فاضل سوداني
الحوار المتمدن-العدد: 1996 - 2007 / 8 / 3 - 08:57
المحور:
الادب والفن
بالرغم من ان الفنان عباس الكاظم افترض وعيا فنيا كابوسيا في لوحاته المرتبطة بالراهن ، إسلوبا وتكنيكا ، إلا أنه يظل مسكونا برؤى وأحلام طفولته وواقعه التراجيدي في منفاه العراقي الاول .
إنها ميزة يشترك فيها جميع الفنانون العراقيون ، وهذا ما نلاحظه من دراسة موضوعات التصوير العراقي ، حيث تتميز عادة بالإحساس بالفجيعة ، وتتكرر تنويعاتها المستوحاة من موضوعات النحت البابلي ، أو رموز الأشكال والحكايات الشعبية ، والإحساس بفجائعية الواقع المعاش بعد اختزال أبعاده ، وهذا يفرض شرطية الخط ، وتوظيف اللون ليخدم معان جديدة ، كما هو الحال في لوحات الفنان جواد سليم ، أو تلك الموضوعات والملاحم الاسلامية التي استوحاها ونفذها الفنان كاظم حيدر بتقنية معاصرة ، كما في( لوحتي الشهيد ، والشمر ) المعبرة عن واقعة كر بلاء .
ويعمد الفنان العراقي دائما إلى التعبير بعنف واضح عن طبيعة الأحداث التراجيدية والحروب أللامجدية المفروضة عليه ، إضافة إلى غربتة في المنفى التي يعاني منها الكثير من الفنانين . وهذا هو الحال مع الفنان عبا س الكاظم ، حيث يعبر عن مواضيعه بحركة عنيفة للفرشاة أو أصابع اليد ويستخدم اللون القاتم ، والجو الكابوسي الذي تتحرك فيه أشكال الموضوع ، أو تلتقي فيه كتل متنافرة في موضوع واحد .
ولكن كيف عبر الفنان عن رؤياه الفنية ؟
إن الميزة الأساسية التي يتميز فيها الفنان هي المعايشة والمكابدة الصادقة للحياة ، محاولا أن يعكسها بجمالية وحشية ، وتعبيرية متمايزة وأسلوب فنان معاصر . وهذا متأت بالتأكيد من كونه يحمل أسئلة في داخله تضيف تفردا لاعماله يصل حد الاندهاش لحظة مشاهدتها ، وذلك لإمكانية الفنان العالية في تنفيذ اللوحة ، وينعكس هذا في توزيع الكتل واللون وترابط الموضوع وتضاده ، وتوازن إيقاع اللوحة .
إضافة إلى هذا فإن المتلقي يشعر بروح الشرق ودفئه ، ويتلمس ذلك الحس التراجيدي الأبدي الذي يسكن الإنسان العراقي ، وأحلامه المستحيلةً التي يحاول تحقيقها دائما ً ، وتلك النزوات التي تدفعه إلى أن يصل بالمشكلة إلى أقصاها . كل هذا معبرا عنه بتأثير الصنعة وأساليب فن جنوب أوربا ممزوجة بتقنية الفن في الدول الاسكندنافية .
ويبرز دائما تأكيد الفنان على التضاد كقيمة فنية، سواء في استخدامه اللون بطريقة تشعر به وكأنه يسطع كالضوء ، فتكتشف بهجة اللون وتأثير الضوء على البصر ، ولكن سرعان ما يشوبهما ظل رمادي قاتم .
أو يكون التضاد من داخل إيقاع الموضوع ذاته تشكله فسحة من الفرح موشاة بحزن غامض .
ومن خلال التمعن في موضوع اللوحة تكتشف ، بأنه يبدأ بإيقاع داخلي في روح الفنان يتحول إلى ذبذبة موسيقية ذاتية تفرض معايشة الموضوع حد السيطرة عليه وامتلاكه ، وتدفع الفنان إلى الإحساس بانفجار داخلي مفاجئ يدعوه لاشعوريا للرغبة الملحة في نقل ذلك الإحساس الموسيقي الغريب على تلك المساحة البيضاء المخيفة. فيتحول الصمت إلى رؤيا لونية تفرض صداها الموسيقي .
إنه ضجيج الموضوع وصخبه المعبر عن قلق الفنان ودوا خله ، وفي هذه الحالة فان الفنان لايرى الموضوع فحسب بل يسمعه أيضا ، وهي حالة شعرية متفردة يمتلكها شعراء كثيرون ، أصحاب وعي متفرد ومنهم السياب ، الذي كان يسمع أصوات أجراس بعيدة تنذره بولادة قصيدة جديدة .
إن تركيب اللوحة لدى فنان كعباس الكاظم تتميز بدرامية موضوعها ، و تعبيرية خطوطها ، وألوانها المتدرجة بين السطوح الملساء والخشنة . ومن أجل تأكيد هذه الدرامية ، يعمد الفنان إلى استخدام التنوع والتضاد في الألوان ، فتخلق الإيقاع الداخلي للموضوع ، وهذا واضح في لوحته الكبيرة الحجم ( ثوب من خيوط المطر ـ 1,60×2,00م ) .
فإذا كان المطر موضوعا مكررا في الأدب العربي والعراقي خاصة قديما وحديثا ، ويرمز إلى الخصب ، فهو أيضا يبعث على الحزن والأسى والحلم أيضا . فيثير فينا المخاوف الطفولية الجميلة و تلك الكوابيس التى ضل السياب يغنيها دائما في قصائده .
غير أن المطر لدى الفنان الكاظم كما عبر عنه في لوحته هذه ، يوحي بذلك الوجه الكابوسي القاتم ( وكأنه شبحا يطارد الفنان والجمهور ) بعينيه الوقحتين المرعبتين اللتين تبرزان وسط حائط خشن بألوانه المتداخلة بين الأحمر والأسود والأزرق ، حتى تشعر انك أمام قناع غريب مصنوع من جلد أو خشب أفريقي ، يوحي بالصمت المسكون بالخوف ، و تبرزه الطبقة الكثيفة من اللون الأبيض قذفتها حركة عنيفة لفرشاة تقمع فم القناع ، وتمنعه من الثرثرة أو الصراخ لإصدار أوامره التي ستشيع الخراب ، مما يكسر إيقاع اللوحة بتعمد فيضيف لها قيمة درامية متنامية . وبتعبير إيقاعي عنيف تبرز في أسفل اللوحة ملامح فم مدمى يحاول الصراخ .
ونلمس هذا التضاد ونشعر بدرامية الموضوع في لوحة أخرى ( الكوكتيل المر ) ، حيث يدخلنا جوها وسط الكابوس بالقوة ، أو يوحي لنا بالتخبط في غابة من الألوان البنفسجية والخضراء ، فتبدو ناتئة من اللوحة التي يبرز في وسطها فجأة أصفر غريب ليشكل وجوه واضحة الملامح ، وأخرى هلامية تغرق في أزرق قاتم ، وتتهادى بينها طيور بأشكال غريبة تبدو خرافية الملامح أو تنزوي بريبة يلفها صمت وسكون غريب ، بالرغم من ضجيج الموضوع . أنه جو يوحي بأجواء دانتي الجحيمية .
إن التنوع في استخدام الوجه الشبحي ، تدفعك إلى الإحساس بترقب حدث مأساوي وشيك الوقوع ، يتشكل جوه من عنف وشفافية الألوان ، وحركة الحروف العربية المتنافرة وكأنها رموز مستوحاة من قباب الأضرحة التي تميز حياة بغداد الصوفية ، كما يوحي به موضوع لوحة ( فصل الدموع 1,53 × 2,00 م ) التي عبر فيها الفنان عن رفضه للحر ب اعتمادا على أجواء قصيدة ( حاج عمران ) لسعدي يوسف ، بشمولية أحداثها وإيقاعها السريع وانتقالاتها المفاجئة .
تنقسم هذه اللوحة إلى قسمين متضادين . الأول : تلك الهارمونيا في شفافية اللون وانسجام الحروف والأجواء الحلمية الغامضة والمتناسقة . والقسم الثاني : هو ذلك الوجه الغريب . قناع الشبح الذي يقف بعناد بحركة توحي بالابتذال ليشوه تنامي هذا العالم الهارموني الجميل وامتدادا ته .
إن استخدام الخطوط والكلمات والحروف الغامضة توحي وكأنها تعاويذ في حلم ضبابي في الذاكرة ، تكتنفها إيقاعات ونغمات متناسقة ترتبط بالزخرفة الاسلامية ( الأرابسك ) موشاة بالأزرق المذهب . هذا العالم الجميل يقطعه وجه قناع مخيف مرة أخرى ، وكتلة ضخمة غامضة ومشوهة الملامح في مقدمة اللوحة ، إنه المارد ، الجنرال ، القائد الخرتيتي الذي يشوه تناسق هذا العالم .
إن هذا التضاد يوحي بالصراع الأبدي بين الجمال والقبح ، بين الخير والشر ، بين الطمأنينة والرعب الذي تخلقه ماكنة السلطة من أجل مسخ الإنسان . إنه كابوس الحرب لتشويه الجمال ونبل الإنسان .
وذات التضاد يمكن أن نلمسه في لوحة أخرى هي ( أعيش مع الضوء ) ، لكن بمعنى آخر . أنه التضاد بين ظلام منفى الفنان وبين حاجته للنور الذي يمنح الحياة دفئها وهارمونيتها ويعيد تماسك وعي الفنان ، إن هذا الضوء هو كسطوع الشمس على بساتين النخيل العراقية التي تشكل جزءا من ذاكرته . إنه الضوء الذي يشكل حلم الفنان ، الذي كان قد فقده منذ أن أضطر إلى ترك وطن الشمس والمطر . لكنه يعيش ألان بإحساس يوهمه بأنه عثر عليه في منفاه . غير أنه سراب الغربة الممزوج بالأصفر والأحمر . وثمة عين الفنان الثاقبة التي تنظر باتجاه أشباح هلامية لا نراها بوضوح تام . هل هي الذكريات البعيدة للوطن
الأول ؟ أم أنه القلق الداخلي الذي يلح على الفنان منذ زمن بعيد .
إذن أية ظلمة تحاصر الفنان حتى يود أن يعيش مع الضوء ؟ أنه الشعور بالاختناق في غربة فرضت عليه ، كما يفرض عليك الفنان ذلك الصليب الذي يملأ مساحة كبيرة من لوحة ( حدث ذلك في الخريف الماضي ـ 10 ,2 × 5 ,2 م ) والذي يصلب عليه إنسان غير واضح الملامح ، يبدو كالمسيح أو الشهداء المخلصين لدرب ألا لآم . وما تلك الكتلة المتلفلفة بالحزن وسط اللوحة ، إلا الأم المستغيثة على مائدة العذاب وكأنها خارجة للتو من احتفالات الصلب التي أقيمت في درب المعذبين .
إن التدرج اللوني الذي يستخدمه الفنان الكاظم ، يعبر عن البعد التاريخي لأحزان حدثت في الماضي البعيد ، لكنها تعيش في داخلنا ومازلنا نعانيها ، بالرغم من عدم إحساسنا بزمنها الذي إ نعكس في مرآة محطمة عبرت عن وعينا للعالم بلا وضوح كما في لوحة( مرآة الضوء ) . وليشعرنا الفنان بثقل هذا الزمن من خلال الأصفر النافر وسط شبكة من الخطوط الحمراء والسوداء التي تبدو مشاكسة لأنها تقيد حرية الزمن وانسيابه .
إنه الإحساس بعنف وقسوة الزمن أو بمروره كالهواء بين أصابع يد الإنسان في لحظات ضياعه ، يدفع بالفنان عباس الكاظم إلى التعبير عنه بغضب مستخدما أصابعه بدل الفرشاة للتعبير عن إيقاع الزمن ، لأن الشيء الجوهري الذي فقده بل خسره الفنان العراقي هو الزمن ، ذلك اللازورد الذي لا يعوض ، نتيجة للحروب اللامجدية التي فرضت عليه ، وكذلك اضطراره للهجرة بعيداً عن بيته الأول .
وتبقى ميزة أخرى للفنان عباس الكاظم وهي كيفية استخدامه للحرف العربي في لوحاته .
لقد دخل الحرف في الفن التشكيلي العربي المعاصر منذ زمن ليس بالقريب كرمز ودلالة يعطي بعدا جديدا لموضوع وشكل اللوحة الفنية ،وينطبق هذا على الفن العراقي أيضا . ويعتبر الاستخدام هذا ،إعادة اكتشاف الإمكانيات الجمالية للتصوير العربي والإسلامي ، ولكن بتكنيك معاصر .
وقد تفاوت استخدام الحرف في اللوحة باختلاف الفنانين ، لذلك فان الفنان عباس الكاظم في مجمل أعماله استخدمه بتنوع ، بحيث يكف الحرف أن يكون قيمة تزينيه أو زخرفية لذاتها ، وإنما يمتلك مكانته ووضوح رمزه في صلب موضوع اللوحة .
إن الحرف لدى الفنان هو حرف عراقي ( إذا جاز التعبير ) بانحناءاته ولونه والرمز المعطى له . فهو لم يستخدم الحرف العربي بمعناه الصوفي كما في لوحات شاكر حسن أل سعيد ، ولم يستخدمه كشكل مستقل عن بناء اللوحة وتركيبها ودرا ميتها ، وإنما استخدمه بطريقة تبدو اللوحة فيها وكأنها تستضيف الحرف وتستلهمه وتتكامل معه ، فيصبح جزءا من منها ويأخذ مكانته في متن الموضوع . فالحرف هنا يمتلك ضرورته كما تمتلك العين العراقية أو الوجه البابلي ضرورته الفنية في العمل التشكيلي العراقي .
