أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - إبنُ السبعين يُعَلَّقُ لِشِباكِ القَصّابين!ّ؟














المزيد.....

إبنُ السبعين يُعَلَّقُ لِشِباكِ القَصّابين!ّ؟


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 05:43
المحور: الادب والفن
    



شَيخٌ في السبعين يُعَلَّقُ مُنْتَكِساً لِشباكِ القَصّابينَ بـ "سجنِ الإسكانِ" (1)..
يسأله"غازي" (2):
.........أين تُخَبِئُ هذا الولدَ الجاحِدَ بالنعمةِ عن أنظارِ السُلطة؟!
.........هِلْ تِنكُر إن "القائد" يَمنحَه نَفَساً مِثلَ جميعِ الأجناسِ؟
.........القائدُ لا يكرهُ أحداً..
.........................إن كانَ نزيلاً في قبرِ السُلطةِ..
..........لكِنْ..
..........يِسعى لخلاصِ الأمةِ من نارِ الضَيمِ بِقَبرٍ يبتلعُ الأوطانَ..
يجيبُ العاملُ ابن السبعين بصوتٍ مخنوقٍ:
......... يا ولدي..
يَقمعَهُ ..زَجْراً.."غازي":
........إخرَسْ..
........فأبي اشرفُ مِنْ أن يُمْسي مِثلَكَ لا يعرفُ في أيِّ ديارٍ أولادَه..
ويَرُدُّ الشيخُ الطاعِنُ بالحيرةِ:
........إسمعْ ياابنَ أبيكَ..
........هذي سِننُ الدُنيا..
.......والولدُ "المطلوبُ" تجاوَزَ سِنَّ الخمسين..
........فَكَيفَ أُلاحِقُ ولداً أصبحَ "جِدّاً" مُنذُ سنين..
يومِئُ "غازي" للكلبِ الأصهبِ ..
يطفئُ أعقابَ سجائِرِهِ بالجسدِ اليابسِ..
تَنفُثُ دُخّاناً اسود..
والعاملُ ابنُ السبعينَ يُنازِعُ بين الغَيبوبةِ والصَمتِ..
يَصفَعُهُ الكلبُ الأصهبُ بعصاه الشوكية..
.......................يَفتحُ فاهً يابسةً بيضاءَ بِصِدْغِهْ..
يَجْفِلُ مرتعشاً..
تَسترخي الأطرافُ..
ويَغفو مشقوقَ الهامةِ ..
يَتَدلى كالخرقةِ بعد نزيفِ الأمطارِ اللَّزْجَةِ..
يَعرفُهُ "عمالُ السُكَّرِ" كَهْلاً..
......وحقولُ القَمحِ بأيامِ صِباه..
*******
أنْفُذُ مَفزوعاً من بيتٍ دونَ سقوفٍ أو جدرانٍ..
امسِكُ روحي من فَروَتِها..
أتَحَسَسُ وَجَعاً يَجتاحُ عُروقي..
أسالُهُ:
يا أبتي..
هَلْ مازِلتَ تُحاولُ تَقسيمَ "العَوَزِ" الـ تأخذهُ بعدَ غروبِ الشَمسِ..
بِعَدْلٍ..
بين اللقمةِ..ودفاتِرَ رسمٍ للأولادِ؟
كي يفرحَ أبناؤكِ يا "أم شاكر"..
يُقنِعُها:
......حمدانٌ إبنَ الجارةِ باعَ دفاترَهُ للبقالِ بـ"طوبة" (3)!
وهُموا .. أبناؤكِ ..
يمشون حُفاتاً.. هَوَساً في علبةِ ألوانٍ..
لَعَنِ اللهُ "خرابة سِعَدة"..
تَنشُرُ فُقراً وجُنوناً بين الصبيانِ..
كُلٌّ في دربٍ هائمٍ ..
هذا يَسعى لرغيدِ العَيشِ بثوبٍ سافرٍ..
وذاكِ يُنَقِبُ عَمْداً في عُشِّ عقارِبْ..

(1) سجن الإسكان: سجن التسفيرات –سيئ الصيت -في العمارة.
(2) غازي:ضابط أمن قتل بحادث سير في التسعينات.
(3) طوبة:كرة بلهجة أهل العراق.



#محمود_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى اجتماع قادة القوى السياسية العراقية المشارك ...
- صباح عراقي؟
- هل يمكن للمثقف ان يتواطئ مع المحتل !؟
- صباح عراقي
- مقاومة الاحتلال والارهاب..خاصية قيمية ملازمة للمثقف!؟
- المثقفون العراقيون بين احتلالين!؟
- الكتاتورية..جسر لعبور الغزاة !؟
- هل يخرج الامريكيون من العراق والمنطقة!؟
- يوسف الصائغ..يقطع-الرشيد- الى الازقة الخلفية!؟
- تُعرَضُ عشتارٌ في سوقِ غنائِمِهِم مَغلولة!
- 2-المثقفون خصوم الاحتلال وضحاياه
- وعي (الاحتلال) وحقيقة الاستقلال؟!
- لماذا يفتك الارهابيون بالمثقفين العراقيين؟!
- هل بامكان نواب المحاصصة انتاج حكومة كفاءات وطنية عراقية؟!
- هل توجد بلد في الدنيا ليس بها فقراءٌ من ميسان؟!
- ما سر عدم كشف الحكومة العراقية اسماء المتورطين بالارهاب من ا ...
- أبحثُ عن -نوزاد-!
- قبور جوّالة تخرج من اروقة الدولة العراقية وتٌفَجَّر
- أي ارهاب يستبيح العراق؟!
- مالذي يريده العراقيون؟


المزيد.....




- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...
- المعمار الصحراوي.. هوية بصرية تروي ذاكرة المغرب العميق
- خطه بالمعتقل.. أسير فلسطيني محرر يشهر -مصحف الحفاظ- بمعرض إس ...
- موعد نزال حمزة شيماييف ضد دو بليسيس في فنون القتال المختلطة ...
- من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله ...
- مثقفون مغاربة يطلقون صرخة تضامن ضد تجويع غزة وتهجير أهاليها ...
- مركز جينوفيت يحتفل بتخريج دورة اللغة العبرية – المصطلحات الط ...
- -وقائع سنوات الجمر- الذي وثّق كفاح الجزائريين من أجل الحرية ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - إبنُ السبعين يُعَلَّقُ لِشِباكِ القَصّابين!ّ؟