أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمود حمد - أفول وسطوع نزيهة الدليمي!؟














المزيد.....

أفول وسطوع نزيهة الدليمي!؟


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 11:17
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


نتذكر الآخرين باعتزاز لموقف مضيئ في حياتهم ونأسى لغيابهم ، فكيف لنا ونحن نفقد امرأة هي موقف ساطع طيلة حياتها المثقلة بالمرارة مثلما المتألقة بالعطاء..

تلقيت بحزن هز كياني لفقد العراقية الباسلة والرفيقة الحنون وأول وزيرة في حكومة تموز 1958 ..وأعني الدكتورة نزيهة الدليمي..

ولااشك ان عراقيا ممن يحتفظ ببعض ذاكرة تموز ، وذاكرة الكفاح ضد الاستعمار والتخلف ، وذاكرة مكافحة الفقراء لانتزاع حقوقهم ، وذاكرة سطوع المرأة العراقية رغم الكفن الاسود الذي يلاحقها، وذاكرة التاخي القومي ، وذاكرة الوعي الاجتماعي التقدمي ، وذاكرة بغداد التي ازدهت ببصماتها..دون ان يتضرج بالحزن لفقدان الدكتورة نزيهة الدليمي التي غيبتها عنا الانظمة القمعية المتعاقبة لعقود طويلة قبل ان تغيب عنا الى الابد مختنقة بعبرات الغربة وعيونها تتلألأ رانية الى دجلة الخير..

· عندما اغتيل المناضل الوطني العراقي ابن السليمانية (فكرت جاويد) عام 1974 كأول نتيجة للتحالف مع الفاشست ، وتعبير عن مضمون ومستقبل الجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي لم يجف حبر التوقيع عليها بعد!، كنا باستقبال جثمانه الطاهر على ابواب بغداد..وجرت العادة ان يجلس والد الشهيد او والدته في السيارة التي تحمل النعش ،ولما كانت والدة الشهيد قد سبقته بزمن نزيلة في مقبرة باب المعظم .. كانت سيارة النعش تجلس فيها – الى جانب السائق - الدكتورة نزيهة الدليمي بديلا للام الفقيدة كي لايشعر الشهيد بابتعاد الاحبة عنه!!..وادركنا حينها أي ام عراقية صبورة وجسورة ومتقدة الوعي هي العراقية نزيهة الدليمي.

· قبل اقل من عام وجهت لها نصا، وكانت طريحة الفراش.. وهذا هو النص:



- نزيهةٌ- * و- سُلْطَةِ النَزاهَةِ -**



في هذا الزمن المُنْتِنِ..
...............ينمو" الضُرّاعُ"(1) بأفواهِ الحكام المحروسين..
نَفرٌ فيهم دَخَلَ "الخَزْنَةَ" عريانا.. أمسى ناقلةً للبترول..
وآخر سيقَ بتهمةِ سلبِ الأكفان من الموتى قبل وصول "نكير"(2)..
وثالثٌ ..ينهبُ نفطاً من شريان الوطن المذبوحِ إلى حنجرةِ الدبابات الدموية..
ورابعٌ ..في مُقَتَبلِ القبرِ يُفَخخ فتيانَ الكرخِ بأجساد الكلمات الفصحى..
وخامسٌ ..باع طحين "الحصة"(3) في أعمدة الصحف الثورية..
وسادسٌ.. يجمع أدران السلطة في أكياس من جلد الأطفال المسلوخين بباب المسجد قربانا لنعيم المحتلين..
وسابعٌ..
وثامنٌ...
و.....و..
يطالبُ في الليل بِفِدْيَّة .. وعند حلول "الأجرِ" يكونُ وزيراً للحكمةِ..
******
نَمضي أمماً خاويةً من جَوْرِ الجوعِ... إلى أبوابِ سعير..
تُقحمُنا السلطةُ في وحلِ الاستجوابِ الأزليِّ..
يتهاوى النخلُ .. يصيرُ هشيماً ..
ينمو في كل الطرقاتِ.. لصوصاً.. وخناجر!
******
منذ عقودٍ..
كانت امرأةٌ منّا تحملُ في كفٍ وعداً برغيدِ العيشِ ..
...........................وتراباً حُراً في الأخرى..
نَفَذَتْ مشرقةُ العينين إلى محرابِ المدن المنسيةِ..
دَخلت حافيةُ القدمين إلى أرواح الفقراء كـ"قاسم"..
خَرجتْ منهكةٌ .. دون رغيفٍ لسحورِ الأهلِ..
.............................................صارت أهزوجة!
12-11-2006
--------------------------------------------------------
*هي الدكتورة نزيهة الدليمي أول وزيرة عراقية بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958.
**من قاموس التوحش في العراق(2)"هيئة النزاهة".
(1) نوع من الديدان اللزجة المنتفخة المتكونة والمتكاثرة في الجثث.
(2)احد ملائكة الاستجواب في القبر.
(3) "الحصة التموينية" السيئة الصيت التي رهن نظام صدام والأمم المتحدة الأمريكية حياة العراقيين بها كقطيع مُجَوَّعْ.



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير المثقف العراقي ..بين-اعادة انتاج ثقافة التوسل-و-الحقوق ...
- لماذا لا نقتدي بالمثقفين -المشاغبين-؟!
- دعاء-ام حسن-!
- جرائم-القيادة المتطرفة والطائشة-بحق الانسان والوطن!؟
- إبنُ السبعين يُعَلَّقُ لِشِباكِ القَصّابين!ّ؟
- رسالة مفتوحة الى اجتماع قادة القوى السياسية العراقية المشارك ...
- صباح عراقي؟
- هل يمكن للمثقف ان يتواطئ مع المحتل !؟
- صباح عراقي
- مقاومة الاحتلال والارهاب..خاصية قيمية ملازمة للمثقف!؟
- المثقفون العراقيون بين احتلالين!؟
- الكتاتورية..جسر لعبور الغزاة !؟
- هل يخرج الامريكيون من العراق والمنطقة!؟
- يوسف الصائغ..يقطع-الرشيد- الى الازقة الخلفية!؟
- تُعرَضُ عشتارٌ في سوقِ غنائِمِهِم مَغلولة!
- 2-المثقفون خصوم الاحتلال وضحاياه
- وعي (الاحتلال) وحقيقة الاستقلال؟!
- لماذا يفتك الارهابيون بالمثقفين العراقيين؟!
- هل بامكان نواب المحاصصة انتاج حكومة كفاءات وطنية عراقية؟!
- هل توجد بلد في الدنيا ليس بها فقراءٌ من ميسان؟!


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمود حمد - أفول وسطوع نزيهة الدليمي!؟