أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البغدادى - الفرصة التاريخية للسلطة المدنية














المزيد.....

الفرصة التاريخية للسلطة المدنية


عصام البغدادى

الحوار المتمدن-العدد: 622 - 2003 / 10 / 15 - 05:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما استقلت الدولة العراقية الحديثة في عام 1932 كان جيشها الاول قد تاسس عام 1921 وبغض النظر عن الدوافع والاسباب  وابعاد الحقبة التى  تاسس فيها الجبش قبل قيام الدولة الحديثة. هذا الجيش بقي خارج نطاق اللعبة السياسية اذا استثنينا الانقلاب الفاشل للفريق بكر صدقى  ثم مقتله لاحقا .    ثم قام الضباط العسكريين  بالاطاحة بالنظام الملكي عام  1958 وباشروا مسلسل القتل الاعمى عندما هاجموا قصر العائلة الملكية  ليقتلوا اشخاص مدنيين عزل. وفي حقبة الزعيم عبد الكريم قاسم القصيرة  وتصاعد النفوذ الشيوعى   تاسس الجيش الثانى بشكل "ميلشيا المقاومة الشعبية " التى   كانت تضم في صفوفها بعض النساء  وكان للكرد عبر تاريخهم المعاصر جيشهم  المعروف بالبيشمركة الذى كان بلا شك وسيلتهم الدفاعية ضد اضطهاد الدولة المركزى.
 وعندما عاد العسكريين بثوبهم الحزبى البعثى للسلطة مرة اخرى قاموا بتاسيس  الجيش الثالث الا وهو "الحرس القومى" الذى  سرعان ما هاجمت مراكزه  دبابات الجيش العراقى بعد 9 اشهر لتطيح به  ويفر اعضاءه مذعورين . عبد الرحمن عارف حاول تشكيل نواة جيش مشابه اسماه "الفتوة" لامتصاص نقمة الشعب بعد ضربة 5 حزيران 1967 وانتهت الى الفشل بسرعة والغيت الفكرة  قبل توسعها.وعندما جاء البعثيين مرة اخرى للحكم اسسوا الجيش الشعبى  ثم جيش القدس قبل دخول القوات المحتلة العراق وهروب صدام حسين وانحلال كل مؤسساته .. لغاية الان تعرفنا على جيش الدولة الاساسى ثم اربعة جيوش اخرى وبعد الحرب العراقية الايرانية  ظهرت لنا  قوات بدر "ميلشيا حزب الدعوة" المدعوم من ايران منذ يوم تشكيله  ثم  اخيرا  جيش المهدى لصاحبه الشاب  مقتدى الصدر . اي ان العراق شهد 7 جيوش من عام 1921-2003  اضف الى ذلك الجيش البريطانى والهندي ثم الجيش الاميركي المحتل فيصبح العدد 10 جيوش خلال 82 عاما!! ناهيك عن الجيوش الفارسية والعثمانية التى تصارعت ردحا من الزمن على الاراضى العراقية. ثم الان تجد تركيا فرصة مناسية لارسال جيوشها  وهي الدولة التى رفضت مرور الجيوش الاميركية من اراضيها للعراق.

وحين تحاول الدولة او الاحزاب تشكيل جيوشها لدعم سلطتها وهى في سدة الحكم او للتطلع لمسك زمام السلطة وهى خارج السلطة  فهذا لايدل الا على غياب  قوة المؤسسة المدنية  وغياب النخبة المثقفة القادرة على فرض ارادتها والوقوف ندا قويا بوجه المؤسسة العسكرية  التى  لا تسمح تقاليدها باى مبادى وممارسات ديمقراطية وهذه المؤسسات المدنية لم تمتلك المراكز الكفيلة بتقوية كيانها وبقت اسيرة التكليف والتاسيس الرسمى من قبل الدولة وكل مافعلته الاجيال المثقفة هو الكلام المسطور ..قصائد رنانة بالمديح او الهجاء .. كتابات متحيزة تقف ضد الواقع والحقيقة ومساهمات متملقة تصل حد الجبن احيانا .. واستمرت عيوب هذه النخبة ومرض الفرقة فيها حتى وهي تعيش في منافيها وخير دليل هو التناقض والتشاتم والتلاعن ومحاولات التسقيط والتشهير من خلال الوسائل الاعلامية المتاحة.

