أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عساسي عبدالحميد - على هامش زيارة ملك أسبانيا لمدينتي سبتة ومليلية، هل يقبل سكان المدينتين بالسيادة المغربية ؟؟؟















المزيد.....

على هامش زيارة ملك أسبانيا لمدينتي سبتة ومليلية، هل يقبل سكان المدينتين بالسيادة المغربية ؟؟؟


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2090 - 2007 / 11 / 5 - 10:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ عشر سنوات تقريبا كانت لي فرصة لقاء بعض السبتيين المسلمين "نسبة لمدينة سبتة " و كان من بينهم رجل في العقد الخامس من عمره، رجل متدين وحريص كل الحرص على أداء الفروض الدينية ، وأثناء تطرقنا لقضية سبتة و مليلية عبروا لي جميعا و دون استثناء على أن لا مصلحة لهم البتة بالانضمام للمغرب، أصبت بالدهشة و الذهول في أول الأمر لكن كبيرهم و أفصحهم و أعقلهم قال لي ما معناه ، أنظر يا بني، ليس عيبا أن أكون مواطنا أسبانيا أو فرنسيا أو ألمانيا ما دمت مسلما، فأنا أتقاضى راتبا مهما مقابل عملي كموظف بسيط ببلدية المدينة ، وتابع الرجل قوله،إن انتقال مدينة سبتة للسيادة المغربية سيجعل راتبي الذي أتقاضاه شهريا يتراجع عشرات المرات ولن يستفيد أبنائي من التعليم الجيد والتطبيب المناسب والتغذية المتوازنة وفرصتهم في مستقبل جيد كمواطنين أسبان أكبر بكثير منها كرعايا مغاربة !!!!....
الرباط واعية تمام الوعي بأن جزء كبير من الساكنة المسلمة التي هي من أصول أمازيغية ريفية ترى مصلحتها في الارتباط بمدريد فهي تتوفر على الجنسية الأسبانية و يعمل أفرادها في قطاعات عديدة كما أن المدينتين تتمتعان بحكم ذاتي موسع تحت سيادة التاج الأسباني...

منذ سنوات تعمل الديبلوماسية المغربية جاهدة على إقناع الأسبان بضرورة إيجاد صيغ ترضي الطرفين وترضي ساكنة المدينتين لتسوية هذه المشكلة التي عمرت زهاء ستة قرون ، في حين ترى مدريد أن المدينتين هما جزء من المملكة الأسبانية رغم تواجدهما على الساحل الإفريقي، و أن موقعهما بشمال أفريقيا و بمحاذاة الجارة المغرب ليس معيارا قانونيا لمطالبة الرباط بهذين الثغرين المطلين على البحر الأبيض ، فتركيا الأسيوية على سبيل المثال تتوفر على جزء في الجانب الأوروبي متاخم لليونان وبلغاريا وهذا لم يدفع هذين الأخيرتين للمطالبة به لكونه امتداد لترابهما الوطني ، كما أن بريطانيا اليوم تتسيد على جزر الفوكلاند التي فشلت الأرجنتين في استرجاعها سنة 1982 و حسمت القضية عسكريا لصالح بريطانيا ..

زيارة ملك أسبانيا المرتقبة لمدينتي "سبتة" و "مليلية" يومي الخامس و السادس من شهر نونبر الجاري جائت لتكرس الطرح الأسباني في حين اعتبرها الرسميون المغاربة بالمستفزة و الغير المقبولة في الوقت الذي يعمل فيه الجانبان خاصة الجانب المغربي المتحمس على تقوية علاقات البلدين والنهوض بها في شتى المجالات..

سبتة ومليلية هي من مخلفات حروب الكر و الفر بين العالم الإسلامي الذي كان المغرب الأقصى يمثل أحد ثغوره المتقدمة و الغرب الكاثوليكي التي كانت أسبانيا أهم قلاعه المطلة على الساحل الإفريقي ، سبتة كانت هي البوابة التي عبر منها المسلمون إلى شبه الجزيرة الايبيرية أي ما يصطلح عليه بالأندلس أو الفردوس المفقود كما يحلوا للحالمين تسميته و يدعون جهارا بإعادته و لو بالقوة لديار الإسلام، إبان الوجود الإسلامي الذي استمر ثمانية قرون بشبه الجزيرة الايبيرية حاول المسلمون غير ما مرة الانقضاض على فرنسا في محاولة منهم لإخضاع أوروبا تحت الحكم الإسلامي....

يعود تاريخ الوجود الأسباني بمليلية سنة 1497م أي أربع سنوات فقط بعد سقوط غرناطة و خروج المسلمين منها بينما يعود تاريخ الوجود الأسباني بسبتة إلى سنة 1580م بعد تخلي البرتغال عليها في إطار تسوية بين أسبانيا و لشبونة ....
ومنذ ذلك الحين لم يعترف السلاطين المغاربة بتبعية المدينتين للتاج الأسباني و اعتبروها جزء لا يتجزأ من المغرب يجب عودته إلى حضيرة المملكة، و قد حاصرت جيوش الملك مولاي إسماعيل مدينة سبتة عند بداية القرن السادس عشر في محاولة لاسترجاعها ثم عاود الكرة من بعده الملك محمد بن عبدالله سنة 1774م مع مدينة مليلية لكن العملية باءت حينها بالفشل، و اليوم يحاول الجانب المغربي على ايجاد حل يرضي البلدان الجاران ...


