أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل سوداني - سر التجسد














المزيد.....

سر التجسد


فاضل سوداني

الحوار المتمدن-العدد: 2071 - 2007 / 10 / 17 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


(نص بصري )

1) موسيقى الغجر

منتظر
كنجمة في سماء نائية عن موسيقى الكواكب .
احلم ..انا ربيب الارض
والنجوم المبحرة في فضاءآت هلامية .
عشت مدني ،
مدن الكبرياء
يتشرد أمام بواباتها آلهة المساء
يبحثون نهارا عن ظلال في الافق ،
وامام قلعتها انتظرت
إشارة صوفية .

في الغبش ارتفعت خيمة في سماء الحلم ،
و بين اعمدتها تلامست النجوم ،
جلستُ أمام سيدة المراثي الصامتة .
هبطتْ بي خيمة السماء .
ارتفعت
هبطت ،
ارتفعت
وهبطت...
همس الصوت .
(روح السيدة
ارتفعت ،
فهبطت الخيمة)

وفي ساحة مدني انبثق سرير من عاج ابيض
أعمدته العالية من خشب الابنوس ،
عيون تلتهب في قناع نار
حشرجة صدى في المجرات الاخرى .
"لم امت ، أحترق انا في تحول الكائنات "
قالت سيدة المراثي .
انظر...... انظر جسدا باكرا عار
وقزم يغزل بمغزل فضي .
انظر .. انظر "
قالت سيدة المراثي .
انظر .. انظر "

في طريق العودة تركني الغجر احلم منزويا
رحلوا صوب الابدية ،
همسوا غناء :
" غريب انت وتبصر في ظلام اللازورد ..
. اذن سر بنا بعيدا
بعيدا ايها الغريب " .
"ولأ ني اعرف اؤلئك الذين يعيروننا النار السماوية ،
سأهديهم الالم المقدس ".


2) حديقة الشــــــــعراء

من أي ازمنة يأتي الحلم ؟
أمن عنفوان الحاضر ، أم غيبوبة الماضي ؟ .
أم تماهى أشنات الماضي
في بحر يتلألأ بنجوم تفتنه بسريتها ؟
من يطرق طبول الزمان ليلا؟
ياليلي ..
ليل الشعراء
يرسمون اقدارهم بلا مبالاة
امام بحيرة الرب
تنبت اجنحة خضراء .
قبل ان يدخلوا الغابة السرية بدماثة الحكماء
يمنحون الحوريات سر الفردوس .
النار أصل الوجود حالما تسكن البيت .
كل رؤيا نار ولا شئ أكثر توهجا
من بريق الجمال .
النار أصل الوجود
تتوهج بالرماد
ولا تنتظر مجئ الشعراء .
فلا العيون ترى ،
ولا نخل الشعراء ينحني أمام الندى .
ولا المطر يهمس أغنيته ،
أنها الريح ولا شئ آخر.
النار اصل الوجود .
" من يطرق في الليل ؟
من يتمرا بالنار "
من يتمرا ؟،
من
يتمرا ؟.

3) قصر الموتى

لم تشع في الزمان السرمدي
سوى المرايا
وفضاء يتناسل فيه الحضور النقي ـ
او غياب ممالك تهمس كالغثيان .
يراقب آدم من خلل قناعه ممالك ماضيه ،
غياب شفيف في افق الحضور وافق الافول .
في الفجر كون المرايا يغيب في ممالك آتية ،
أو ممالك آفلة ،
غياب الحضور وحضور الغياب ؟
هناك في قصر الموتى


4) البحــــــــــــــــــر

ابدية تستفيق مع الندى
تبارك البحر
ليرحل بامواجه متصوفا
عبر دروب الموتى
في ظهيرة الصفر.
ايها القدسي،
لم نر ديدان الماضي ابدا
تتمرى بمرايا امواجك .
ومنذ ان ناديتنا ...
هبطنا سلالم المجرات ،
أيقظتْ سهولها
شمس الظهيرة ودفء البحر .
انحدرنا مبتهجين في بئر الزمان ،
تابوت الأحياء ،
والموتى نفخوا في الصور.
الارض كابوس آدم ،
وانت من اوحى
بالنبوءة .

5) النبي المهرج

واهما ينتظر مرور قوافل الموتى .
مدن مضيئة
تلهث في غاباتها افعوانات
تستبيح اناثها بإناة .
ضربها بعصاه ،
تحولت بثديين طويلين .
ومن صليب الجلجلة
رآها وقد تحولت رجل .
منتشيا جرب الحياتين
شهوة وعنفوان .
وتحت أسوار بغداد
جلس يتنبأ كقديس غريب
ملآعينيه رمادا ،
وفي جحيم مدن الوهم ،
عُلق على وتد كساعة وسط المدينة ،
او في غابة
او حفرة نار،
إمتلا المعبد برائحة الشواء .
وانتظر المهرج واهما .

6) أغنيـــــــــــــة

على ضفاف نهر آبد
تنتظر نخلة سامقة
أن يمر الغريق
طافيا
عاريا من الأشنات .
اكليل الصفصاف
على الجبين ،
تتلألأ أحلام في عينيه .
فيطرد القمر
السمك التائه ،
حتى يصغي الغريق،
لهمس اغنية مع الريح
" ايها النهر
دعني اتم نشيدي "
قبل حلمي الاخير .
يانهر دعني....
.......حلمي الاخير
إنكفا القمر.






#فاضل_سوداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح كوبنهاكن العالمي ……لغة فنية وهاملت جديد
- شفافية الألوان وزحمة الأشياء في لوحات الفنانة المغربية جميلة ...
- الفنان المغربي عبد الباسط بن دحمان وفضاء طنجه
- النار المتوحشة
- تعاويذ شعرية في طنجة
- تأويل الشعر والفضاء الشعري للفن البصري
- دلالات الصورة في المسرح البصري ( رؤيا تطبيقية )
- النص البصري وتداعيات الذاكرة المطلقة في مسرح ما بعد الحداثة
- قدسية الشبق في طقوس الخصب الرافديني
- في الشبق الالهي المقدس و لازورد اللغة
- الآلهة عشتار و طقوس الحزن الجماعي لقيامة تموز العراقي
- تصورات العراقيين القدماء عن متاهات العالم الأسفل
- بصريات الممثل ..الى فاضل خليل
- برشت و التراث الشعبي في المسرح العراقي والعربي
- مات الفريد فرج لكن صدى حواره مازال يتردد
- الرحلة الضوئية .. طقس مسرحي عن العنف وأمل الانسان
- المسرح العراقي و مفهوم المسرح الملحمي
- هيمنة المراكز الثقافية وإلغاء ثقافة الآخر
- هل مازال العراق يلتهم شعراءه
- الفردوس المفقود في لوحات الفنان العراقي عباس الكاظم


المزيد.....




- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!
- فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- يحقق نجاحًا باهرًا.. ما سرّه؟


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل سوداني - سر التجسد