شكراً لقرار جائر جاء ليوحدنا

محمود القبطان

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 03:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لم يمر قرار الكونغرس الامريكي مرور الكرام دون ان يدينه كل الوطنيون الاشراف من اقصى البلاد الى اقصاها.واجزم ان هذا الكونغرس جاء بقراره هذا حسب استراتجياته الذي وضعها المتنفذون فيه منذ عقود لكنهم,الامريكان,لايستعجلوا في امورهم وانما "يطبخون"خططهم على نار هادئة ولتيهئاة الاجواء للمباشرة بتنفيذ ما يريدون ولانهم راهنوا طوال السنوات الاربعة الاخيرة على حرب طائفية لها بداية وليست لها نهاية لتدمير ما تبقى من عراق الحضارات والسلام والاخاء.

لم اتفاجئ بقرار كاسح من البرلمان العراقي بأدانة القرار الامريكي الجائر مما يدل انه مازال في نهايه النفق ضوء في الوحدة العراقية شعباً وارضاً ولايمكن تمرير هكذا قرارت على شعب اكتوى من القرارت الفوقية عقود عديدة من الزمن فما بالك بقرار من خارج الحدود؟
لااحد يستطيع ان يبرر قرار الكُتلة الكُردستانية في البرلمان ولا من قبلها الناطق بأسم الحكومة في اقليم كُرد ستان وقبله رئيس برلمان كُردستان بالموافقة على قرار جائر يجيز تقسيم العراق على اساس طائفي وعرقي.لابل الجميع تقريباً متفق على الفدرالية لاقليم كُردستان فمن اين يأتي تخوف الاكراد في الارتداد على قرار الفدرالية والذي ثُبت في الدستور؟ اذا كان تهديد رئيس الاقليم بانه لايقبل تأجيل الاخذ بالمادة 140 من الدستور ولو دقيقة واحدة ومن ثم انتاج النفط دون الانتظار لموافقة الحكومة المركزية,وتصريحات المسؤلين في الاتلاف الكُردستاني بأن قرار التقسيم هذا هو الحل الوحيد لعراق مُوحد سوف يضعون كل اعمال العنف والقتل التي يقودها بقايا النظام السابق مع الاخ اللقيط لهم عصابات القاعدة في خانة انهم على حق في اعمالهم!الان يبدو البعثيون انهم الحاميين الحقيقيين للعراق ولوحدته! اهذا ماراده بعض الساسة في العراق؟كيف يمكن ان يفهم انسان سوي ان التقسيم الطائفي والعرقي هو الفدرالية وهو الذي سوف يُحافظ على وحد العراق؟ليأتي للناس هؤلاء الساسة بشرح جديد حول ما تعني الفدرالية؟لان كل يوم يظهر
شرح جديد للفدرالية الى يأتي اليوم الذي يُعلن فيه ان تعني حكومات مُستقلة وعديدة في كل قسم من هذه الدول المقترحة سني_شيعي_كُردي وكل دولة من هذه الدول الغير مباركة لها ممثل في الامم المتحدة لابل قد يصلون الى مجلس الامن قبل المانيا!

يجب ان نلاحظ ما يحدث خارج الوطن من نفور الاكراد من كلمة عراق او اي شئ يمتْ بصلة بأسم العراق.ارجو ممن حضر اجتماع الاطباء العراقيين في استكهولم في السفارة العراقية قبل عدّة اشهر ثم قبل حوالي 10 ايام ان يُطلع القراء على مجريات الاجتماعين والمهازل التي وصل لها الاجتماع حتى بحضور المسؤليين السويديين وكأن الاجتماع جاء لوضع اللمسات الاخيرة على قانون النفط او قانون الاستقلال او ماشابه ذلك!

انني مثل الكثيريين من ابناء العراق خرجت في مظاهرات الشيوعيين والديمقراطيين من اجل الشعب الكردي ومن اجل حقوقه المشروعة حتى في الانفصال لكن ليس على حساب العراق والشعب العراقي.يجب ان يُصرح القادة ماذا يُريدون عراق فدرالي _ديمقراطي ام انفصال؟ وهذا حق لهم بكل القوانين وان لم يحصل الاكراد المجزئين على الدول المجاورة 1% مما حصلوا عليه في العراق سواء في الدعم الذي قدمه اليسار العراقي او الحكومات وان كانت جائرة لكنها لم تسطع ان تنسى الضغط الجماهيري المتواصل في دعم الاخوة في الوطن والدم!وبعد كل هذا ماذا يُريد القادة؟اذا كان الجميع يحارب الطائفية بما فيهم الاكراد فلماذا يكون قرار التقسيم هو قرار صائب من جانب النواب الاكراد وخاطأ من قبل ما تبقى من النواب ؟

اتمنى على القيادة في اقليم كردستان ان تراجع خطواتها وقرارتها بهذا القرار وان تدينه وليس عدم الموافقة عليه فقط.

لقد ادان قرار التقسيم العالم كله وفي مقدمتهم دول الجوار.

والوطني العراقي الاصيل قد يشكر الكونغرس الامريكي على قراره الجائر لانه وحدّ بين العراقيين وقد يكون هذا القرار عامل استقرار جديد.ولايمكن ان تضمرقرارت الامريكان لاي شعب سوى التفرقة والاقتتال لتستحوذ على مقدرات هذه الدول وشعوبها حتى لو بالقوه وان ذاكرة الشعوب ليست ضعيفة وما مر على العراق ومن قبله افغانيستان وقبلهم نظام صدام غني عن التعريف! ليس هناك صديق دائم للامريكان وانما مصالحهم هي الاساس ولاغير, بينما ان الشعب العراقي بكل الوانه هو الصديق المخلص للشعب الكردي.فهل يتعظ البعض من التاريخ؟

.محمود القبطان
السويد 20071003

#محمود_القبطان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل