عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 11:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لنفترض أن صحافيا ما قد أخطأ فعلا في حق وطنه و في حق شعبه بكتابة مقال أو قصيدة أو بإلقاء تصريح غير مسؤول لوسائل الإعلام يمس فيه الشعور العام و يسيء فيه للدين و ثوابت الأمة و يخدم بذلك أعداء الوطن ، فهل يتوجب علينا إحضاره بالقوة إلى ساحة عمومية و تجريده من ملابسه و جلده أمام الملأ ثمانين جلدة يا طنطاوي تحت تكبير و تهليل وهتاف الحاضرين ؟؟ الجلد يا طنطاوي عقوبة قديمة همجية تماما كقطع اللسان وبتر الأصابع ، عقوبة تجاوزها العقل الإنساني و فوق هذا فقد أثبت الطب الحديث أنها تترك أذى بليغا في جسم و نفسية الإنسان ، و عقوبة الجلد في هذه الحالة قد تم تعويضها بالتغريم المالي و المادي و بالمنع المرحلي أو الدائم من ممارسة المهنة و إعادة تأهيل الخاطئ لإدماجه في المجتمع أو بالحبس البدني إن اقتضت الضرورة، هذا إذا تمت فعلا إدانة الشخص بالدليل المادي القاطع ....
عقوبات الجلد و تقطيع الأطراف و سمل العيون و الرجم بالحجر و قطع الألسنة كلها عقوبات أتت بها شرائع قديمة بالية وقد تجاوزها العقل و المنطق ، أما اليوم فإن البشرية تنضج و بنضجها يتقدم الفكر البشري و يتأنسن في جميع مناحي الحياة بما فيها التعامل مع المخطئ و الجاني و المجرم.
أما قولك يا طنطاوي بأنك حر فيما تعتقده و تتمسك بجلد الصحافيين و أنك فوق المسائلة أمام مؤسسات الدولة بما فيها البرلمان وفوق هذا لن تكون مسلما حقيقيا إذا تخليت عن عقوبة الجلد لأنه تطبيق لشرع الله فهذا دليل قاطع على أن الأمة لن تتقدم مادام أمثالك يحشرون أنوفهم في كل شاذة وفادة، وما دامت المؤسسة الدينية المدعومة من طرف النظام القمعي و مشايخ و أمراء السعودية تنظر و تشرع و تلوح بسيف عكرمة وترتهن شعبا برمته و حضارة إنسانية عريقة في كهوفها الرهيبة المظلمة وتنفث سمومها في أوساط المجتمع ..فحري بنا إغلاق مؤسسة الشر و تحطيم أوثانكم النجسة و تخليص مجتمعاتنا من نصوصكم لكي نلحق بالركب الحضاري، و نعيد تأهيل أجيالا مهزوزة مفزوعة بسوط الفاروق و سيف المجرم الخالد و حجر الصحابة المسنن الراجم، حري بنا إنقاذ أجيال مسكونة بأهوال القبور والقيامة و ثقافة الجلد والحقد وبغض الآخر التي تحرصون أن يتعلم تفاصيلها فلذات كبدنا على مقاعد الدراسة لكي يشبوا على الجهالة و يفطموا على سمكم الزعاف القاتل ...
يا طنطاوي.... البشرية تنضج و بنضجها ستتحطم صروحكم و سيهوى صنمكم و سترمى بنصوصكم في قعر بئر عميقة و ستصيرون في خبر كان ....و ستنخرط مجتمعاتنا في المنظومة البشرية للمساهمة في بناء الحضارة عوض الاستماع إلى معوذاتكم و قارعاتكم و شمسكم التي ستسطع من غروبها كعلامة من علامات آخر الساعة.
يا لكم من غرانيق يا طنطاوي ...
غرانيق عمياء في كهوف مظلمة صماء ....
تبا لكم ولجلادكم و لسيافكم ....و لمراجعكم و لعلمائكم
يا علماء البول ....
يا علماء الموت ....
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