صحيح أننا بحاجة إلى حل عبقري ينال رضا الطرفين بما فيه سكان سبتة و مليلية بصرف النظر عن أصولهم و منابتهم ، أكانوا أمازيغ من أصول ريفية أم أسبان ،الشعب المغربي ليس بحاجة إلى العنتريات و في غنى عن عهود موسى بن نصير و أبواق الجهاد لحرق اسبانيا الصليبية كما يردد شيوخ السلفية الجهادية المسكونين بعفاريت عكرمة وأشباح علقمة الساكنة في جماجمهم ، نحن بحاجة إلى جارتنا أسبانيا التي وفرت فرص الشغل لآلاف المغاربة المقيمين بها و استثمرت في قطاعات عديدة ببلادنا ووفرت مناصب شغل كذلك لآلاف المغارب بالداخل فكفتنا جزءا من البطالة و الإجرام و العنوسة ،و أسبانيا بحاجة لنا في ميادين عديدة و بامكاننا حل جميع مشاكلنا و بمقدورنا صنع غد أفضل لأبنائنا و أجيالنا القادمة و أن نكون نموذجا يحتدى به في الجيرة الطيبة و تبادل المنافع بعيدا عن عقلية البحر من ورائكم و العدو أمامكم وعن سخافات الفراديس المفقودة و كنوز النصارى الموعودة ...
عندما عبر المجرم و العميل التاريخي طارق بن زياد بجيشه للضفة الأوروبية أحرق جميع السفن لكي لا يفكر المسلمون في الفرار و ألقى عليهم خطبته المشهورة التي مطلعها ( أيها الناس ، أين المفر ؟؟ البحر من ورائكم و العدو أمامكم وليس لكم و الله إلا الصدق و الصبر و اعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام ...الخ ...) كما حفز أفراد عصابته في خطبته البتراء أن لا زاد لهم إلا الزاد الذي بيد عدوهم والمؤونة التي بمخازنه !!! لاحظ الدعوة الصريحة للسلب و النهب و القتل .....فالجوع و العري و الجهل هو سبب عبور جيش طارق ابن زياد للضفة الأخرى وليس تلبية أمر الله في نشر رسالته..وجشع ملوك بني أمية الذين عينوا على رأس الجيوش الغازية لشمال افريقية و اسبانيا مجرمين كلفوا بملء خزائن بني مروان بالذهب و الفضة..
بعد مرور قرابة خمسة عشر قرنا، ها هو ملك أسبانيا بدوره يعبر إلى الضفة الأخرى و يضع قدميه على الساحل الإفريقي من بلاد "تامازغا" التي استعملها بنو أمية كقنطرة لإخضاع أوروبا، هاهو الملك في زيارة يراها الرسميون المغاربة بالمستفزة والغير المقبولة ، فهل لعاهل أسبانيا خطبة بتراء يلقيها على مسامعنا كما فعل طارق ابن زياد ذات يوم؟؟ هل جاء خوان كارلوس ملوحا بالسيوف و الحراب أم حاملا وردا و شموعا و عطرا ؟؟هل جاء ليسلب و ينهب أما جاء مادا يدا كريمة ؟؟





#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملك السعودية في ضيافة بريطانيا الصليبية ......
- أحكام بالسجن في حق منفذي عملية 11 مارس 2004 بمدريد ...
- حزب الشعب الدنمركي ورسم جديد لنبي الإسلام .
- من بدل دينه فاقتلوه : الإرهابي يوسف البدري ......
- قلب المجدلية...
- © قوتنا ليست في النفط بل في الإسلام : العاهل السعودي©...
- مع بداية العد العكسي لنفوق مجرم حلبجة وبداية سلسلة جديدة من ...
- علماء الإسلام.... و فن الكذب الحلال....
- على المصريين الاختيار بين مصر القبطية الرائعة وبين مصر الرهي ...
- أوجب الله على المؤمنين معاداة الكفار والبراءة منهم :الشيخ صا ...
- من وراء مأساة المغاربة....
- رسالة من امرأة علمانية تحمل قهرا الجنسية السعودية.
- المجنون -3- .....
- ثمانون جلدة يا طنطاوي !!!...
- مؤتمر قرطبة، هل يعاني المسلمون فعلا من التمييز بديار الكفر ؟ ...
- -شعب واحد لا شعبين من مراكش للبحرين!!-......
- المجنون- 2 -.....
- المجنون- 1 -.....
- في الذكرى الثالثة لمؤتمر زيوريخ للأقباط....
- الفكر والكفر سيان لأنهما من نفس الحروف : -الشيخ محمد بن عبد ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عساسي عبدالحميد - على هامش زيارة ملك أسبانيا لمدينتي سبتة ومليلية، هل يقبل سكان المدينتين بالسيادة المغربية ؟؟؟