ان غياب الفئات المثقفة تحت مختلف الظروف وتراجعها تاركة الساحة فارغة للقوى العسكرية  احد العوامل التى ساهمت بتدهور الوضع عامة في العراق خلال هذه العقود الماضية . ان مغادرة النخبة المتعلمة العراق  والانغمار في حياة المنافى بحثا عن الاستقرار والتواصل مع عوامل الحياة المدنية-رغم مشروعيته- بعيدا عن ارهاب السلطة العسكرية القمعي كان سببا في عدم ظهور تلك المؤسسات وترسيخ بناءها وهاهى النخبة تسعى لاقامة بناء مؤسستها المدنية مستفيدة من تجاربها في العيش فى مجتمعات  تحترم القوانين ولايحترف العسكريين  فيها اى نشاطات سياسية .

واعتقد انها الفرصة التاريخية لقيام المعادل الموضوعى لقوى السلطات التى تعتمد السلاح لغة لأقرار وجودها وقوانينها ..وان لم تسعَ هذه القوى المدنية الى توحيد صفوفها  مستخدمة كل الامكانيات للحد من طغيان القبضة العسكرية  ولغة السلاح  في المجتمع العراقي  فلا تستغربوا ظهور اشكال اخرى من الجيوش وغدا قد يظهر جيش لامير الحلو او امل الجبورى او محمد عبد الرحيم او  عمشة ام اللبن  او جيش مريدى .. ولا تستغرب اذا داهمت دارك كتيبة مسلحة  بسبب عدم وضعك القمامة في موضعها المناسب بجوار باب دارك  فقد يشكل جامع القمامة في البلدية ميليشيا خاصة به . ان قوة الدولة ليست بجيوشها رغم ان دولة بلا جيش مثل حديقة بلا سياج  بل ان الجيوش القوية في دول ضعيفة اقتصاديا وسياسيا انما هى الكوارث  بعينها لتلك الدول لانها تستنزف كل امكانيات البلد وموارده وتستقدم لها كل سبل العداء من الدول المجاورة على اقل تقدير ضمن لعبة المنافسة الاقليمية.

أن الاوان لكى تلتقط القوى المدنية فرصتها التاريخية لتاسيس المجتمع المدنى الذى يساهم باعادة بناء البنى التحتية الاجتماعية ويعيد للعراق روحه السامية ولابناء الرافدين  همتهم وعزيمتهم في استعادة دورهم الانسانى المشرق.

عصام البغدادى/ كاتب مقيم في تايلاند
مدير تحرير موقع المجلة العلمية العراقية
www.iraqisciencejournal.com

 



#عصام_البغدادى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطلس البلاغة-القسم الثاني
- اطلس البلاغة-القسم الاول
- الدروشة والتطبير في الديانة البوذية
- عندما يحاضر رئيس حكومة في مادة الرياضيات
- دروس للعراقيين من رسائل المنتحرين
- كيف نساند المواقع العراقية وندعمها؟؟
- المسافة القصيرة بين مقتل آنا ليند وعقيلة الهاشمى
- اين الحقيقة في قضية لوكربي؟؟؟ قراءة هادئة لخطاب القذافي واسئ ...
- استراحة عددية مسلية لعشاق الكومبيوتر
- ائق الرئيس يعادل 150استاذ جامعي في في العراق!!
- العدد 500 من الحوار المتمدن
- لماذا يريدون العودة؟
- قناع الفرطوسى
- العلماء العراقيين –مقالة مهداة للكاتبة اميرة بت شموئيل
- سبعة قصص سطرية قصيرة جدا
- الوصايا السبعة
- الزهور
- خط الكسر
- احلام حمزة الحسن هي احلامنا جميعا
- اعتذار الحكومات عن اخطاء رعاياها


المزيد.....




- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البغدادى - الفرصة التاريخية للسلطة المدنية