أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - مقطع من رواية ( الجراد و الماراثون )














المزيد.....

مقطع من رواية ( الجراد و الماراثون )


بولس ادم

الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 11:24
المحور: الادب والفن
    



لوغلفه الملح ، اسرع نافضا جسده ، نثروا في البحر مسحوق مساميره اليومية ، ملحا اثريا لف حريته ، غلف الرماد قنافذ مجراته نافضا خطواته من ظل القرصان الأخير .. هل كان ثمة وعكة او دعكة ام كان يفترض براءة يومه وتحررها من شباك العجقة ؟!

دخوله الى (المدينة الثانية) ليس من اخر ضاحية تبعد كذا عن مركز المدينة . هو كان في قلب المدينة عندما كان تماما تحت لافتة مربوطة بزوج من الحبال البيض تشد العنوان المكتوب بعبثية

( اهلا بكم في المدينة الثانية ) !

..ادرت الملعقة عكس عقرب الساعة ، طفر لسان موجة رغوية ..

فاجاني صوت رجل لكان في فمه لقمة :-

- هل هكذا تستقبلون صباحكم في بلادك بحماقة التعامل مع كوب القهوة ؟
- .................

طلبت من النادلة اسفنجة لمسح لطخة الكريما البنية التي تفصلني
عن الرجل الذي كان بعيدا عني حوالي الف ميل !

ادرت الملعقة مرة اخرى مع عقرب الساعة وانا اسمع .. اسمع
( كل ماكان في المكان من اصوات ) لم اكن انتظرها.. استغرق
ساهما مع كوب فارغ كان فيه ذلك السائل الساخن .

النادلة تمص فلترالسيكارة ويدهاالأخرى تلعب بحلقة من الفضة تتدلى من سرتها تعصر مؤخرتها على طرف لوحة خشبية لتقطيع الليمون .

بحثت عن مصدر صوت المذياع لكانني اتشبث بشئ ياتي
ليرحمني من رحى الداخل .. كان لقاءا سخيفا حول نوعية وقياس وارتفاع مقعد الدراجة .. قطع ايقاع المقابلات التي كانت تجريها
مذيعة مغناجة اعلان عن فتاحات العلب تعمل بالبطارية !



سالني الرجل وهو يمضغ كلماته لكانه متورط بوجودي في ذلك المكان !

- اعلم مذ كنت طفلا بان عندكم في الصين اضخم الدراجات عددا !!

كم شكرت الرجل على غبائه الذي طفحت به سجية مرحة طفرت لتقتحم
جو النكد بطرافة غير مرتبة .. استلقت النادلة على انوثتها ضاحكة وهي تدعك نهديها وتقفز, تقفز ضاحكة باعلى مايمكن ..

- واووو باسم ماريا العذراء وهل هذا الوجه يمت للصينيين بصلة؟!



لم اكن ناظرا اليهما مباشرة طيلة الوقت بل من زاوية العين
والى كل منهما على جهته .. المراة التي خلف الزجاجات وكؤؤس الخمر كنت تنقل لي لمحات تلخيصية لوجه الرجل المتورم وقفا النادلة المحتفل ! .. وهكذا ظل هو كمن يحضر لتعليق لم تساعده
البديهية لدعبلته ولا انا قلت شيئا .. اضنني ابتسمت لكن وجهي
في زجاج البار خلف النادلة لم يبدو كذلك ! اما هي فاستمرت ضاحكة كمن ينادي .. وهي تشير بسبابتها الى وجهي .. صيني .. هاهاها .. انت صيني صيني ... ؟!!

ماكنت حقيقة بحاجة الى اي شئ ممايجري حاليا بوجودي هنا حتى
القهوة التي دخلت المكان من اجلها لم اتذوقها للحظة..

لكن الرجل قال ماكان قد استغرق منه ربع ساعة تفكير :-

- ليس مهما ان يشبه المرء الصينيين ليكون صينيا .. انظري ياجميلة اليست قبعته كتلك التي لعمال مصانع الدراجات هناك ؟

حضرت النادلة نفسها لشئ ما، غمزت بوضوح وقالت :-

- قلها ارجوك قلها. هناك .. اين ؟!

