أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - قلب المجدلية...














المزيد.....

قلب المجدلية...


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


لقد ظلت شفتاي تحترق لخمرة تطفئ الضمأ الساكن في أعماقي....
وبقي قلبي المرتجف يحن لأشعار لم أكن أفهمها آنذاك، وكأني بانتظار وليمة ليست كسائر الولائم، أو بترقب فجر جديد لأعانق موج أنواره وأذوب سحر لمعانه ...

لم يكن الضحك العالي يفارقني، بيد أنه كان نابعا من أعماق جافة، وكانت ابتسامتي هي الأخرى تخفي جرحا غائرا عميقا لأنها كانت تتولد من جوانب روح متعبة واهنة كئيبة ،فكنت أنفرد بنفسي من حين لآخر و أختفي عن عيون الناس لأبكي بكاء حارا يخفف عني شيئا من حرقتي.
نعم، لقد كنت في الحقيقة بئرا رهيبة لا قرار لها، تتصاعد منها قهقهات تطرب سماري و ندمائي الناهلين من آنيتي، نعم، تلك المعتقة التي ناولتها لرجال عديدين بيدي هاتين، وكانت تلك القهقهات تمزق ستار السكون لتردد صداها أشباح الليل وذئاب البرية....فكان يشار إلي بالمتعجرفة المسكونة بسبعة شياطين والتي تنصح أمهات "أورشليم" أبنائها بالابتعاد عنها و تجنب مجالسها و أماكن سمرها، لأني كما كان يقال حية مقنعة بوجه جميل تغوي شباب اليهودية بنظراتها الساحرة وأريج عطورها و صوتها المبحوح و جدائل شعرها الفاحم كليل " كانون " ...

بيد أنه كان في قلبي شيء يتحرك، وقد جاء من رجه بقوته العجيبة و سقاه بمائه الحي....فتطرزت جنبات روحي بأزاهر جميلة رائعة...و ترصعت سماء قلبي بنجوم براقة لامعة، فصرت ميريام التي يطرب قلبها للحب الخالد، وتهتز أعماقها لسحر الكلمة و لا تخاف على كنوزها من السرقة أو الصدأ... مريم التي كانت عطشانة بالأمس رغم امتلاء جرارها من خمور لبنان والجليل فنهلت من ينبوع الحب والجمال حتى الارتواء، مريم التي كانت جائعة رغم الولائم العديدة فأكلت من مائدة واحدة حتى الشبع، مريم الهائمة في صحراء عطشها الموحشة فسكن قلبها تذكار رجل وحيد أهداها كل كنوز العالم وترك لها سلاما دافئا، ويقينا بجمال لا يذبل و حب لا يفنى، و ذكرى رقيقة ترفرف مع نسيمات الصباح على جنبات الوادي و تمتزج بنسائم المساء و عبير الليل لتهدهد جفونها وتسكن روحها.
نعم صرت ميريام، المولودة من جديد، ميريام التي تحدق إلى نور الشمس بعيون غير مرتجفة و يلتهب قلبها الخافق لحرارة الكلمة التي فجرها الناصري العجيب في صحرائي الرهيبة ...

على تلة الجلجثة أمر "بيلاطس البنطي" بتثبيت لوحة فوق صليب الناصري كتب عليها هذا "يسوع ملك اليهود"...
و على هذا القلب، قلب ميريام ثبتت لوحة نقش عليها هذا "يسوع العجيب.... الذي غلب العالم".



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- © قوتنا ليست في النفط بل في الإسلام : العاهل السعودي©...
- مع بداية العد العكسي لنفوق مجرم حلبجة وبداية سلسلة جديدة من ...
- علماء الإسلام.... و فن الكذب الحلال....
- على المصريين الاختيار بين مصر القبطية الرائعة وبين مصر الرهي ...
- أوجب الله على المؤمنين معاداة الكفار والبراءة منهم :الشيخ صا ...
- من وراء مأساة المغاربة....
- رسالة من امرأة علمانية تحمل قهرا الجنسية السعودية.
- المجنون -3- .....
- ثمانون جلدة يا طنطاوي !!!...
- مؤتمر قرطبة، هل يعاني المسلمون فعلا من التمييز بديار الكفر ؟ ...
- -شعب واحد لا شعبين من مراكش للبحرين!!-......
- المجنون- 2 -.....
- المجنون- 1 -.....
- في الذكرى الثالثة لمؤتمر زيوريخ للأقباط....
- الفكر والكفر سيان لأنهما من نفس الحروف : -الشيخ محمد بن عبد ...
- احتضار طويل العمر.....
- الشيخ أبو نكاحة الجهيلان في ندوة عالمية تحت عنوان -حياة أهل ...
- الشيخ العلامة -أبو عهارة الجهيلان - في ضيافة قناة -انحر-..
- الشياطين الخضر....
- إطلالة الشهر الفضيل ....


المزيد.....




- -السينما الغامرة-.. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي رسم تجربة المش ...
- رحيل أيقونة السينما الإيطالية كلوديا كاردينالي عن 87 عاماً
- صور لغزة في معرض بمدريد لـ-إيقاظ الضمائر-
- عرض كتاب.. الاعتداءات الإسرائيلية على الأحياء والقرى والبلدا ...
- برعاية وزارة الثقافة .. بلدية البيرة تنظم معرض -حروف تجوب ال ...
- قصائد تحتفي بأمجد ناصر وتعاين جرح غزة
- -أجمل إيطالية في تونس-... وفاة أيقونة السينما كلوديا كاردينا ...
- -علي بابا- تطلق أكبر نماذجها اللغوية للذكاء الاصطناعي
- -صدى الأبدية-.. رواية تجمع بين الواقع والخيال للتحذير من هيم ...
- الأخلاق في عصر التفاهة.. حين تصبح القيم محض شعارات


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - قلب المجدلية...