أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى السماوي - قانون النفط وضبابية المستقبل العراقي














المزيد.....

قانون النفط وضبابية المستقبل العراقي


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 03:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ما دام أن النفط مادة اقتصادية قابلة للنضوب ، فإن الضرورة الوطنية ، توجب على القيادة السياسية ، استثمار عوائده المالية ، لإقامة البنى التحتية وباقي المرتكزات والمفاصل الحيوية ، التي من شأنها إيجاد بدائل اقتصادية مستقبلية متنوعة ، ـ وبخاصة ما يتعلق منها بالزراعة والصناعة ـ لضمان الحياة الكريمة للأجيال القادمة ، ولتخليص الاقتصاد الوطني من مرضه باعتباره إقتصادا أحادي المصدر .

وإذا كان نظام صدام حسين قد تسبب في تدمير الحاضر العراقي ، عبر حروبه الخارجية والداخلية ، وما نجم عنها من دمار للبنى التحتية وهدر للثروات ـ فإن مشروع قانون النفط المقترح عرضه على البرلمان ، سيؤدي إلى تدمير المستقبل العراقي اقتصاديا وسياسيا معا ، بارتهانه احتياطي العراق النفطي لكبريات شركات الاحتكار العالمية ـ والامريكية منها خاصة .

لقد قامر صدام حسين بالثروة النفطية عام 1985 عندما واجه صعوبات كبيرة فيما يتعلق بجدولة الديون الخارجية المتراكمة على نظامه منذ عام 1982 عندما أوقفت سوريا مرور النفط العراقي عبر ميناء " بانياس " على الساحل الشرقي من البحر الابيض المتوسط ، وتمثلت تلك المقامرة ، بعقده صفقات كبيرة غير متكافئة مع كبريات الشركات الاحتكارية الفرنسية ـ وهما شركتا " توتال " و" إلف " لاستثمار حقول نفط " مجنون " و" نهر عمر " وقد تضمن الاتفاق امتيازا غريبا ، نصَّ على ان تقوم الشركتان باستثمار تلك الحقول لمدة ثلاثين عاما لقاء مبلغ مقداره ستون مليار دولار ، يدفع نصفه عند بدء العمل ، على ان يكون النصف الثاني لتسديد الديون المتراكمة ولتسديد مشتروات مستقبلية من فرنسا فقط ... والامر نفسه مع روسيا التي نجحت بعقد اتفاق مع النظام لاستثمار نفط حقل " القرنة الغربي " والذي يعد من بين أكبر الحقول العراقية غير المستثمرة ... ( هاتان الاتفاقيتان ، كانتا السبب في دعوات فرنسا وروسيا لرفع الحظر الاقتصادي عن العراق قبل احتلاله ، وهو ذات السبب الذي جعلهما ترفضان الحرب ـ لا حرصا منهما على أرواح العراقيين ، إنما ، خشية أن يؤدي الإحتلال الى عرقلة استثماراتهما ... فالنفط بالنسبة للشركات الاحتكارية ، أكثر قيمة وثمنا من الدم العراقي .

والسؤال : ما الذي سيتبقى للأجيال القادمة ، إذا نجحت الولايات المتحدة الامريكية في الهيمنة على ما تبقى من حليب " بقرة النفط العراقية " ؟

صحيح ان للولايات المتحدة الامريكية فضلا كبيرا على هذا السياسي العراقي ، أو ذلك الحزب النافذ ... لكن الصحيح أيضا ، ان الثروة النفطية ليست ميراثا شخصيا أو حزبيا ، لتتم التضحية به ردّا ً للفضل ..

لقد إثيرت علامات استفهام كثيرة حول مشروع قانون النفط ، واحتجاجات وطنية ضده ، الأمر الذي يفرض على الجهة المسؤولة ، تإجيل النظر به ـ إن كانت غير قادرة على إلغائه في الظروف الراهنة ( هذه الظروف التي لا يحق فيها للحكومة العراقية تطبيق قوانينها على المرتزقة الامريكيين الذين يرتكبون جرائم القتل في بغداد وليس في تكساس أو نيويورك ، كالجرائم التي ارتكبها المرتزقة العاملون في شركة بلاك ووتر) .



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطباعات
- القصيدة الأخيرة
- أما من جواز سفر مزوّر للوطن ؟
- الحل : تسليح القوات الحكومية وليس العشائر
- نريدُ أن نرى .. لا أن نسمع
- الى الرئيس بوش : الرجاء زيادة سعر الانسان العراقي
- الإنتحار السياسي
- أضغاث يقظة
- من دفتر الأحلام
- أربعون ألف جثة مجهولة الهوية في مقبرة النجف وحدها !!!
- ثلاث رباعيات
- رسالة ثانية الى سيادة الرئيس الطالباني : مظفر النواب ( جيفار ...
- تبريرات مشروعة
- بذور في الحقل السياسي لانقلاب جديد
- دعوة لتحليل فكر حزب البعث العراقي
- تََسَلُّق
- لماذا يريدون إسقاط حكومة المالكي ؟
- لوحة لحياة جامدة
- أمنيات قتيلة
- يا معالي مستشار الأمن الوطني


المزيد.....




- شيرين تختتم مهرجان -موازين- بعد غياب طويل والمايسترو يشارك ص ...
- أول صحفي غربي يدخل إيران منذ بدء الصراع مع إسرائيل.. إليك مش ...
- -قد يتسبب بكارثة مشابهة لتشيرنوبل-.. تحذيرات روسية من استهدا ...
- كاميرا CNN ترصد حجم الدمار داخل مقر التلفزيون الإيراني بعد غ ...
- تهديد إسرائيلي مباشر.. هل حسمت تل أبيب أمرها باغتيال خامنئي؟ ...
- مجلس أوروبا ينتقد ألمانيا بشأن -قمع التظاهرات المؤيدة لغزة- ...
- استهلاك كبير للطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي.. هل نواجه أزمة بي ...
- قاعدة 50+1 -درع- الأندية الألمانية ضد سيطرة المستثمرين!
- إسرائيل: دمرنا ثلثي منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية
- عواقب صحية خطيرة لإدمان المواد الإباحية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى السماوي - قانون النفط وضبابية المستقبل العراقي