- حقا طرائف غباء الشقراوات لاتخلو من صحة!

- لا لا قلها رجاءا .. هناك .. اين ؟!

- الصين ! اين ؟ الصين حيث عالم الدراجات الهوائية .. اف !

- فتحت النادلة الشقراء عينيها الى الآخر وقدمت مؤخرتهااقرب مايمكن من وجهه وقالت :-

- الحس لي يامخرف ارجوك .. الحس مؤخرتي ارجوك !!

احسست بقرف اكبر لهجوم اخر للقاءات المذيعة المغناجة التي
تتكلم مصا لا لفظا !

كان الرجل قد غادر والنادلة منشغلة بعد النقود وامامي فنجان
قهوة فارغ ..

دخل الرجل مرة ثانية, يبدو انه يبحث عن شئ ما .. نظرالى النادلة تماما كما فعلت هي في تعبير فهمت منه متلصصا بزاوية نظر
بان كل منهما يمنح للآخر رغبة اطلاع الآخر بانه لم يلتقيه في حياته! ..

خروجي من ذلك البار الذي كان على وشك الأغماء في دخاخين ..
ادخنة رايتها انا وحدي .. خروجي كان محملا برغبة لم تتحقق مع
رائحة القهوة والتامل الكسول حول اي شئ الا عن ذلك الشئ الذي
لم يكن متوقعا ، حول الدراجات والشقراء التي قالت لي اثناء دفع
ثمن قهوة لم تدخل فمي :-

- لست شقراء .. شعري بني اصلا ..
- لايهم انستي .. ليس الأمر كله في ذلك القدر من الأهمية.
- هل تعني شعري الذي دفعت ليظهر اشقرا اليوم 50 ايرو ؟!
- لا .. عذرا .. على كل لاادري !

تغير وجه النادلة تماما .. وعندما نظرت الى وجهها هذه المرة
مباشرة ، عين في عين .. شعرت بانها انسانة اخرى ليست تلك التي
قدمت لي قهوة لم اتذوقها ولا استغرابها ، ضحكها المنادي ، وقنديل البحر الذي يتدلى من سرتها .. وسيقانها .. و حلمة كانت
قريبة من زاوية نظري اليمنى ، كم رغبت بان تحقق تلك الحلمة نجاح
اختراقها لبياض شفاف جدا كم عبرت لنفسي عدم اعترافي بمادة ذلك
القماش الذي هو قميصها المختصر جدا بما يحزق تحت النهد ليكوره
اكثر .. الحلمة كانت بحاجة لتتمتع بانتصابها رغما عن شفافية ومرونة النسيج ، كنت قد فعلت اشياء حول ذلك لم تتحقق وهي تسال
تصمت اوتضحك .. حتى لحظة كنت فيها صينيا .. تلك الأشياء كانت لي
كما تهيا لي .. كانت عارية وهي تفكر بما يقوله ذلك الرجل .. انا
كنت من عراها تماما وهو يسمع مقابلات واحاديث الدراجات تلك

محركا الملعقة في كوب القهوة مع او عكس عقرب الساعة..

جلست ثانية وطلبت منها قهوة ثانية !


قالت لي :

- هل غادرت وعدت ؟

اجبتها بنعم !



#بولس_ادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسماك ( فؤاد مرزا) التي طارت !..(11)
- السينما سينمائيا حركة وليست ادبا !
- التقسيم
- مفتاح العار
- سركون بولص.. في مستشفى برليني
- لصقة جونسون
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !..(10)
- Tauben Markt
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !...( 9 )
- غربة طائر الفينيق
- حذاء الخرافة
- ارقص في الغبار لقرص الشمس
- اسماك ( فؤاد مرزا) التي طارت !...( 8 )
- برقيات حول عام نوستراداموسي
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !... ( 7 )
- اسماك فؤاد مرزا التي طارت !...(6)
- لحم العنزة
- مواليد برج الشيطان
- لو كان العالم
- لمحة بقلم ياسين النصير .


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - مقطع من رواية ( الجراد و الماراثون )