أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - الى روح ابي ادريس














المزيد.....

الى روح ابي ادريس


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 09:36
المحور: الادب والفن
    


عبد الإله بسكمار
إلى روح أبي..

روى تربتك دافق النور، ولن يتعزى الفؤاد بالعود من رحلة لا عودة منها، فاني أخالك تضحك بملء فيك عبر عوالم وسيمفونيات الملكوت ، ها قد دفأت رمسك خيوط شمس الصباح،ضريحك الندي يحتفي بماء الزهر والورد والند، وتلك بعض تلاوين عشقك في خضم الأناشيد والأذكار والألحان التي تزوبع الجسد وتحرك عبراتك بما جاش في دواخل الفؤاد . حنانيك ، فعشقك وولعك لايحتاجان لصدق الشمس والقمر وليلنا البهيم"والضحى والليل إذا سجى".
لا زلت طفلا : بكاء وبسمة، على نغماتك تترقرق المحبة بألف لغة وإشارة ، تزلزلني كلماتك المائلة على ألحان "كوكب الشرق"، البخار الساحر وعطر البهارات والزيت الحارق، ترانيم صمود وكفاح لكائن لا يزدهي بأية بطولة غبية ،بل بتيجان بساطة تعطرها صباحات الجسد الموشوم بعذابات ولذاذات الرحلة التي أحسست أنها لن تطول مهما طالت ، فالأحبة يسافرون تباعا ،ولابد للوديعة أن ترد لمودعها.
تملأني كلماتك المنبعثة من صدقك اليومي ، وليس للصادقين إلا صدقهم ، ومن المؤسف أيها النورس أن تكون الحياة هي هذه وأن لا تسير إلا على هذا المنوال ، كم من شتيمة بذيئة أو كف قاسية هوت علي ، وراحت بعد ذلك بردا وسلاما، لأن عمقك وإكسيرك الداخلي لم يصرفا الحقد البشري المقيت في أي زمن نحوي أو واقعي أو فلسفي تجاه أي كان ، فما بالك بفلذات الأكباد ونغمات الفؤاد أأصدق أن الكلمات خذلتك في النهاية ، وأن المسافة خانتك أخيرا وأن الألم ممتد بأفق وعمق المدينة ؟؟
أيها النورس الباسم ، إن قاموس المحبة لا يقاس بالسبائك الغبية ، ولا بفتائل الحرير و العقيق أو قطع الذهب والفضة والنحاس ،سر باذخ يتأبى عن الأبعاد والمقاييس ،بعد كينوني لا نفلح في توصيفه أو تصنيفه ضمن ترسيمة من المقاييس والتنميط والبرمجة ، انه امتداد إجرائي عظيم يخترق صميمية الكون و يهزأ من العدم جميعا.
يخذلني القلم يامسافرا عبر الملكوت ،أن تحيى بفن البساطة يعني أن تستخف بكل الخطابات الصماء وقواميس الكلس والحجر التي تعلو فقاعاتها في زمن العنكبة والجندبة والشقلبة .
بين المقلاة والمذياع والمانيتوفون والإسفنج وسيول الحرائر والأنوار المبهرة وأم كلثوم والحلويات مسافة فرح لاتسيجها
الأوفاق والمراسيم ولغات الخشب ، فبين المعجون والملحون والجلباب والطربوش والسماع والأندلسي راقت لك التلقائية المتسامية عبر روح الأعماق وفرح الإنسان.
يسيج القوسان هذا الكائن الغريب )الميلاد والرحيل( ثم الهباء ، فما بال اللهاث والعراك والتهافت والعبث ؟ ثمة ناقوس يرن في نهاية الدرب ،لعله يرثي لكل من يدب على وجه البسيطة : عش حياتك قبل أن تموت، وما الحياة إلا وديعة ولابد يوما أن ترد الودائع...
يدفن بعضنا بعضا وتمشي * أواخرنا على هام الأوالي
يطل المسافر في الملكوت على مسخرة حافلة بالشقاء ، وليس كالحزن ضيفا ثقيلا لا يستأذن، التبست السبل وعم الغباء البر والبحر، وشملت الاستباحة الدين والوطن والعرض، فأي صلاة ترددها في ملكوتك ، وهي التوأم لقعودك وسجودك خالصا لوجه المطلق...؟
الصمت الآن امتياز فلسفي حين تستقوي الشعوذة والغثاثة والنميمة في مزادات البلاد والعباد، وهل كان لك أن تؤثث غير شبر واحد تحت الشمس وأنت من هذه التربة وخبزها النظيف ؟ هي تربة البلد بالذات، تنسجها عشرات المشاهد و"النقايم" بين الآكلين والضاحكين والشاربين والمتنسمين هواء رمضان وحلوياته والمتقلبين مع نماذج قبة السوق[1] البشرية ،ثم المقامات الصوفية و حضرات السماع، فتنوب عنك العبرات لإيمان صادق دون أصنام أووساطات غبية.
لقد نطقت الشواهد الحجرية والرخامية على السواء :إن كل شيء هباء ، لكن الحزن سرمد والحرف معاند والحب قائم كالطود الشام
يقاوم بتعال واستخفاف عالما مهترئا وقديما بتعبير الراحل محمد زفزاف ، وكان لك سحر اللغة كمقاومة من الطراز الرفيع:
-التنويعة الأولى: اللي في القلب عالم به الله
- التنويعة الثانية: قل فسدت هاذ الطرقا
ودخلها من والى
والكلام عاد نزالا
لحتايل الهرتالا
كل من جاب حمار يحسبو بجر
ايولاهي ما بقا وقر
وين مواليها يشاهدو دلفسدا فيها
غير حلس واجي ليها
كانت زمان عند الكرام فالشان
واليوم السبوعا يرعاو مع الذياب
عادو كاع سويا
كلهم غدارا غزارا[2]
عبد الاله بسكمار تازة صيف 2007





#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الفكاهة الرمضانية التي نستحق
- صيدلية الأنبياء المتنقلة لصاحبها الحاج عيد الكبير4
- اقتراح إنشاء خلية للترجمة المتحركة..بالتلفزيون المغرب
- صيدلية الانبياء لصاحبها الحاج عبد الكبير2
- صيدلية الانبياء لصاحبها الحاج عبد الكبير 3
- عن الامة التي بدأت من القاع وبقيت فيه
- الصيدلية النبوية لمالكها الحاج عبد الكبير1
- الصيدلية النبوية لمالكها الحاج عبد الكبير 1
- هل سينتهي الاشهار بنهاية شهر رمضان الفضيل؟
- سابريس الحصيلة الصادمة
- عن اجتياح الاشهار لموائد الافطار
- حللت اهلا والقبح في التلفزيون وفي كل مكان ياسيدنا رمضان
- العربي.. مشاهد من العيار الثقيل
- رصاصة في البريد المركزي
- رمضان الاسطورة والتلفزيون
- سلسلة تربويات العدد الاول
- حوار خاص
- جندوبا 7
- تقرير في شأن ليلية ظلامية1
- القنفذ الجائع / على هامش اقتراع 7 شتنبر 2007


المزيد.....




- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...
- المعمار الصحراوي.. هوية بصرية تروي ذاكرة المغرب العميق
- خطه بالمعتقل.. أسير فلسطيني محرر يشهر -مصحف الحفاظ- بمعرض إس ...
- موعد نزال حمزة شيماييف ضد دو بليسيس في فنون القتال المختلطة ...
- من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله ...
- مثقفون مغاربة يطلقون صرخة تضامن ضد تجويع غزة وتهجير أهاليها ...
- مركز جينوفيت يحتفل بتخريج دورة اللغة العبرية – المصطلحات الط ...
- -وقائع سنوات الجمر- الذي وثّق كفاح الجزائريين من أجل الحرية ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - الى روح ابي ادريس