الدول العربية غير معنية بالتقدم لأنها أنظمة فاسدة

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 06:19
المحور: المجتمع المدني
    

الأنظمة العربية غير معنية بالتقدم لأنها أنظمة فاسدة إداريا وسياسيا وثقافيا وهي تحاول أن تشوه صورة المثقف العربي أمام الرأي العام وأمام الولايات المتحدة الأمريكية ةتنسب للديمقراطيين تهمة الشيوعية والماركسية حتى تجد ذريعة تقمع بها المثقف لتهمشه من جديد وتعريه أمام ارأي العام .

لست بحاجة لأجد أدلة جديدة فأنا نفسي أكبر دليل على ذلك , وأنا لا أختلف مع أحد من المثقفين وسياستي إحترام الجميع بغظ النظر عن الأخذ برأيهم أم لاء .
ولسنا أمام لغز كبير وحير فقد كانت الدول العربية تنسب للمثقفين العرب تهمة الشيوعية أيام الحرب الباردة والساخنة بين أمريكيا والإتحاد السوفييتي سابقا ,أما اليوم فإننا نجدها تحاول أن تلفق تهمة الإرهاب لأصحاب الرأي الحر وتحاول أن تنسب لهم تهمة الإنتساب لجماعات إرهابية إسلامية علما أن الدول العربية كانت قبل نهاية الحرب الباردة وحرب الخليج هي التي تجد الإرهابيين الإسلاميين من أجل مقاومة الإتحاد السوفييتي إذا إقتحم منطقة الشرق الأوسط .
واليوم نجد أن السحر قد إنقلب على الساحر فهذي هي فلول الإسلاميين تقاوم الدول العربية نفسها وتحارب الولايات المتحدة الأمريكية في عقر دارها من خلال توجيه ضربات إرهابية للمصالح الأمريكية .
وحرب الإسلاميين ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ليست حربا على الرأسمالية ولكنها حربا على الحليف القديم للإسلاميين الذي تنصل ورفع يده عنهم .
وعلى كل حال : الدول العربية اليوم تنسب للمثقفين الأحرار الملتزمين بقواعد الإسلام تهمة الإرهاب الإسلامي والقاعدة , وهي تنسب ايضا تهمة الماركسية لليبراليين العرب , ولكن لماذا هذا كله :
السبب أن الدول العربية تصطاد عصفورين بحجر واحد فهي تتلقى مساعدات مالية للإنفاق على حملات الحرب على جيوب الإرهاب ونجدها غالبا ما تعمل هي على زج الإسلاميين للإرهاب من أجل الحصول على دعم مالي وترقيات أمنية للضباط الذين يقضون على الإرهاب .
ثانيا وهو الأهم :
لأن الدول العربية لا تريد أن تتقدم لأنها أنظمة فاسدة تريد أن تبقى على أنظمتها القديمة الهشة وهذه الأنظمة القديمة كلها فساد إداري وفساد تكنوقراطي وبيروقراطي ونحن كمثقين عرب نعيش حياة عامة مكرهون عليها وهي لا تلبي إحتياجاتنا ولا نستطيع أن ننسجم معها ومع معطياتها الراهنة .
إن فساد الأنظمة العربية يدب في أوصالنا ويسري بدمائنا فنحن فاسدون ليس بالصدفة وإنما بالطرة التي فطرنا عليها وطالما أن الأنظمة العربية الراهنة قائمة طالما كانت خطرا يتهدد المثقف العربي والنظام الرأسمالي الحر , ولا أدري كيف بالولايات المتحدة مازالت تراهن على الأنظمة العربية الراهنة .
إن المجتمع المدني في خطر من أنظمة الفساد العربي وحكمها وإننا لا نستطيع أن ندخل مؤسسة مدنية فعلية في كافة أرجاء الوطن العربي فالفساد الإداري والتكنوقراطي نجده حتى في الماء الذي نشربه .
وتقوم بعض الدول العربية بحملات تطهير واسعة على المناطق التي تظهر بها علامات المجتمع المدني وتحاصر المثقفين وتبعدهم عن بعضهم البعض لكي تفكك إرتباطهم ببعضهم البعض وهكذا دواليك في كل يوم وعام وقرن .
إننا نعيش حياة جافة من كل النواح فلا نجد منتزها نقف به دقيقة رومنسية مع من نحب حتى أن معظم المنتزهات يحكمها الشيوخ بمساجدهم ولحاهم ومصاحفهم ومصاليهم وهم مدعومون من قبل المجتمع غير المتحضر الذي تريده الدول العربية أن يحكم الفآت الإجتماعية المتحضرة .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل