أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - شبيهو سالفوهم















المزيد.....

شبيهو سالفوهم


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 644 - 2003 / 11 / 6 - 03:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الإرهابيون الذين يتسللون من الحدود السورية و يقومون بالعلميات الإجرامية ضد العراق ، يذكرونني بما  كان يقومون به سالفوهم قي الماضي ضد تراب العراق و ضد السلم و الأمن فيه.
فغارات أهل الشام، كما يقول ابن الأثير في تاريخه ، كانت مستمرة على أطراف العراق في أيام الخليفة علي ابن أبي طالب (ع). و لم يكن أصحاب معاوية يعيرون أي اهتمام الى إطاعة أولي الأمر ،هذه الإطاعة التي يتبجحون بها الآن أحفاد أولئك السلف الطالح و يبالغون فيها  عندما يكون الأمر مع الغير.
و قتل الأطفال و العزل لم يكن غريبا على المجرمين الإرهابيين الحاليين، فإن سلفهم الطالح معاوية كان قد  أرسل المجرم بسر ابن أرطاة الى اليمن ، و كما يقول المسعودي في مروج الذهب ، فإن بسر بن ارطاة قد قبض على طفلي عبيد الله بن العباس والي اليمن آنئذ و قتلهما. فلم تكن في قلبه أية رحمة للطفلين. و عبيد الله بن العباس هو إبن عم للنبي (ص) .و قتلَ بسر بن أرطاة العامري بصنعاء خلقا كثيرا من الأبناء ، و لم يبلغه عن أحد أنه يمالي عليا أو يهواه إلا قتله.
و بعدم الرحمة و الإجرام تشـبـَّهَ الإرهابيون الحاليون  فقتلوا أطفالا و نساء و رجالا مسالمين ، كانوا في الشوارع أم في البيوت أم في المدارس. و لم يسلم  محبي  علي (ع) من الغدر و الإجرام ، فقتلتهم  أيادي الإرهابيين ، ولم تشفع الصلاة و لا حرمة الجوامع المقدسة لتمنعهم من الإجرام.
و استبيحت مدينة النجف الأشرف ، فاغتيل غدرا فيها المسلم المسالم محمد باقر الحكيم و ذهب معه الكثير من الضحايا، أكثر من مائة مصلي، و جرح المئات . هذه الحادثة تذكرني بما كتبته كتب التاريخ عما قام به أعوان يزيد بن معاوية ، الطاغية الآخر، باستباحة المدينة المنورة المقدسة، فقتل الآلاف و بُـقرت بطون الحوامل و فُـجِـرت رؤوس الأطفال بالحيطان.
إن البعثيين ، كل أنواعهم ، هم نسخة للأمويين في أعنف صور الطغيان. لقد قال الوليد بن يزيد أحد خلفاء الأمويين:
و نحن المالكون الناس قسرا ….. نسودهمُ المذلة و النَّـكالا.
و نوردهم حِياض الخسفِ ذُلاَّ….. و ما نالـوهمُ إلاَّ خِبـالا.
إن حكام البعث الفاشست الذين يتحكمون الآن برقاب السوريين  في دمشق هم من داعمي الإرهابيين و مموليهم، الإرهابيون  الذين يتسللون الى وطننا ليشعلوا فيه الغدر و الإجرام و الخراب. لقد كانوا سابقا أسلافهم الأمويون من مصدري الإرهاب و الولاة القساة لحكم العراق بالحديد و النار. مَنْ من العراقيين لم يسمع بظلم الحجاج؟ الحجاج الوالي الذي عينوه السالفون الشاميون، و الآن يأتي الأحفاد ليعملوا ما عمل الأجداد.
و لم ينس الآباء ما قام به الأجداد القدامى ، فقام آباء البعث و معهم ?مال المصري بإرسال أسلحة الغدر و الدمار لإفشال أول تجربة عراقية ديمقراطية في عراق عبد الكريم قاسم. و على أيدي البعثيين العفالقة تم قتل الآلاف من أبناء شعبنا العراقي.
كان حكام الشام و لا يزالون مصدر شؤم للعراق ،
فهل من شؤم لا يأتي من الشام؟
لقد صرَّح شرع الحكم البعثي السوري بأن الحدود السورية مع العراق طويلة و لا يمكن لحكمه الدموي أن يسيطر على تسلل الإرهابيين الى العراق. هل إعتقد فاروق الشرع البعثي السوري أن هذه الحيلة و التبرير تمر على العراقيين ( وتعبر) كما مرت حيلة معاوية على أهل الشام في حرب صفين ، إذ صلّى بهم الجمعة في يوم الأربعاء.
