أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل سوداني - الرحلة الضوئية .. طقس مسرحي عن العنف وأمل الانسان















المزيد.....

الرحلة الضوئية .. طقس مسرحي عن العنف وأمل الانسان


فاضل سوداني

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 06:02
المحور: الادب والفن
    


كتب بيكاسو مرة ( ان مآسي فان كوخ هي الدراما الحقيقية للأنسان ) أحقا هذا ؟ اذن أين تكمن هذه الدراما التي يمكن ان تشكل عرضا دراميا ،هل تكمن في حياة فان كوخ ام في طموحاته الفنية ؟ أم في سؤال آخر له علاقة بالتطهير من العنف الذي مورس ضد الفنان او أي فنان آخر ؟ . هل يمكن كتابة عمل مسرحي عن هذه النار المتوحشة التي كان فان كوخ يتلضى بجحيمها ؟ و كيف يجب ان يكون عليه الفضاء المسرحي ؟ .
اذن أي نص مسرحي يؤسس عرضا ضمن هذا المفهوم لايتناول موضوع العنف الاجتماعي ضد الذات المبدعة وعنف الذات ضد كينونتها للتعبير عن جوهر الالتباس والغموض في عالمنا المعاصر ، تعد كتابة بمستوى النفاية . و هذا ما دفعني لاعتماداسس ما ادعوه بالنص البصري في الكتابة يفرض رؤيا اخراجية لتأكيد ماورائية الاحداث وانعكاسها على واقعنا ، رؤيا تتناسب مع حجم خراب الانسان وضياعه المعاصر .

وبالتأكيد فان تأسيس عرض مسرحي بهذا المفهوم سيبتعد عن تقديم حياة فان كوخ كسرد تاريخي و سيتعمق في تلك الرؤيا التي تسببها نوبات الوجد الوحشية التي يعانيها الفنان جراء العنف الاجتماعي الذي يمارس ضده ، وسيتعمق في احلام الفنان الشاردة في الذاكرة النهارية ، وفي تلك الرؤى القلقة التي توجد صداها في العنف وفي الفوضى الكونية .
إذن من أجل كتابة نص مسرحي لتقديم عرض بصري عن الانسان والعنف كان منم الضروري النص الذي كتبته باسم الرحلة الضوئية ( عرض في كوبنهاكن بعد ان ترجم ، وعرض في بلجيكا باللغة العربية ) وهو يناقش ازمة فان كوخ وبالذات ازمة المثقف عموما ، وقد احتوى على الطقوس التالية :

