المشترك بين الناس

رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 09:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

إستكمالا لما كتبته في موضوعة ( سبب الأسباب *) يبدو لي ونحن نعيش تداعيات زلزال 9نيسان 2003 ان البعض يريد إعادة عقارب الساعة الـــــى الوراء , ولربما حلم بمصباح سحري جديد يؤسس له مجتمعاً عراقياً أنتقائياً ذو مقاسات خاصة قائماً علــــــى الهوى والكيفية النفسية , لاغياً المؤثرات والظروف التأريخية والحقائق العلمية التي كونت هذا المجتمع منذ آلاف السنين ,وبنتيجة ذلك تعاهدنا عربا ً وكوردأ ً وتركمانا ً ومعنا آخرين من مختلف الديانات والمعتقدات الروحية في عقد إجتماعي , واصبحنا شركاء في هذا الوطن ولا زلنا وهو مــا أوقع غلاة القوميين في أخطاء قاتلة ليس في العراق وحسب وانما في بقاع كثيرة من هـذا الكوكب وعلــــى إثرها تدنت قيمة الأنسان و سالــت دماء بشرية نتيجة جهل فـــي فهم ما هو ( الـمـُشتـَرك ) بين الناس لتكوين المجتمعات ابتداء من الأسرة بإعتبارها الخلية الأولى او اللبنة الأرأس لأي مجتمع واينما كان .. ويتضاعف الجهل على إثر ذلك ويتلاشى الإيمان بوحدة التكوين الأنساني , وهذا مايبرر نشوء الفئات والتجمعات والأحزاب سواء كانت صغيرة العدد أو بحجم الحزب النازي الألماني الذي إ تكأ عليه هتلر وأراد ان يسوق للعالم نظريته العنصرية المتخلفة فكريا ً حيز الحقد والتعالي القوماني والذي يقود الــى إقصاء ونفي الآخر ومن ثم تطبيق قاعدة الأكراه حتى الموت .
ولقد دأبت القوى النيرة في كل العالم على تبيان مشترك مهم ألا وهو إعتماد نهــج التعايش السلمي بين مكونات هذا العالم الفسيح الذي تتصارع فيه الطبقات وتتباين بشأنه الأراء و الأفكاربغية الوصول الى عالم إنـساني تسوده المحبة والعدالة الأجتماعية.. وتثابر طليعة المجتمعات هــنا وهــناك وبمختلف الطرق والأساليب على انتاج أنماط ثقافية تسلط فيها الأضواء علــى المُشترَك فيما بين الناس فالكوكب الأرضي كوكب واحد نشترك جميعا بالمحافظة علية وحمايته من التلوث والفناء وهذا على سبيل المثال لا الحصر .
والمُشترَك المهم المعاصر هي المفاهيم الديمقراطية التي بدونها لايمكن ان نحل القضايا التي تهدد وجود الأنسان , وإذا ما أخذنا بعين الأعتبار الظلروف الذاتية والموضوعية لنشوء التجمعات البشرية فاننا نلاحظ اننا جميعا نشترك في آفة الجهل عبر مراحل التطور وعلى سبيل المثال نظرة البشر للمرأة قبل عقود من السنين , والفرق الواضح تحرر الفكر الأوربي من سيطرة الدين ’ فلقد كانت المرأة تخضع لقسوة وامتهان للكرامة لا مثيل لها شانها شأن المرأة في العالم العربي والأسلامي حاليا ً.
وليس هناك ادنى شك في ان العنصر المهم في كل حياتنا هو الأنسان المنتج لكل شئ وبدونه لايتحقق العيش فإذا احسنا التوجيه نكون قد وفرنا علينا وعلى البشرية مخاطر جمة .
ولكي ندخل في واحد ممن نشترك به جميعا ويشكل أحد أهم اسباب قلق المجتمع الدولي في الوقت الراهن ( الأرهاب ) لابد من معالجة شاملة وجذرية لنشوئه دونما خوف او خشية مــن أحد وذلك لأن الأرهاب طال الجميع ولأنــه إرتدى دونما دبلوماسية او مجاملةً لأحد لباساً دينيا ًاسلامي اللون والطابع القائم على الحد بالسيف اي بالموت الزؤام !!!!!!! بالرغم من : ( وجادلهم بالتي هي الأحسن ـ القرآن ـ سورة النحل )
نعم , قد يكون هنا وهناك إسلاميون معتدلون ولكنهم لايؤثرون على واقع الحال وهم بالتالي يشكلون ( مُشتركاً ) مهما أيضا ً في فهم الدين وأقصد بذلك الوقوف في منصة واحدة بين المتشدد والمعتدل عندما يتعلق الأمر في النص القرآني .
نحن نبحث في الوقت الحاضر عمن نشترك معه في التجديد في التعاليم الأسلامية وعدم الرضوخ الى نهاية المشوار مع نصوص بات الحديث عن الخلل فيها كفر وزندقة وتطاول على المعتقد حيث تنصب وتقام محاكم التفتيش من جديد , ولقد حصل ذلك فعلا في أكثر من مكان ؟؟؟
ربما لم اسهب فيما هو ( المُشتَرَك ) بين عالمنا الأسلامي الذي دخل عصر الظلمة وبين عالم الغرب الذي بات في اوج النور حيث نشاطه العلمي , ويمكن الأستدلال على ذلك بأيسر الطرق ولكنني اود الأشارة الى اننا في المنطقة العربية والأسلامية جمهورية كانت او مملكة أو أمارة أو سلطنة نشترك في آفة الجهل وما يحدث في بلداننا نتيجة منطقية ومع الألم الشديد ان تخضع مكونات الشعب العراقي التي تمتلك من المشترك الأيجابي الشي الكثير لهذا العسف الرهيب الذي يطبقه عليه رجال الدين ومروجي البدع....
وهذا مُشترَك آخر , مُشترَك المعاناة , مُشترَك ان ندفع ضريبة البديل الديمقراطي والمجتمع المدني بهذه الطريقة البربرية , وهو بالتالي مُشترَك يهدد الأنسان ولابد من عمل جماعي لوقف هذا التداعي في سلوك وأخلاق الأنسان وهذا ما دفعني لكتابة هذا الموضوع ....

#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل