أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - سميرة الشابندر و البدوية الأندلسية














المزيد.....

سميرة الشابندر و البدوية الأندلسية


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 602 - 2003 / 9 / 25 - 02:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

إذا كانت هناك نقمة وقعت على الأرض ، فإنها مهما تكون فلا تصل الى المستوى الذي وصلت اليه نقمة البعث على شعب العراق و على أرضه.
لا أعرف يا إلهي ماذا فعلنا لترسل إلينا هذه النقمة ؟
لا أدري أيتها الطبيعة ما الذي قمنا به لتبعثي إلينا أقسى عاصفة؟  لقد بعثت الينا عاصفة البعث السوداء.
لقد سجن البعث شعبنا.
لقد عذَّبونا.
إغتالونا.
أنتهكت حرماتنا و سفكت أعراضنا.

وصل البعث الى حكم العراق في عام 1963 ، في شباط شتاء ذلك العام المشئوم. و في ذلك العام إنتهك البعثيون كل ما للعراقيين من قيم و كرامة ، لقد امتدت أياديهم القذرة لتندس بيوتنا .
و أذكر مثلا :ففي هذا العام  تم انتهاك شرف زوجة أحد العراقيين  في سجون الإرهاب  البعثي ، على أيدي ما سمي  بالحرس القومي. بعد إطلاق سراحها أعلمتْ  الزوجةُ المهتوكةُ العرض زوجَها بما حدث لها . ذهب الإثنان ، الزوج و الزوجة ، الى أحد جسور بغداد التي تقع على نهر دجلة ، ومن هناك رمى الإثنان بجسديهما الى النهر. لم يكونا يعرفان السباحة فماتا غرقا. إنتحر الإثنان لأنهما لم يستطيعان تحمل ذلك العمل الشنيع ضد شرف المرأة ، إنتحرا ولم يكن يريدان الإستمرار في هذه الحياة الكئيبة.
و في عام 1984 كان الخنزير المجرم عدي مع مجموعة من البعثيين السفلة في منطقة الحبانية السياحية . أرادت الأقدار التعيسة أن يكون هناك عرسا في نفس الفندق الذي نزل فيه إبن الطاغية . فاختطف  عدي و رفاقة العروسَ  و احتجزوها ثم اغتصبوها. و بعد أن فقدت العروس التعسة الحظ عذريتها رمت بنفسها من شرفة الغرفة التي أغتصبت فيها لتموت على قدمي زوجها. و عندما تشاجر الزوج مع الخنزير عدي ورفاقه تم اعتقال الزوج ثم إعدامه بعد ساعات بتهمة الخيانة العظمى.

رحمكم الله أيها المنكوبين.

من المؤكد قد مرَّت الكثيرات من النساء العراقيات بهذه المحنة التي قام بها جلاوزة البعث . ولدينا قضية أخرى وقعت على يد المجرم صدام الدموي ، ألا و هي أن صدام قد أجبر المهندس نور الدين الصافي ،المدير العام  السابق للخطوط الجوية العراقية ، بالتخلي عن زوجته و أم أطفاله سميرة الشابندر ، لأن الرئيس المجرم كان قد أعجب بها و أراد الزواج منها حسب " الشريعة  الإسلامية "(!).
وافق الزوج على ذلك ، و لمَ لا ؟ ، و هو من أولئك الذي كانوا يصرخون بإيمان عميق : " بالروح بالدم نفديك يا صدَّام"، و مدير الخطوط لم يفدي صداما بروحه بل أفداه أيضا بجسدِ زوجته ، فأفاد ثم استفاد لكي يبقى محافظا على مديريته، و سلاما على الشرف المباع.
و لا أعرف هل أن صدام قد طبق " الشريعة " في زواجه فانتظر لتكمل سميرة - بنت  الشاه  بندر - عدَّتها ، أم أن حَرَّ جسد هذه المرأة قد طلب منه التعجيل في الأمر؟ و أنا أميل الى الحالة الثانية لأن الحرارة توَّلد اللهيب و تشعل الغابات بالحريق. و يذَّكِرنا التاريخ مثل آخر مشابه لمثل صدام و سميرة ، إذ أن خالد بن الوليد قد قتل مالك بن نويرة "ليتزوج" بزوجة مالك و يدخل عليها في نفس ليلة الإغتيال . و قد قال مالك قبل إغتياله أن زوجته هي التي قتلته. ولم يعطي خالد إهتماما لا للعدة و لا لشريعة الله و هو الذي يقولون عنه أنه سيف الله المسلول.(!)
و قد ذكر إبن سماك العاملي ، أبو القاسم محمد بن أبي العلاء بن سماك المالقي  الغرناطي، أن  رجلا من البادية كانت له زوجة و أنه افتقر ، فخرج بها من البادية يريد غرناطة ، و كانت لهما دابة ضعُفت في الطريق عن حمل المرأة ، فمر بالطريق أمير من بني عم السلطان باديس بن حبوُّس ، فأراه الإشفاق على المرأة ، فأركبها ثم أعجل دوابه في السير بها ، فكلما ناداه البدوي عجَّل ، و لم يمكنه ترك أسبابه.
و لما وصل البدوي الى غرناطة توجه نحو دار الأمير ، فطرده عن حاجته ، فرفع أمره الى السلطان باديس ، فقال للأمير : ادفع إليه زوجته ، فأنكر منه خوفا من الموت. فقال باديس للبدوي : هل عندك من شاهد ولو كلبٍ يعرفها ؟ قال  : نعم عندي كلب يعرفها.
فأمر السلطان باديس بالوثوب على منزل الأمير إبن عمه و إخراج كل امرأة فيه ، و حضر النساء ، و أرسل الكلب عليهن مُتَنَقِّبات، فقرب منهن، و بصبص لماّ رآها بينهنَّ. فأمر باديس بدفع المرأة الى زوجها، وضرب عنق ابن عمِّه.
فلمّا صارت المرأة في حكم زوجها قال : هي عليَّ طالق . فقال له باديس : و لم طلَّقتها ؟ قال البدوي : لرضاها ، لأنها لو لم ترض لتكلمت قبل إنذار الكلب بها. فقال له باديس : صدقت، ولو لم تفعل ذلك لألحقتك به .
و أمر بالمرأة فأدِّبت. 

محيي هادي- أسبانيا
23/09/2003 
[email protected]

 




#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باختصار: عرفات وسيف ديمقلوص
- لا العنصرية و لا الطائفية تمنعان الحب
- الأردن المنشار الذي لا ينقطع عن النشارة ذهابا ولا إيابا


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - سميرة الشابندر و البدوية الأندلسية