الطقس الاول : القربان
يلامس نزلاء مستشفى المجانين روح وجسد الفنان فان كوخ بزهور عباد الشمس وسنابل القمح ، ليقوم من غيبوبة موته و قبره الذي هو حوض الاستحمام . يقوم الفنان مندهشا ليجد نفسه في مستشفى المجانين الذي سجن فيه يوم نبذه الجميع باعتباره خطر عليهم . يستيقظ الفنان كما في ظلام كابوس الاحلام الشاردة ليرى خيالات كالاشباح تهمس اجسادها وتتلوى وكأنها تدور في فضاء لازوردي موهوم يحول هذه الخيلات الى كينونة في الغبش السديمي . الذي علقت في فضاءه دمية طائرة هاربة من عفونه الكون ، انها الحبيبة التي تحولت الى نجمة ابدية تائهة في خيالات الفنان التي يختلط فيها الواقع بالحلم ونوبات الوجد ،والشعور
بالعنف الذي يمارس ضد ه. وفي بصيرة الرماد تترائ إمراة بدوية مجللة بنقابها الاسود ، شيطانية الملامح ومليئة بالاسرار ، تنتظره ريثما تاخذه الى مملكتها في اللامكان واللازمان وهي رمز لاحد رموز العنف الذي يمارس ضد الفنان وقد يؤدي به الى الموت .وامرأة أخرى كالملاك تحنو عليه وتحاول أن تدله حتى لا يقع في متاهة الضياع والعنف ضد نفسه ، لكن أمرها يختلط عليه فتبدو وكأنها حبيبته التي أضاعها في دروب الحياة المليئة بالأسى . وأمامه ينبثق قرينه ، الذات الاخرى (هو ).الفنان المندهش لا يفهم لماذا هو في بيت المرضى هذا؟ . وفي مثل هذا الكابوس ـ الواقع ، وعلى ضوء الشموع يتذكر فان كوخ حياته الماضية وأخيه ثيــو من خلال رسائله التي هي المنفذ الوحيد لاتصاله بالعالم الخارجي . ويشعر باختناق المكان فيحاول الخروج صارخا ومحرضا المرضى ( افتحوا الابواب …. افتحوا الابواب ) الا انهم يسخرون منه ، لانه ما من قوة اخرى تفتحها إلا من أغلقها . وفي حالة من الاستسلام السكوني ، تختلط عليه الوجوه والماضي بالحاضر فيصاب بوهم الحب .
الطقس الثاني : وهم الــــحب
عندما يرى الفنان المرأة الملاك التي تشاركه المصح تشبه حبيبته المومس (ســين ) فيتذكر حياته معها عندما منحته حبا حقيقيا ، فتختلط الازمنة ، وتحاول الممثلة ان تتماهى معه شفقة به ، لكن الحوار بينهما يبدو وكأنه حوار مسرح بداخل مسرح ، يؤكد على إبراز هذا التناقض في الازمنة ، بمعنى ان الممثلة (المراة الملاك ) تمثل وهي في الحاضر ، من خلال التركيز على كونها خارج ماضيه ، اما فان كوخ فيعيش لحظة الماضي ، وفي الاخير ترفض ماضيه القاسي عندما يحاول بلجاجة ان يقنعها للسفر معه الى ارض اخرى ، بعيدا عن اؤلئك الذين يمارسون العنف ضده . لكنها تخبرخ بانها ليست حبيبته وانما هي مثله في المصح . وعندما تختفي الممثلة من بصره يجزم بان حبيبته المومس (سين ) عندما تركته في الماضي لان فنه لايدر مالا . ويصاب بالاندهاش أيضا عندما يرى دمية حمراء لامرأة معلقة في سماء المسرح فيتوهم بانها تحولت الى نجمة بعيدة في سماء تائهة ، نجمة .. نجمتان .. ثلاث نجوم نجوم .. نجوم كالمرايا في البحر .
الطقس الثالث : ملاك وشيطان يتخاصمان على جسدي
في النور المشع يترائ للفنان المرأة الملاك والبدوية وهن يرقصن بوحشية وكأنهن شيطان وملاك يتخاصمان على جسد الفنان وروحه ،الشيطان ( البدوية ) يريد ان يسلب طاقة التعبير عن الخير والجمال في روحه ، اما المرأة الملاك فتحاول إنقاذ روحه. وينتهي الرقص والمراة البدوية تسمل عينا المراة الملاك فتفقدها البصر لتعيش حتى النهاية في ظلام دامس .
الطقس الرابع : الاعتراف
ان هدف الفنان هو تشخيص الانسجام والهارمونيا والجمال في الحياة ، لذا فان الفن كتراجيديا وموضوع وحركة وفضاء يسعى الى تحويل اللون الى نور او نار متوحشة كرد فعل من الفنان ضد الفوضى الكونية والعنف في عالمنا. وكذلك رغبته في الوصول الى الاجابة على الاسئلة الصعبة مثل لماذا يمارس الانسان العنف الوحشي ؟ ان قرينه او الذات الاخرى في داخل الفنان تجبره بعنف ( العنف ضد الذات ) على اللجوء الى المرأة البدوية لمساعدته في الدخول الى علم الاسرار هذا .المراة البدوية الغريبة بعد ان ترقص رقصتها الطقوسية التنبؤية ، تقرر مساعدته في القيام برحلة الاسرار الضوئية وكشف المستور والماوراء ، بشرط ان يصبح ملكا لها في نهاية الرحلة غير المعروفة النتائج . وبتحريض من قبل الذات الاخرى يوافق الفنان على هذا الميثاق بالرغم من تحذير المرأة الملاك له من خطورة الرحلة الغريبة .

الطقس الخامس : البابان الضوئيان
بعد ان يهيئ الممثلين الفنان ويطهرون جسده بطين الحياة وتشنجات الروح وذوبان الجسد ، والآهات القدسية من قبل المراة الملاك التي تمنحه الشارات المقدسة ضد حسد العين ، يبدأ الفنان بالقيام برحلته الضوئية وعليه ان يعبر ثلاثة ابواب ، وعند كل باب يرى رؤيا جديدة .
الباب الاول : زهرة الشعراء و قداس النقاد
وعندما يلج الفان الرؤيا الاولى يلتقي بمجموعة من نزلاء مشفى الجنون فيرى حالات مختلفة أدت بهؤلا ء البشر ان يكونوا مصابين بالشعور بالاضطهاد ، و يرفضون انتماءه لعالمهم لانهم يعتقدون بانه غير مجنون . وعندما تظهر على الشاشة لوحة الفنان المعروفة ( آكلو البطاطا ) يتذكر الرسم ، فينعزل ليرسم بيديه على الشرشف ، إلا انهم لايفهمون ماذا يفعل ، فيصبح كل من البدوية والمرأة الملاك و " هــــو " الى نقاد مزيفون ، لايرون إلا الجمال المزيف و بما ان " هــــ و" يعبر عن الجانب النزق والعنيف في روح الفنان ، فيقوم بالسخرية من لوحات الفنا ن ولا جدوى عمله او حياته ، ويبدأ الجميع بممارسة السخرية و العنف ضد الفنان من خلال احتقارهم ورفضهم له ، يذكرونه ساخرين بانه لم يبع سوى لوحة واحدة بحياته ، وبان الدكتور فليكس ري الذي كان يطببه سد الثقب في قن الدجاج بالبورتريت الذي رسمه له ، خوفا عليها من البرد ، ويصرخون ككلاب مسعورة في وجه الفنان : ان لوحاتك تحمي الدجاج من البرد . والبدوية تتنبأ له بنهاية ماساوية غلآ ان دمه الذي سيسيل سيسقي حقول القمح فتتوهج . وبما ان الفنان يسمع دائما طبول الخواء في هذه الفوضى ويشم رائحة الزيف ، يقرر ان يرسم لوحته الاخيرة . فيجمد النزلاء والنقاد ويتحولوا الى صورة فوتغرافية من الماضي .

الباب الثاني : عينا البدوية الجميلتان
تبدو المرأة البدوية وكأنها ميدوزا التي تحول البشر الى حجر عندما تحل نقابها وتريه وجهها .نرى رقصا وحشيا بينها وبين الذات الاخرى( هو ) ، والفنان فان كوخ في زاوية ينظر مايدور بينهما كما في الكابوس . ولان الذات ألأخرى (هـــو)قد آمن بجمالها الزائف ، لذلك فانه لم يستطيع مقاومة غرائزه ، فيبدأ صراعهما الجسدي الذي يتحول الى لغة الغرائز والأسرار ، وفي كل مرة يقفز ليلتصق بصدرها تقذفه أرضا ، لكنه يقاوم ، إنها غريزة الحياة والديمومة ، وفي النهاية تحيله الى حجر بعد ان تريه وجهها وتجثم عليه لتحيله الى لاشئ ، الى فراغ روحي ، الى كتلة من اليأس وكومة كالنفاية ، والفنان ينظر الى مصيره مرعوبا .

