أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد موسى شاطي - الفساد بين الدول النامية و المتقدمة (الحلقة الخامسة)














المزيد.....

الفساد بين الدول النامية و المتقدمة (الحلقة الخامسة)


محمد موسى شاطي

الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 11:12
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الاسباب الخارجية :
تتنوع و تتعدد الاسباب المؤدية لظهور الفساد و تتداخل فيما بينها , فمن اسباب داخلية تتعلق بطبيعة الانظمة السياسية و البنية الاجتماعية و الاوضاع الاقتصادية للبلد الى اسباب خارجية مرتبطة بالدول المتقدمة و شركاتها ,التي تحاول افساد النسق الوظيفي السائد من اجل تعزيز مصالحها و تحقيق غاياتها و مأربها , فهنا يأخذ الفساد بعداً دولياً عابراً للحدود مطلقاً على نفسه تسمية الفساد الدولي .
لقد صدر لنا الغرب العديد من الافكار الهدامة و اخطرها هي الفكرة التي تشير الى ان الفساد لا ضير بالقليل منه فهو كالشحم الذي يدير المكائن ,و للاسف فأن العديد من المفكرين الغرب قد تبنوا مثل هذه الفكرة , و كان من ابرزهم (( صموئيل هنغتون )) صاحب كتاب صراع الحضارات حيث ايد هذه الفكرة و ساندها .
و من هنا فأن الفساد اصبح سلعة تصدر من قبل الدول المتقدمة الى الدول النامية و منها الدول العربية , اذ انها هي التي اشاعت الفساد في هذه الدول فهي لا تتورع عن شراء ذمم السياسين و المتنفذين و صناع القرار من اجل تمرير مصالحها و غاياتها في المنطقة.
ان هذا النمط من الفساد يعد من اخطر انماط الفساد نظراً للارتباط الوثيق بينه و بين الفساد المحلي فهو المغذي و المسبب له في ذات الوقت و ما يقوي الرابطة بينهما المكاسب الشخصية لسياسي تلك الدول اللذين ما فتئوا عن تقديم مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار و غير ابهين بمصالح شعوبهم .
ان حالة التخلف الفكري و التكنلوجي الذي ترزح تحت طائلته الدول العربية قد ادت الى جعل دول هذه المنطقة دولاً مستهلكة للخبرات و التكنلوجيا المتقدمة للدول الغربية و كنتيجة لذلك فأن العديد من العديد من الشركات العالمية الكبرى صارت تمارس العديد من السلوكيات و الوسائل اللامشروعة كاللجؤ للضغط على الحكومات من اجل فتح الاسواق لمنتجاتها او من اجل الحصول على عقود امتياز لاستغلال الموارد الطبيعية او مشاريع البنية التحتية , حيث تشكل النفقات الحكومية على الاسلحة و العقود الانشائية و غيرها من عقود التجهيز للمشتريات جزئاً كبيراً من الميزانية العامة للدولة لذا فهي تشكل مبالغ ضخمة جداً تسعى الكثير من الشركات العالمية من اجل الظفر بها و مهما كلف الامر حتى و لو كان ذلك بالطرق الملتوية من خلال محاولة التأثير على قرارات الدول النامية في اجراءات منح العقود من خلال منح المكافأت و الاكراميات و تقديم المغريات و الامتيازات المادية للموظفين المسؤولين عن تلك العقود التي هي تزيد عن المرتب المشروع لهذا الموظف مدى الحياة وذلك من اجل الفوز بتلك العطاءات حتى و لو لم تقدم اوطاء الاسعار ومن اجل تسهيل الاجراءات الروتينية و القفز على البيروقراطية الوظيفية و التي اضحت من اهم العوامل المساعدة على استشراء الفساد في الدول النامية . وبعد ان تحصل الشركات الكبيرة على تلك العقود تبداء بعد ذلك بمنح العقود الى شركات اصغر و بمبالغ لا تتجاوز جزئاً بسيطاً من اجزاء الكسور للمبالغ المخصصة للمشروع .
ان المبالغ التي ترتبط بها العقود الانشائية تشكل مبالغ ضخمة جداً لذا فأن الاغراءات المقدمة للموظفين من اجل الفوز بمثل هذه العطاءات سوف تكون شديدة و خصوصاً حين تكون المساءلة القانونية المترتبة على اخذ الرشوة معدومة او قليلة نظراً لكون الموظفين المسؤولين عن مثل هذه العقود هم من المقربين من السلطة لذا فأن مشاريع بناء المرافق العامة و المطارات و السدود و الطرق السريعة و غيرها من مشاريع البنية التحتية اضحت من اكثر القطاعات في العالم التي يعشعش فيها الفساد سواء اكانت من الدول العربية او في غيرها من دول العالم وبالنظر لارتباط هذه المشاريع بحياة البشر فان تلطخ الرشوة بها سوف يؤدي الى نتائج سلبية لا تحمد عقباها بالنظر الى نتائجها السلبية على الصحة و البيئة اذ ان انخفاض الانفاق على هذه المشاريع و غض النظر عن بعض الفقرات الموجودة في بنود العقد و تزويد مواد رديئة المنشاء سوف يؤدي الى جعل هذه المشاريع غير مطابقة للمواصفات المنصوص عليها في العقد و بالتالي رفع نفقات تشغيل البنية التحتية و التقليل من جودة تلك الخدمات و حتى نتائج سلبية على ارواح البشر .
ان الفساد هنا يكون ضربية مرتفعة تنؤ بحملها ابناء الشعوب العربية نظراً للتكاليف العالية التي تتطلبها اعمال الصيانة و الاصلاح و يكفينا ان نقول : ان هناك اكثر جيش من الموظفين في اكثر من 136 دولة يتلقون مرتبات منتظمة من الشركات العالمية مقابل تقديم خدمات لتلك الشركات ((منظمة الشفافية العالمية )) .
محمد موسى شاطي



#محمد_موسى_شاطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد في الدول النامية و المتقدمة ((الحلقة الرابعة))
- الفساد في الدول النامية و الصناعية -الحلقة الثالثة
- الحلقةالثانية - الفساد في الدول النامية و المتقدمة
- الفساد في الدول النامية و المتطورة
- الفساد السياسي


المزيد.....




- الأول في الشرق الأوسط.. صندوق النقد الدولي يفتتح مكتبا إقليم ...
- بلينكن يدعو الصين إلى -منافسة اقتصادية صحية-
- أردوغان: نهدف لرفع التبادل التجاري مع ألمانيا إلى 60 مليار د ...
- تكلفة باهظة والدفع بالعملة الصعبة.. كيف يبدو أول موسم للحج م ...
- رغم تضاعف أرباحها.. ما أسباب التراجع الكبير لأسهم -ميتا-؟
- ارتفاع أرباح مصرف أبوظبي الإسلامي 32% في الربع الأول
- اقتصاد الإمارات ينمو 3.3% في أول 9 أشهر من 2023
- -أبيكورب- تبدأ بيع سندات خضراء لأجل 5 أعوام
- أسهم أوروبا تتراجع وسط تباين أرباح الشركات
- الإمارات وتشيلي تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد موسى شاطي - الفساد بين الدول النامية و المتقدمة (الحلقة الخامسة)