أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد موسى شاطي - كذبة الاول من كانون الثاني














المزيد.....

كذبة الاول من كانون الثاني


محمد موسى شاطي

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما ان تشارف السنة على الانتهاء حتى يُطل علينا احد الاقمار المشرقة و الكروش المنفوخة , احد الغر المحجلين من كبار المسؤولين ليصرح لنا بالتالي :
ايها الشعب العراقي ترقبوا العام التالي , سيكون عاماً جديداً في كافة المعايير و المقاييس ,عام النهضة و في كافة المجالات الاقتصادية و الاجتماعية, سيكون عام التعمير و النهضة و اصلاح البنية التحتية عاماً مكرساً لخدمة المواطن (المواطن فقط و ليس شيئاً اخر غير المواطن ) .
ان هذه التصريحات لم تعد بالتصريحات الجديدة التي تطرق اذاننا نحن العراقيون لاول مرة بل هي قديمة ( اكل الدهر عليها و شرب ) , حتى اصبح الاستماع الى احد كبار المسؤولين لا يعدو عن كونه استماعاً الى نكتةٍ قديمة سمجةٍِ مزعجةٍ فهم (في كل وادٍ يهيمون و يقولون ما لا يفعلون ) . نعم انهم يقولون ما لايفعلون و ليس السبب في ذلك قلت الموارد و انعدام الامن , انها قلة همة المسؤولين و توانيهم و ضعف احساسهم بالمواطن الذي اصبح في ادنى سلم اهتماماتهم و حل محله التنازع و التناطح على المناصب , حتى اصبح المواطن يساوي صفراً في معادلة السلطة و الحكم . لقد سقطت الشماعة التي يعلقون عليها اخطائهم من عقول العراقيين متمثلةً (بأنعدام الامن و قلة الموارد) , فهذه هي محافظات الجنوب محافظات مستقرة و هناك العديد من المناطق الاخرى تشهد تحسناً امنياً و بالرغم من ذلك لم نشهد اي تحسن في مجال الخدمات و المجالات الاخرى . اما من جانب الموارد المالية فنجد انه و على الرغم من العمليات الارهابية التي تطال الخطوط الناقلة للنفط فهناك العديد من المناطق الغنية بالنفط و المستقرة و لم تطالها ايدي المخربين و هناك المعونات المادية المقدمة من الدول الغربية و صندوق النقد الدولي و هذا يعني بطبيعة الحال ان ميزانية الدولة ميزانية عامرة او على حد تعبير احد المسؤولين في العام الماضي بأن ميزانية هذا العام ستكون ميزانية انفجارية فلو لم تتوفر حقاً الموارد المالية و فقد عامل الاستقرار الامني في بعض المناطق من العراق لالتمسنا لهم العذر .
اذا فلماذا هذا التلكؤ و التباطؤ من جانب الدولة عن تنفيذ ما و عدت به مواطنيها ؟؟ ان الاجابة على هذا السؤال ليست بالامر المستحيل و الصعب , لقد انشغلت الدولة في صراعاتها السياسية و نست و تناست واجباتها الاخرى المتمثلة بخدمة المواطن و السهر على راحته . و قد نلتمس لها هنا عذراً في الظروف السياسية الصعبة المتمثلة بالتطاحن السياسي بين الفرقاء السياسين , فالعراق في هذه المرحلة اصبح كالكعكة التي يريد كل من تسنح له الفرصة ان يقتطع منها قضمة . الا ان هذا الامر لا يعني الا لتفات الكامل و التكريس المطلق للموارد المالية و الجهود نحو العملية السياسية و نسيان الجوانب الاخرى , اما كان من الاولى و الاحرى بالدولة ان تلتفت و لو بطرف عينها الى المواطن , تنظر الى احتياجاته المتمثلة بالخدمات المتردية و ارتفاع مستوى البطالة الى غيرها من المشاكل التي لا تعد و لا تحصى و التي لو استطاعت ان تحل ولو النزر البسيط منها لاستطاعت بالتأكيد ان تحقق النجاح في المجالات الاخرى .
ان نجاح الدولة اصبح منوطاً بيد المواطن متى ما تعززت العلاقة الثنائية بين المواطن و الدولة ؟؟ . ان هذه العلاقة و في هذه الايام تعيش انقطاعاً شبه تام فالمواطن يحس بأن الدولة و من على رأسها من شخوص ما هم الا اشخاص جاؤوا ليحققوا مآرب شخصية لا اكثر و لا اقل و ليس لهم من همٍ سوى تحقيق الرفاه لهم و لعوائلهم و ذويهم ولكل من يدخل في فلك هذا المسؤول و يعنيه امره فالمواطن العراقي في الوقت الراهن يعيش حالة من عدم الرضا و الغليان الداخلي و الذي من غير المعلوم متى سيثور فهو يرى امامه الكثير من الممارسات التي لا تمت الى الوطنية و المصلحة العامة بشيء فمن رفع اسعار الوقود و المشتقات النفطية الى مشاريع الاعمار التي لا تمت الى الاعماربشيء اذ انها في حقيقة الامر مشاريع تخريب نظراً لما تحويه هذه المشاريع في ثناياها من ممارسات فاسدة كـــــ (الغش و التدليس في المواصفات الخاصة بأنشاء هذه المشاريع ) و للأسف على مرئى و مسمع من الدولة اذ ليس هناك من حركة جادة لمواجهة هذا الكم الهائل من عمليات الفساد الذي اضحى يفرغ ميزانية الدولة سنة بعد اخرى في جيوب المرتشين من المسؤولين و الموظفين الحكومين و المقاولين . و في النهاية فأن هذا العام و كغيره من الاعوام لن يأتي بشيء جديد و لن يكون بعام المواطن كما يريد ان يصوره البعض من المسؤولين انه عام المقاول و الموظف المرتشي و على قول المتنبي :

عيدٌ بأيةِ حالٍ عُدت ياعيد بما مضى ام لأمرٍ فيك تجديد



#محمد_موسى_شاطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان و الازدواجية
- الفسادفي الدول النامية و المتقدمة الحلقة السادسة
- الفساد في الدول النامية و المتقدمة الحلقة السادسة
- عراق اليوم
- الشفافية و دورها في محاربة الفساد
- خطبة مرشح
- الفساد في الدول النامية و المتقدمة ((الاسباب الخارجية ))
- الفساد بين الدول النامية و المتقدمة (الحلقة الخامسة)
- الفساد في الدول النامية و المتقدمة ((الحلقة الرابعة))
- الفساد في الدول النامية و الصناعية -الحلقة الثالثة
- الحلقةالثانية - الفساد في الدول النامية و المتقدمة
- الفساد في الدول النامية و المتطورة
- الفساد السياسي


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد موسى شاطي - كذبة الاول من كانون الثاني