أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - استهداف المدنيين في العراق














المزيد.....

استهداف المدنيين في العراق


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 638 - 2003 / 10 / 31 - 02:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



ان الوضع الحالى في العراق يكتنفه الغموض حيث تتصارع سرا وعلانية مختلف الفئات كل حسب طريقته أضافة الى عوامل التدخل من قوى الظلام مختلفة المناشىء التى تسعى للعمل دون استقرار العراق والبدء بعملية النهوض الجديدة له.

لقد كان لسياسة وسلوك النظام السابق المقبور اثارها الخطيرة التى مازالت تؤجج  نيران الخراب والتدمير حيث زرع في سلوك وعقول افراده مبدا القتل والانتقام والترهيب والاعتداء اضافة الى زرعه اليأس والحيرة في نفوس العدد الاكبر من العراقيين . ولا يخفى على لبيب انه كان ايضا سببا في قدوم القوات الاجنبية  ومنحها الفرصة التاريخية لاحتلال العراق ومحاولة تكوينه حسب مفاهيمها ومصالحها التى تسعى للظفر بها أضافة لعوامل المتغيرات الاقتصادية والسياسية الواسعة خلال  الحقبة الحالية بعد ان سنحت الفرصة للراسمالية  من فرض فلسفتها الاقتصادية فس ظل مفاهيم العولمة .

ان منطقة الشرق الاوسط التى لاتزال غير مستقرة بفعل صراع القوى ووجود عوامل ديمومة عدم استقرارها ناهيك عن اشكال الحكم السائدة والمتخلفة عن الانفتاح والاقرار بحق شعوبها في الحرية والتعبير الفكري  تشكل اخطر مشكلة تعاقبت عليها الاجيال منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ولغاية اليوم وانعكست هذه الاشكالية على مستقبل العراق ليسقط في براثن الاحتلال ويدفع ثمنا غاليا من دماء ابناءه اضافة الى نزيفه المستمر خلال ثلاثة عقود مضت .

واذا كانت كل المحاولات والسيناريوهات قد فشلت في تقسيم العراق بعد ان نجحت في تعطيل طاقاته وشل خطواته طوال تلك العقود نجدها الان تتخذ منحى اخرا جديدا يتمثل  بمحاولة قوى الارهاب والظلام اغراقه بموجات متتابعة من التفجيرات العشوائية التى تنعكس  سلبا على المجمل العام لقضية العراق فانها تكلف المواطنيين والاجانب المدنيين ارواحهم وتساهم في تعقيد الموقف ومنح فرص اضافية لاستمرار تواجد قوى الاحتلال بعد ان بدات تظهر فى الافق اصوات  في داخل الاسرة الدولية لانهاء الاحتلال كما بدا صوت الشعب الاميركي الذى يرفض كذلك ان يكون ابناءه حطبا لنار لا يعرف احدا متى تخمد . تاتى هذه العمليات الارهابية الفوضوية التى تبدو عليها ملامح تخطيطات ماكرة  تبدو على بعضها بصمات  الاساليب البعثية السابقة في  عنصر التوقيت  واستغلال الظروف واسلوب التنفيذ  ومن منا لايتذكر اساليب تفخيخ السيارات وابرزها في السبعينات السيارة المفخخة التى ارادوا بها قتل الزعيم الكردي الملا مصطفى البارزانى بعد انتهاء اجتماعه مع صدام حسين وبعد توديعه له .