و يذكر إبن الجوزي في أخبار الحمقى و المغفلين أنه كان للحجاج قاض بالبصرة من أهل الشام يقال له أبو حمير. فحضرت الجمعة فمضى يريدها، فلقيه رجل من العراق فقال له: يا أبا حمير أين تذهب؟ قال:الجمعة. فقال : ما بلغك أن الأمير قد أخـَّر الجمعة اليوم. فانصرف القاضي راجعا الى بيته. فلما كان من الغد قال له الحجاج: أين كنت يا أبا حمير لم تحضر معنا الجمعة؟ قال: لقيني بعض أهل العراق فأخبرني أن الأمير أخَّـر الجمعة فانصرفت. فقال الحجاج : أما علمت أن الجمعة لا تؤخر.
و يذكر المسعودي أيضا ، أن رجلا من أهل الكوفة دخل على بعير له إلى دمشق ، فتعلق به  رجل من دمشق فقال هذه ناقتي ، أخذت مني بصِّفِين ، فارتفع أمرهما الى معاوية ، و أقام الدمشقي خمسين رجلا بيّـنة يشهدون أنها ناقته ، فقضى معاوية على الكوفي ، و أمره بتسليم البعير إليه، فقال الكوفي : أصلحك الله ! إنه جمل و ليس بناقة ، فقال معاوية : هذا حكم قد مضى.
لقد دعا بعثيو سوريا الى عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول المحيطة بالعراق ، إضافة الى مصر. و لم يدعو البعثيون وزير خارحية العراق ،صاحب الأمر و الشأن ، الاّ أن البعثيين ،و بعد ضغوط و بشكل متأخر جدا، إضطروا الى دعوة ممثل العراق.
لقد رفض وزير الخارجية العراقي الدعوة ، لأنها جاءت متأخرة و غير لائقة بالعراق. إنني أحيي هذا الرفض من قِبَل وزير خارجيتنا، على الرغم من أن الرفض جاء بإسلوب دبلوماسي كان من المفروض أن يكون فيه حدة و سخرية بأولئك البعثيين ، الاّ إنه عبـَّر عن عزة نفس. إننا لا نريد مجاملات مع البعث و لا نريد مراعاة مع الذين لا يراعوننا ، و لا نريد أن يقَّدم أي إحترام لمن لا يحترمنا.
و إنتهى المؤتمر ، و نتائجه دلت على أن بعث الإجرام السوري قد  نكس رأسه ، و إعترف بمجلس الحكم العراقي المؤقت، على الرغم من عدم وجود ممثل عراقي فيه.
هل أن يد قوة الجبار الأعظم ، الولايات المتحدة ، قد ضربت بقوة و عنف على طاولة مفاوضات الإجتماع؟
هل فعل البعث السوري ،مثلما كان يفعل توأمه العراقي ، فحَـلَّ التكة و خلع السروال؟
إن هذا قد تعلَّـمته كل أنواع البعثيين منذ اليوم الأول من حياتهم ، فإنهم لا يستطيعون الوقوف أمام العاصفة، بل يحنون رؤوسهم أمامها. و معروف شعارهم : إحني رأسك يا بعثي أمام العاصفة.
إحذروا البعثيين، إنهم، بموقفهم المسالم (!) ،يقفون الآن  نفس موقف الأمويين حاملي المصاحف في معركة صفين ، سالفوهم من أعوان معاوية.
أيها البعثيين الدمويين :
الله يعلم أنّا لا نحبكمُ …. و لا نلومكمُ أن لا تحبونا

 



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون يعلِّمُون الفلسطينيين مجانا و البعثيون يتهمونهم با ...
- هل أجبر المتدينون البعثيين على شرب الخمر؟
- سكرتير شيخ الأهواز و مفتي فلسطين
- آلمني إزالة قبر عفلق
- تنبيه و اعتذار و اضافة
- العنصريون لا يخدمون الوطن بل يقتلونه
- نص كلمة بعد الكلمة و النصف
- ياقوت الحموي ذكر اسم الأهواز أكثر من ثمانين مرة
- الأهواز أم الأحواز أم الأخواز
- الأهواز أم الأحواز
- تهنئة لأمينة عواد النيجيرية
- سميرة الشابندر و البدوية الأندلسية
- باختصار: عرفات وسيف ديمقلوص
- لا العنصرية و لا الطائفية تمنعان الحب
- الأردن المنشار الذي لا ينقطع عن النشارة ذهابا ولا إيابا


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - شبيهو سالفوهم