أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح سرميني - الطريق في بعض الأفلام المصرية القصيرة من شارع الشواربي, إلى آخر الدنيا















المزيد.....

الطريق في بعض الأفلام المصرية القصيرة من شارع الشواربي, إلى آخر الدنيا


صلاح سرميني

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


يستخدمُ الفيلم التسجيلي (شارع الشواربي) ـ إنتاج المعهد العالي للسينما بالقاهرة, وإخراج (مصطفى إسماعيل) ـ أسلوب التحقيقات التلفزيونية التي يمكن أن تتخلل برنامجاً إسترجاعياً عن هذا الشارع الأسطوريّ وسط القاهرة, ويتورط باستخدام لقاءاتٍ كثيرة, ومتواصلة مع أصحاب المحلات, والعابرين صدفةً بهدف الوصول إلى خلاصةٍ يعبر عنها الجميع بطرقٍ مختلفة, واحدةٌ منها تقول :
ـ شارع الشواربي دلوقت مات.
كي ينتهي الفيلم بلقطةٍ علوية عامة, وكأنّ روح الشارع تصعد إلى السماء.
في الحقيقة, لا ننتظر كثيراً من فيلم طلابيّ, وتبسيطيَ يتحسّر على مكانٍ فقد زخمه المُعتاد .
وكما كان الشارع تيمةً أساسية للفيلم السابق, تجري أحداث الفيلم الروائي القصير(سيلويت) ـ إنتاج المعهد العالي للسينما بالقاهرة, سيناريو, وإخراج هشام فتحي عباس ـ فوق رصيف أحد شوارع القاهرة, وتحديداً أمام محلٍ لبيع المُرطبات المُلثجة, حيث رجلٌ يشتري لطفله ما يرغب, ويعود ليجد أمامه امرأةً مُنقبة, يعتقد بأنها زوجته التي تركها منذ دقائق تنتظرهما, وتظهر المُفارقة بأنها امرأة أخرى منقبة, بينما كانت الزوجة الحقيقية على بعد أمتار منه كي تمنح قطعةً نقديةً لمُتسولة.
الفيلم ليس أكثر من طرفةٍ سينمائية سوداوية, تتهكم بسطحيةٍ بالغة من الحجاب الظاهريّ للمرأة, والداخليّ للرجل, ومن التطرف الدينيّ بشكلٍ عام.
فقد كانت الجملة الأخيرة التي وجهها الرجل لزوجته بعد أن تعرض لذاك الموقف المُحرج :
ـ يلا بينا على البيت, ومش ح تخرجي منو تاني.
بوضوح شديد, وبسبب تناسخ الحجاب, فقد أصبح خروج المرأة من بيتها, متبرجةً, أو منقبةً, مشكلةً للرجل, والمرأة معاً.
وانطلاقاً من ذاك التهديد اللفظيّ, ربما يصبح الشارع, بما يُمثله من فضاء حرية, وانطلاق, ممنوعاً على الزوجة,....والمرأة بشكلّ عام
وهكذا, يستخدم الفيلم (الحدّ الأدنى) شكلاً, كي يقدم (الحدّ الأدنى) مضموناً.
بينما يرتكز الفيلم الروائي القصير(آخر الدنيا) ـ قطاع الإنتاج لاتحاد الإذاعة, والتلفزيون, إخراج (أحمد فهمي عبد الظاهر), على قصة قصيرة ل(يوسف إدريس), وتتجسّد في أحداثه طريقان :
الأول, السكة الحديدية, رمز السفر, والترحال, والاكتشاف, والقطار الذي يأخذ الأبَّ بعيداً إلى (آخر الدنيا), ويُرجعه منها إلى بيته في القرية, كي يلتقي بإبنه الوحيد (محمد) المُنبهر بالقرش الفضة المخروم الذي أهداه له يوماً.
والثاني, الطريق الزراعيّ الذي يسلكه الطفل يومياً من البيت إلى المدرسة, هناك حيث تنتظره عصا المعلمين, وعبوسهم الدائم.
طريقان, يقطعهما آخرٌ رمزيّ, ومُفاجئ, عندما يفقد الطفل قرشه المخروم, فتتبدل حياته, ويسند رأسه فوق السكة الحديدية, يستمع إلى صفير القطار, انتظاراًَ صبوراً لعودة الأبّ الغائب, أو انتحاراً معنوياً, وانتقالاً رمزياً ليلتحق بالغائبين, أبيه, وأمه.
في تيمةٍ مغايرة, يبدأ الفيلم التسجيلي القصير(المهنة امرأة) ـ إنتاج المعهد العالي للسينما بالقاهرة, وإخراج هبة يسري ـ بلقاءاتٍ متوازية في بعض شوارع القاهرة مع فتياتٍ يتاجرن بأجسادهنّ.
يتجسّد الطريق في هذا الفيلم من خلال المرجعيّة المكانية الواضحة, والرمزية التي تقصدها إحدى الفتيات, وهي تتحدث عن حياتها :
ـ أنا خلاص, جيت في الطريق ده.
(الطريق ده), يعني, ببساطة, وبلهجتها اليومية (عاهرة).
وربما يكون الطريق في وقتنا الحالي المكان الأمثل للدعارة (الفقيرة).
ومن تلك البداية, تتدرج الموسيقى حتى الإعلان عن عنوان الفيلم (المهنة امرأة), وربما تقصد مخرجته(هبة يسري) المفهوم السوقيَ المتداول لكلمة (امرأة) في اللهجة المصرية.
وليس من المُستغرب اختيار الفتاة كلمة (الطريق) كي تشير رمزياً إلى طبيعة مهنتها, فهي قبل ذلك, كانت تشعر منذ طفولتها بأنها مشردة.
لقد تخيّرت (هبة يسري) ملاحقة الأولى في زحام المدينة, ومحاورة الثانية داخل سيارة, هي التي فضلت بأن تشير إلى ممارستها لهذه المهنة ب(الموضوع), لقد توفيّ زوجها في الخامسة, والثلاثين من عمره, وترك لها طفليّن بدون مساعدة أحد, فاضطرت بأن تمشي في (الموضوع ده), وفي الحالتين, تتقارب المُفردات المُستخدمة, لتوصلنا إلى معنى واحد...الدعارة.
الأولى(أخذت الطريق ده), والثانية(مشيت في الموضوع ده) هي استعارةٌ مجازيةٌ, تجميلية, وتذويقية للدعارة, والطريق في الحالتين محفوفٌ بالمخاطر, والمُفاجآت.
وتتحدث الثانية عن صديقة
ـ (نزلت) معاها في يوم, ربنا كرمها,..
وتعني, بقصد, أو بدونه, (النزول) بأخلاقياتها إلى مستوى منحط, وأيضاً, من البيت إلى الشارع.
هذه المرة, يأخذ الطريق معناه الأخلاقي السلبي, حيث تتمنى واحدةٌ :
ـ نفسي في حياتي حاجة واحدة, ألاقي حدّ يخاف علي, ويلمني من الشارع.
وكما جلسات التحليل النفسيّ, تتركهم (هبة يسري) يُخرجن ما في داخلهنّ من أحاسيس, مشاعر, ذكريات, آلام, إحباط, خوف, قلق, آمال, وأحلام... حتى تنتهي كلّ واحدةٍ منهنّ بإدانة نفسها, وسلوكها ..
لم تكن غاية الفيلم محاكمةً علنيةٍ, أو إدانةً أخلاقيةً متسّرعة, إننا نشعر بتعاطف المخرجة معهنّ, كما علاقة مواطنتها المخرجة (تهاني راشد) مع (البنات دول), أكان ذلك في اقتراب الكاميرا منهن, أو بنوعية الموسيقى التي صاحبت الفيلم في معظم لقطاته, حتى تلك الكبيرة لوجوههن, ومزج اللقطات فيما بينها, ورصد دموعهن, ومن هذا الموقف المُتعاطف, ينكشف لماذا تخيرت(هبة يسري) عنوان (المهنة امرأة) بدلاً من مفردةٍ أخرى أكثر قسوةً, وفظاظة.
وفي كلّ الحالات, تستخدم كاميرا مهزوزة, مسروقة بالأحرى, لأنها تلتقط من بعيدٍ ما لا يمكن الحصول عليه عن قرب.
ومع ذلك, فإنّ فيلماً من 13دقيقة, لا يكفي أبداً للكشف عن عالمٍ مجهولٍ لم تتطرق السينما التسجيلية المصرية, والعربية له كثيراً, مع أن الدعارة كانت موضوعاً أثيراً في السينما المصرية.
وأظن بأن الظروف الإنتاجية التي يفرضها معهد السينما بالقاهرة هي التي حالت من انطلاق الفيلم بعيداً في تحليله, وتشريحه لهذه المهنة, أسبابها, وظروفها, وتداعياتها, واستقصاء جميع الأطراف فيها, بما فيهم بعض رجال الأمن المرتزقين منها(كما توضح الفتيات في الفيلم).
وكما نعرف, فقد حاولت إدارة المعهد السابقة(د.نجوى محروس) منع عرض الفيلم في مهرجانات سينمائية بحجة دينية, أخلاقية, واجتماعية, بينما يحفل تاريخ السينما المصرية بمئات الأفلام التي تتطرق من قريب, أو بعيدٍ لهذه المهنة, وفي أفلام كثيرة حظيت العاهرة بالبطولة المُطلقة.



#صلاح_سرميني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (..........) تكتب عن مهرجان السينما الاسلامية بقازان إشاعاتٌ ...
- قصة حبٍٍّ تحولت إلى أسطورةٍ يتماهى معها النساء, والرجال
- (سيناريو) قصيّ خولي مفاجأة السينما السورية المُستقلة/عندما ت ...
- حروبٌ صغيرة
- حضورٌ افتراضيٌّ لمهرجانات السينما/تجميع أخبار, أخطاءٌ بالجمل ...
- حق الرد وإستجلاء الحقيقة في ضرورة القراءة المجهرية المحايدة، ...
- الثقافة السينمائية العربية تحتاج إلى مخلصين, صادقين, معها, و ...
- الملفات المُخجلة في الثقافة السينمائية العربية/من القصّ, وال ...
- سحر السينما
- بعض المشاكل الاستدلالية للسينما التجريبية
- (ليلة البدر) لمخرجه السعوديّ (ممدوح سالم) رصدٌ متعجلٌ لمظاهر ...
- بومبايّ : الأحلام بالألوان
- بوليوود, عالمٌ بلا قلب
- سينماتون, الفيلم الأرخص، والأطول في تاريخ السينما ل(جيرار كو ...
- الدورة الثالثة للمهرجان الدوليّ لسينما الشعوب الإسلامية(المن ...
- مهرجانات السينما العربية بين الهواية, والاحتراف/وهران, وقليب ...
- النقد السينمائيّ بين دردشة المقاهي, النصوص الإنشائية وتلخيص ...
- نقاد القصّ, واللصق تطاولٌ على النقدّ, وعبثٌ بالثقافة السينما ...
- ظاهرة السرقات في الثقافة السينمائية العربية
- المخرج العراقيّ عدي رشيد مأخوذٌ بالفنّ الشعبيّ, وبألوان البس ...


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح سرميني - الطريق في بعض الأفلام المصرية القصيرة من شارع الشواربي, إلى آخر الدنيا