الطقس السادس : السّـــديٍم في مرآة الاسرار
ذات الفنان الاخرى ( هــو) مهزوما مستلبا منكسرا ، تحاول المراة الملاك لملمة بقاياه في مساعدته على ستر روحه التي تعرت أمام المرأة البدوية ( الشيطان ) . وعندما ينظر الفنان في المرآة يتم مشهدا كأنه في السديم فيتعرف الفنان على ذاته المهزومة الاخرى ، ويتم حوارا بينهما حول الجمال وحرية الموت و عن الاسئلة المصيرية الاخرى التي لم يحصل الفنان على اجوبة لها اثناء رحلته ، فيؤمن بانه خدع وان رحلته كانت عبثا ، لكن هو ( الذات الاخرى ) يضئ له شعاع امل جديد عندما يمنحه زهور عباد الشمس التي ستساعده على توسيع رؤياه.
تبدأ المراة الملاك بتطهير جسده وروحه بالنور وزهور عباد الشمس المنقوع بالماء المقدس .. الماء الزلال ، ماء الحياة الذي يحيل ظلام البصيرة الى رؤيا جديدة استعدادا للعودة الى المكان الذي جاء منه . وفي الفجر عند شاطئ بحيرة العبور الى وطنه عليه ان يمسح عينيه بزهور عباد الشمس ليرى الجمال في الغابة البنفسجية المعلقة بين السماء والبحر . ، ومن أجل هذا تقترح عليه أن يسلك طريق المرآة هناك يرى ما لم تشاهده البصيرة والبصر من مغريات حياتية ، ومن اجل أن يرى الجمال يرتقي سلالم اللازورد والكرستال الأخضر ، لكنه لايستطيع حيث يقذف في الفراغ ويظل يتساقط من الأعلى حتى ألا رض من جديد ( الواقع ) .وعندما يستيقظ الفنان من حلم المرآة ، كان قد نسى وهو في زحمة حياته هذه المرأة البدوية ، امرأة الأسرار التي تنتظره لتنفيذ شروط الميثاق بينهما ، وتحاول امتلاك روحه فتدعوه الى مملكتها . وعندما ينقاد خلفها كالذبيحة يرى ذاته الاخرى ( هو ) في زاوية مظلمة من الوجود ، فيرفض البدوية وتنفيذ شرطها ، ويلتحم مع ذاته الاخرى ( هـو ) بصمت ليعم سلام الروح الابدي .

كوبنهاكن



#فاضل_سوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح العراقي و مفهوم المسرح الملحمي
- هيمنة المراكز الثقافية وإلغاء ثقافة الآخر
- هل مازال العراق يلتهم شعراءه
- الفردوس المفقود في لوحات الفنان العراقي عباس الكاظم
- تحولات الاشياء في فن المنفى
- خمس ساعات فقط في ظهيرة الزمن
- لورنا سليم زهرة الأسرار تتألق في الشمس العراقية
- د. سوداني :بيان حول ذاكرة الجسد في المسرح البصري
- ظهيرة الخروج
- سرية الإبداع بين المخرج والمؤلف في المسرح العربي
- شكسبير و الوجه القبيح للطاغية (ريتشارد الثالث وصدام حسين ) ...
- الضفة الأخرى من الجريمة والعقاب
- همس الليالي البيضاء في العرض المسرحي البصري
- المفكرون العرب لا يمتلكون الاحساس بالزمن
- المخرج المسرحي العراقي د.فاضل سوداني .....الحضارة الشرقية غن ...
- خيال الظل العربي الاسلامي
- الدلالات السميولوجية في فضاء العرض المسرحي
- جلجامش …….. والبعد السميولوجيي للنص البصري المعاصر
- فان كوخ يعرض طقسا مسرحيا
- النقد المزدوج وغربة المسرح العربي


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل سوداني - الرحلة الضوئية .. طقس مسرحي عن العنف وأمل الانسان