العراقيون يعلِّمُون الفلسطينيين مجانا و البعثيون يتهمونهم بالإرهاب

محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 634 - 2003 / 10 / 27 - 03:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

في تصريح له لصحيفة صنداي تلغراف البريطانية ، تساءل فاروق الشرع وزير خارجية حكم البعث السوري :
" كيف يمكن لأحد أن يتوقع منا و نحن دولة فقيرة أن نمنع الفلسطينيين من دخول العراق !".
إذا أردنا تحليل قول الشرع البعثي و مقصده فإننا نرى منه :
*محاولة إتهام الفلسطينيين بأنهم هم وحدهم فقط الذين يعبرون الحدود العراقية السورية للقيام بأهمال إرهابية دنيئة ضد الشعب العراقي. و هو بذلك يحاول إعطاء الضوء الأخضر الى شارون إسرائيل بأن يرمي الفلسطينيين وراء الحدود ، و هم ، أي البعثيون السوريون ، سيغلقون أعينهم و سيذهب الفلسطينيون الى العراق لأجل الإرهاب.
* إن سوريا دولة فقيرة ، و هو بذلك يثبت لنا أن تحكم البعث بمقدرات سوريا و على مدى قرون طويلة لم يحمل لها سوى الفقر، و الغدر البعثي.
* و إذا كانت سوريا فقيرة ، فما الضرر إذا بقت هذه الدولة قابضة على الأموال العراقية التي أودعها الجلاد العراقي ، صدام ، في بنوك الشام. و السوريون لفقرهم الكبير أشد حاجة.
هل حقا أن الفلسطينيين هم لوحدهم فقط الذين يعبرون الحدود السورية ، أم أن هناك أناصر (بالألف لا بالعين ) من السوريين وأناصر غير عربية تدخل العراق من سوريا للقيام بأعمال ارهابية، تزيد من مآسي شعبنا العراقي و تعيقه عن تضميد جراحاته، و تزيد من آلامه و كوارثه. و بهذا الإرهاب فإن العناصر  لا تريد الاّ أن يكون بقاء قوات الإحتلال الأجنبية أكثر مدة، هذه القوات التي حررتنا من أقسى حكم عرفته البشرية.
و هذه الأعمال الإرهابية ستؤخر أيضا حلم جلال الطالباني ، و حلم كل عراقي ، الذي يقول : " عندما نشكل الحكومة العراقية سنقول للأمريكيين باي باي" ،  وأضيف أنا ما قاله الممثل الكويتي عبد الحسين عبد الرضا : "باي باي لندن ".
إن البعث السوري هو من الذين يرمون بالحجر و يخبئون أيديهم ، و هو الآن يتـَمَسـْكَنُ ، خوفا من أن يصل له الدور. و المشهور عن البعثيين أنهم ينكسون رؤسهم أمام العاصفة. و سـتأتي العاصفة لتزيلهم.
إن البعث السوري شأنه شأن البعث العراقي ، توأمان لا يختلفان ، في الإرهاب و الإجرام و التنكيل .
 فهل حقا أن حكم البعث السوري لا يستطيع منع الأجانب غير السوريين من الدخول الى أراضي سوربا و الخروج منها، بكل حرية و طلاقة؟  و هو الحكم الذي يمسك بقبضة من حديد يطرق بها رؤوس أبناء سوريا ، ويزجهم في سجونه و يصفيهم في دوائر مخابراته!
إن البعث بكل أقسامه و أنواعه، قد جلب القهر و الآلام و الذل الى كل مكان حطَّ فيه. و في سوربا جلب لها الفقر أيضا.
إن إجتثاث البعث من كل الأراضي العربية سيكون قريبا.

 على الرغم من الوضع السئ الذي يمر به العراق ، و على الرغم من قيام الكثير من العناصر الفلسطينية المرتزقة بأعمال إرهابية دنيئة ضد الشعب العراقي و منشآته الحيوية و أراضيه ، فإن مجلس الحكم العراقي المؤقت أصدر قرارا بإعفاء الفلسطينيين من سكنة العراق ، من أبناء و أحفاد مشردي 1948 و 1991 ، من رسوم التسجيل في الجامعات و المدارس العراقية. إنها خطوة نبيلة التي بها  يؤكد العراقيون مؤازرتهم للشعب الفلسطيني  و في نفس الوقت ينظرون الى اليوم السعيد الذي يرجع الفلسطينيين  الى ديارهم.
و على الرغم من أن القرار لم يتحدث عمَّا إذا سيشمل البعثيين الفلسطينيين أم لا، فإنه خطوة جريئة تذكِّر الفلسطينيين  الشرفاء بأن موقفهم يجب أن يكون مع الشعوب العربية ، لا مع الحكام الطغاة ، و أن يخلعوا من أدمغة مواطنيهم الأغبياء القول : " ما دام الشعب الفلسطيني مشردا فيجب أن تتشرد الشعوب العربية الأخرى."

محيي هادي _ اسبانيا
26/10/2003

 

#محيي_هادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل