يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 2070 - 2007 / 10 / 16 - 11:51
المحور:
الادب والفن
إنها أكثرُ صَمَما ً من حائط ٍ ..
وأعْـتـَمُ من بئر ٍ كهف ٍٍ
في ليل ٍ يتيم ِ القمر ِ والنجوم ِ ..
إنها
أضـْيَقُ من كـفـَن ٍ
وأكثرُ وحشة ً من مقبرة ..
عُشـْبُها أشـَدُّ وخـزا ً من دبابيس ..
فِـراشاتـُها الشظايا
وسَـقسَـقتـُها أزيزُ الرصاص المُـخاتِل ..
غزلانـُها بسيقان ٍ من الجنازير ..
أرصِـفـَتـُها مُـعَبَّدَة ٌ بالسُرُفات ..
أراجيحُـها مُـحَرَمَة ٌ على الأطفال ..
صالوناتُها مِـكـبٌّ لنفايات رعاة البقر ..
شـَوارعُـها مُـسَـيَّجة ٌ بالكتل ِ الكونكريتية ِ ..
ليْـلـُها أكثر ثقلا ً من الخطيئة ِ ..
صُـبْـحُـها أكثرُ برودة ً
من جثة ِ ضمير ٍ وسخ ..
سادنـُها أنجسُ من طمث ِ مونيكا بريجينسكي ..
عطرُ ورودها أنتنُ من قيح الطاعون ..
موسيقاها صـفـّارات الإنذار ..
سَـتائرُ نوافِـذِها أكياسُ الرمل ِ ..
أبوابُها لا تـُفـتَحُ إلآ
بالمفاتيح ِ المُـشـَفـَّرة ِ ..
منذ استوطنها " المندوب السامي " وهي دون سمو ...
فكيف إذنْ
تسمى " المنطقة الخضراء "
تلك الطعنة السوداء
في جسد ِ الوطن الأبيض ؟
آه ٍ لو أعرف ُ
في أيّ مكان ٍ يقعًُ قصرُ التاريخ
لأهدمَـهُ فأستريح ...!
أبوابُـهُ مفتوحة ٌ مثل آنية ِ الشـَحاذة ِ ...
فلماذا يُـصِرُّ البعضُ
على دخوله من الشبابيك ؟
ومن مواسير الصرف الصحيِّ
كالصراصير والفئران ؟؟!!!
***
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