجلس متكاسلا اشرب القهوة على كراسي الخيزران والقش المتعب
رسم برد أوربا وثلوجها خطوط بيضاء في الشعر الأسود الداكن الغزير الذي كانت أمي كل صباح تخلل أصابعها الرقيقة فيه وهي تضحك :
- لو كان أشقرا .. لكنت تشبه الأسد .
أخرجني صوت الضابط من شرودي , التفت اليه كان يلبس البزة العسكرية وجهه الأسمر الداكن القاسي وعيونه الغائرة في وجهه ذكرتني بمصباح صديقي كان رغم تعاقب كل تلك السنين والجو الحار الذي صبغ كل قريتي باللون البني لا يزال يصر على لبس الشروال والسلك :
- يا أخي غير شكل ... الشروال غير شكل " بتحس حالك حر من تحت " ...
كنا نضحك ..... لمصباح مفهومه الخاص للحرية ... لا تشغله الا حرية أعضاءه فقط , كنا كلما بدأنا حديث السياسة يزيد من جرعة العرق التي يشربها ويمسح ماعلق منها بشاربيه بطرف القميص الأسود .
- طيب وبعدين يا أستاذ ؟ لا يمكنك إخراج كل القناني ممنوع ....
- والعمل ... انا ما معقول اتركهم أبدا هون .
لم اصدق بأن المشكلة هي مشكلة القناني العشر .. غمزني احدهم ..لم افهم , أشار إلي وهو يفرك الإبهام والسبابة ... ابتسمت .. قررت ان لا ادفع .. يعني هل من المعقول ان ادفع لإخراجي من البلد عشر قناني عرق بلدي ...
- أستاذ أنا عندي حل .... اتركهم في ساحة الانتظار وسافر ..
كان الحل وكما رأيته دراماتيكيا ... أغلقت الحقيبة وأنزلتها على الأرض :
- لا والله انا مستعد ان اكسرهم او أفرغهم في الحمامات ولا اتركهم هكذا في ساحة الانتظار .... أنت عم تمزح ؟
- طيب ... ممنوع يعني ممنوع .
التفت الى غيري وضعاً الجواز جانبا ... قررت ان أظل على موقفي وان لا ادفع قرشا واحدا حتى لو اضطررت ان اترك له الحقيبة بما فيها ... التفت إليه :
- طيب خذها أنت ...
أمسكت جوازي وحملت ما تبقى من حقائبي وعبرت .....
لم يتبقى لإقلاع الطائرة إلا ربع ساعة عبرت البوابة , سمعت صوته من وراء الزجاج وهو يناديني ...
- يا أستاذ ... يا أستاذ ... ممنوع قلت لك ممنوع ..
لم التفت اليه وتابعت طريقي ... عندما وصلت للسويد , وفي اليوم الثاني تفا جئت عندما رأيت قناني العرق العشر على الطاولة سألت زوجتي.. فقالت إنهم كانوا معك في الحقيبة السوداء .....
رويت لها ماحدث .. نظرت الي مستغربة :
- أي ... وكيف هيك ......
فأجبتها :
- ببساطة الحقيبة الأخرى والتي تركتها في المطار بدون قصد كانت تحوي الكتب والجرائد القديمة التي كانت لدي وأنا طالب ... تركتها لهم هناك في بلد الممنوع .
مرهف مينو






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرهف مينو - قصة