ويعطي الحرف ، باعتباره إحدى المفردات لتشكيل لغة اللوحة ، قيمة درامية للموضوع لها ذات التأثير عند استخدام المفردات الأخرى . وكل هذا يعبر عن حساسية وإيقاع الفنان الداخلي ، بحيث تصبح هذه اللغة
( رسالة ) يتكون موضوعها من مجموعة من الحروف التي تبدو متنافرة في شكلها ، لكنها ملتحمة بالموضوع في جوهرها ، ملتحمة بذلك الوجه وتلك العيون المرعبة واللون الأحمر الغريب الذي ينبثق من ظلمة كثيفة ، إنها الحروف التي تتطاير في كهف جهنمي كما في لوحته ( الرســالة ) . أو إن هذه الحروف تشكل شجرة النار التي تخلق رماد الغربة في وعي الفنان .
لآن بناء مفردات الموضوع بعنف في لوحات الفنان الكاظم ، لا يمنعه أبداً من تصوير مواضيعه الأخرى بالألوان المائية بمنتهى الشفافية ، مستخدما تلك الألوان المأخوذة من الهور العراقي التي تعكسها الشمس العراقية الساطعة ، كسطوع حلم الفنان الذي يشكل فردوسه المفقود .
أما لوحات الغرافيك ، فانها تتميز بوضوحها التام ، ففي لوحة( مشروع لتغيير الأشياء ) ، عبر عن ذلك الجنرال أو جبروت الطاغية في عالمنا ، على شكل عاصفة ترابية سوداء ، تلم وهي في طريقها ، القاذورات والأتربة والأشواك ، يصاحبها ظلام مريع ، تحمل الناس على الهرب عادة ، وبالرغم من أن لولبها يرتكز على الأرض ، إلا أن غبارها يصل حد السماء ، ودورانها العنيف يوحي وكأنها مارد خرافي ، قد لا يرعب الناس ، لكنه يثير الفزع في المؤقت في قلوبهم ، غير أن هذه الجعجعة الموسمية المفاجئة ، سرعان ما تزول عندما يتحسن الجو ، فيبدو كل شئ وكأنه كابوسا غير متوقعا فاجئهم في الظهيرة .
لقد فرض الحس المعماري للفنان تنفيذ وعرض مشروعه الفني المسمى ( الآلام المعلقة ) والذي تكون من 96 لوحة صغيرة شكلت لوحة ظخمة في متحف GLYPTOTEK وسط العاصمة كوبنهاغن . إن هذا المشروع يوحي وكأنه كتابة تاريخية لألام البشرية ، منذ سومر وبابل مرورا بآلام المسيح واستشهاد الحسين "ع" ، وحتى عذابات البشر في الحروب الراهنة اللامجدية أو الحروب المستقبلية ، إنها لوعة خاصة في عالم فقد توازنه .
ومن أجل أن يقحمنا الفنان بوعي في عالم الألم التاريخي ، عمد إلى بناء لوحته الكبيرة من لوحات متساوية ، كل واحدة منها تبني وتكمل الموضوع الرئيسي ، وتعبر عن مرحلة أو فترة تاريخية محددة ، فيها شئ من عذابات الإنسان على مر العصور ، بدون الدخول في التفصيلات الواقعية أو التاريخية ، وإنما من خلال استخدام تلك الألوان الترابية الغامقة وبالرغم من استخدام بعض الألوان كالأخضر والأزرق ، وألوان براقة أخرى ، إلا أنها تبدو صدئة ، يحاول من خلالها الفنان كسر إيقاع هذه القتامة التي تبدو شمولية . لقد نفذ الفنان لوحته المعمارية هذه بالأسلوب التجريدي ـ التعبيري ، وباستخدام الحركة العنيفة التي تبرز ديناميكية الألوان لتجد مداها على ملمس اللوحة الخشن .
والشيء المثير أن اللوحة بنيت أمام الجمهور من قبل الفنان ومجموعة من الراقصات بحركاتهن التعبيرية يجلبن اللوحات الصغيرة ، فيمتزج رقصهن الطقوسي بالمضمون العام للمشروع ، وتشكل مجموع اللوحات بناءً معماريا موحداً وشامخاً وسط فضاء صالة المتحف الواسعة .
إن التنوع في مواضيع الفنان عباس الكاظم وإمكانياته التقنية وتعبيرية اللون ومفردات لغته الفنية تؤدي الى تركيب موسيقية الإيقاع الداخلي للوحة ، أو ضجيج رموزها في وعي المشاهد . وهذا بمجمله يشكل تمردا إبداعيا واعيا ضد استلاب المنفى الذي يدفعه إلى البحث عن الفردوس المفقود
آب 1999 / كوبنهاغن
#فاضل_سوداني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