أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عساسي عبدالحميد - احتضار طويل العمر.....














المزيد.....

احتضار طويل العمر.....


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 05:02
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما كان الديكتاتور الأسباني "فرانكو" على فراش الموت بأحد مستشفيات مدريد سنة 1975 هبت جموع غفيرة من الشعب و طوقت المستشفى لتودع زعيمها التاريخي، استفاق فرانكو و كانت صحوة موت، و سمع هتاف و صراخ الجموع يتسلل عبر نوافذ حجرته، استفسر أحد مستشاريه عن تلك الضجة، فقال له يا جنرال هذا الشعب جاء من مختلف مدن و قرى اسبانيا لكي يودعك، فظهرت علامات الاستغراب على وجه" فرانكو" الذابل المظلل بخيالات الموت و سأل مستشاره، إلى أين هو الشعب ذاهب يا "خوسي لويس" لكي يأتي و يودعني ؟؟؟....


حالة الديكتاتور "فرانكو" أحسن بكثير من حالات زعماء بلدان قمعستان العربونازية ، فعندما يحس أحد الطغاة بقرب نفوقه فانه يتمنى لو يهلك كل الشعب ويبقى هو على قيد الحياة ولو على كرسي متحرك و يأتي بشعب آخر بدل الشعب الأول .....لقد تقدم الطب بشكل كبير مكن الزعماء من معرفة أمل الحياة عندهم بشكل تقريبي مع هامش بسيط للخطأ ، كما مكنهم من معرفة متى سيكون العد التنازلي .....فالملك حسين كان يعلم جيدا سنة 1993 أنه لن يتعدى ست سنين على أكثر تقدير، كما أن حافظ الأسد و عند زيارته لعمان لتقديم التعازي في وفاة صقر العرب " الذي أخبر جولدا مائير سنة 1973عن هجوم وشيك من طرف المصريين والسوريين على إسرائيل " حافظ الأسد هذا كان على علم بمراحل مرضه و أنه لن يكمل السنة ....نفس الأمر يتعلق بملك المغرب الذي كان هو الآخر على علم بقرب ساعته....
(......ومن المنتظر أن تعرف نهاية 2007 و سنة 2008 نفوق أربعة حكام عرب......)، و على سرير الموت سيتساءل طويـــــــــــــــــــــــــــــل العمر ...لمن الصياح ...لمن النباح ...من هؤلاء الذين يقولون بالروح بالدم نفديك يا سفاح يا ذباح.... يا منكاح .......فيرد عليه المستنفعون و كلاب الموائد ومهرجو البلاط أنها جموع الشعب يا سيدي جاءت لتفديك بكل ما تملك بروحها وبدمها وبأبنائها ، حينها يتمنى الحاكم أنه لو كان الفداء يتم بقتل كل هؤلاء المرضى، لأعطى أومره بنحرهم عن بكرة أبيهم ليلتهم عصارة طحالهم لو كان فيه شفاء لعلته و أوجاعه .....فيشير كبير المنافقين و يطمئن طويل العمر يا سيدي إنها و عكة و ستزول بإذن الله و هاهو الشعب يدعو لك من صميم أعماقه في صلاة الجمعة لكي تعود لكامل صحتك و عنفوانك ...

و أمام هذيان طويل العمر يشير ولي العهد والحاكم المقبل لقراء القرآن المحيطين بالسرير لكي يسترسلوا في القراءة ليخففوا سكرات الموت عن الزعيم ....بينما تعد زوجة الحاكم المقبل نفسها لتكون المرأة الأولى في البلاد فتستبدل العبيد والطهاة وكل من شمت فيه رائحة غدر وديكور القصر ومخازن البهارات تجنبا للدسائس والسم الزعاف ....

الجموع تملأ الشوارع والساحات القريبة من القصر لتودع جلادها وكاسر عظامها ولتلقي نظرة أخيرة على نعشه المحمول على عربة ...منظر رهيب فعلا تقشعر له الأبدنة، و يوضح تعلق الضحية بجلادها وتنادي بابنه ليحمل سوط أبيه ليكمل مسيرة الراحل العزيز ....الذي سيبقى خالدا في ذاكرة أمة الكهف ......





#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ أبو نكاحة الجهيلان في ندوة عالمية تحت عنوان -حياة أهل ...
- الشيخ العلامة -أبو عهارة الجهيلان - في ضيافة قناة -انحر-..
- الشياطين الخضر....
- إطلالة الشهر الفضيل ....
- 11 سبتمبر...فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين....
- هكذا تكلم العم سام..... فكان كلامه خير كلام....
- ونحن على أبواب الذكرى السادسة من أحداث الحادي عشر من سبتمبر ...
- إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نص ...
- الإسلام الوهابي أخطر من القنبلة الذرية.
- عكرمة... يحل ضيفا على الأيزدية
- أمرت أن أقاتل الناس (جميعا) حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله مح ...
- مرشح جمهوري يطالب بتدمير مكة و المدينة !!!...
- الفدية، يمكن استعمالها كمصيدة لرصد مواقع الطالبان..
- الشعب الكوري الطيب يحترم عقيدة الطالبان!!!!
- عقيدة اللعنة.....
- في الذكرى السابعة عشرة لغزو الكويت....
- تثبيت الوجود الأمريكي بإفريقيا يمر عبر خيمة القذافي الخضراء ...
- الحرية الدينية بالسعودية لغير المسلمين و اهتزاز عرش الله.
- الطالبان يزهق روح الرهينتين الألمانيتين على طريقة عكرمة .... ...
- العهدة العمرية -العنصرية- عنكبوت أسود يسكن العقلية المسلمة ا ...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عساسي عبدالحميد - احتضار طويل العمر.....