فلا يزال هناك الكثير من الفلول التى استطاعت ان تنهب كل شىء فلماذا لا نستبعد انها ايضا نهبت واخفت الكثير من مواد التفجير الخفيفة من معسكراتها الثابتة ابان دخول القوات الاجنبية العراق؟ وانها الان تستغلها  بشكل او باخر لتنفيذ عمليات تكون نتائجها مثل سكين بحدين فمن جانب تظهر مدى عجز قوى الاحتلال على فرض الامن  ومن جانب اخر ترهب المواطنيين لمنعهم من بدء دورة الحياة بهدوء من جديد. وقد يكون وراءها قوى الاحتلال نفسها لتحويل موجة الهجمات في ذهن المخططين لها الى هذا المجال سيما عندما تحقق نتائج ناجحة نسبيا في التنفيذ وبذلك تتفادى سلطات الاحتلال الخسائر في صفوفها وايقاعها بصفوف العراقيين وعلينا ان لاننسى ان احدى اقوى دوائر الاستخبارات العالمية حاليا لها مركز عمليات في بغداد وانها قادرة على تجنيد العديد من ضعاف النفوس او المحبطين او المحتاجين لبضع مئات من الدولارات ..ولِمَ؟ مادامت هى وفلول النظام السابق تملك تلك الدولارات؟؟؟ وهي المعروفة بتاريخا وباعها الطويل في تنفيذ اقذر العمليات في شتى الدول والاراضى دون علم وزارة الدفاع والخارجية .
كما علينا ان لانستبعد فرضيات استغلال الموقف من قبل بعض العرب االذين كان صدام يدفع لهم المرتبات التقاعدية نظير قيامهم باعمال التفجير وقتل المدنيين  وانقطعت الان مواردهم المالية ..وخير دليل ان الهجوم على مراكز الشرطة اساسه ارهاب افرادها واعادة  اشعال النقمة في نفوسهم ويدل انتقاءهم الاهداف المتباينه هنا وهناك على انهم ينشطون في الظلام لاستطلاع اهدافهم والتخطيط للهجوم عليها . ومثالا على ذلك اختيارهم  مركز شرطة الاعلام الحديث في بناءه والذى تتوفر امامه باحة واسعة يسهل اجتيازها سواءا من واجهته الامامية او الخلفية القريبة من السوق  الشعبى  حيث يمكن ركن سيارة مفخخة بجوار السياج المحاذى له .

ان هذه الاعمال لا تشكل في جوهرها الا اعتداء على المواطنيين وامنهم اضافة الى ذلك السقف من الظلم الذى لحق بهم خلال كل تلك السنوات المريرة . ان واجب كل القوى الوطنية حاليا في العراق هو الوقوف بمستوى عالى من الوعى والتعاون فيما بينها على فرز تلك العمليات والكشف عمن وراءها واعلان ذلك للملاْ لكي تكون الحقيقة واضحة تقوى عزيمة المواطن العراقي على الصمود والنهوض من جديد بعد هذه المحنة العسيرة.      

بانكوك 30 اكتوبر 2003



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوبر ماركت القنابل النووية
- للنساء فقط –قراءة الكف علم أم وهم –القسم الاول
- اطلس البلاغة-القسم الرابع
- فيروس سلطة الجمهوريات الوراثية
- عصافير بحجر واحد..
- اطلس البلاغة-القسم الثالث
- نصدق من؟؟ دكتور هنرى كسينجر ام دكتورنا العراقي؟؟؟
- خطورة البريد الالكتروني
- الفرصة التاريخية للسلطة المدنية
- اطلس البلاغة-القسم الثاني
- اطلس البلاغة-القسم الاول
- الدروشة والتطبير في الديانة البوذية
- عندما يحاضر رئيس حكومة في مادة الرياضيات
- دروس للعراقيين من رسائل المنتحرين
- كيف نساند المواقع العراقية وندعمها؟؟
- المسافة القصيرة بين مقتل آنا ليند وعقيلة الهاشمى
- اين الحقيقة في قضية لوكربي؟؟؟ قراءة هادئة لخطاب القذافي واسئ ...
- استراحة عددية مسلية لعشاق الكومبيوتر
- ائق الرئيس يعادل 150استاذ جامعي في في العراق!!
- العدد 500 من الحوار المتمدن


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - استهداف المدنيين في العراق