أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس الحسيني - حلبجة ازلية















المزيد.....

حلبجة ازلية


عباس الحسيني
شاعر ومترجم وكاتب معرفي

(Abbas Alhusainy)


الحوار المتمدن-العدد: 629 - 2003 / 10 / 22 - 04:27
المحور: الادب والفن
    


الألم

 

ولأنهم  كانوا يحاولون الوصول الى القمر ، عبر كنايات الفرح الكردي ، وخبايا مرور إيثاكا الخجل والمضرج بشبقية الحب ورداء الأدعية ، ولأنهم كانوا كما الفتية الذين أمنوا بربهم ، فـــزادهم هــــدى ، ولآن الزمن القومي ، وان صح منطق ما يقال ، زمن غاشم اي ومن لا يحمل هوية إنسانية متكاملة، ، فقد أحييّــت جمـــوع عالمية يوم حلبجة الاليـــــم والمرير ، وقدمته الى شعوبها في طبق من زخرف درامي ممّــجد  ومرعب ومزان ، واذا  تحققت النبؤة ، وسأل سائل عربي ، مشرقي كان ام مغربي ، وعلى وعي بدهاء ما يرتسم في جعبة الغرب ،  وما هو المقصود من زحف دوائــر الغرب تجاه هذا اليوم المأساوي ، فإن الجواب : هــو وعي الغرب وبالتعـويض السلبي ، للرمز العربي ، انما يريد ان  يقول لمواطنيه ، ومن يحملون  ثقافته ويتأثرون بتحاليله وتجلياته " ان الحدث الماثل امامكم ، يمثل واقعة وسابقة انسانية خطيرة ، تمثلت في إقدام رجل عربي !! ،  اسمه  صدام حسين ، نعم عربي وان قيل انه قليل الخالات في الدهناء ، وان منصبه رئيس لجمهورية عربية ، يربو عدد سكانها على الثلاثين مليون ، وان لهم اشقاء الى الجوار وان لهم تأريخ  تكتب به تعاريج  فلسفات الروح وبعث الحياة ، وان لهم نهران خالدان حالمان  ،  وانهم يقعون الى القرب من دائرة الله الكبيرة ...... وان الشخص الرئيس والمسؤول والقائد والو..... عن مجاميعه البشرية قد اقدم كما اسلفنا على مراشقة ومهاجمة انـــاس  عزل ، في قرية جبلية حالمة ، تلقت وبكل دهاء القتل والتدمير .... غازات ٍ، ظنوها سحائب حب بيضاء ..... وهواجس ثلوج للخير والرخاء ،  وخاتمة المطاف ، ان صداما ، المـــمجّـد بغازات الخردل والأعصاب ، وعماليق مدافع النمسا وصواريخ سكود و .... ، هو الأوحد والأمجد والأعز والأبقى والأمتن والأشرس  والأتم والأشم والأفضل و.... ممــن  انجب من من صنف الطغاة ومبتكري وسائل القتل والدمير الإنساني ، في العقود  الأخيرة من القرن العشرين ، نعم ايها المستمعون والمشاهدون والممتنعون ،  وان جنوده الأشاوس في القتل والجريمة واللا فضيلة ، استطاعوا وببراعة صناع الأسلحة الكيماوية ، ان يحيلوا  يوم تلك القرية الآمن ، الى خرائب دارسة الأطلال ، تلوح كباقي الوشم في اليدي ، كما يقول الأعشـــى ، وان الرجل مقدم على حرب كونية ، يريد بها انهاء الوجود البشري لعدم تناسب وانسجام خلايـــاه مع ما هــو سائد في الخلايا البشرية من وعي وحرية وروح إنبثاق ، وعلى نقيض مــا هو متأصل ورابض في الإرادة الحرة ، وانه بقدم يوم  ما ، سيقف على اعتاب حدود مواطننا  ، بعد ان حارب شعبه وقومه والأقرب الى قومه في القومية والدين والإنتماء ، وانه  ليثير غبار حقد مسموم وماض ، اينما سادت امنية بشرية بريئة  .

إنها ترجمة حرفية لم تخلوا من الشاعرية المطلوبة في ايامنا السوداء ،  لما قاله ويردده الغرب عنا ويرسله  الينا ، عبر صورة رجل اسمه  صدام حسين ، وان الأشــد حزنا ، وهو ما تنبــه اليه  احد فناني الدول الإسكندافية " من ان احد  من الأشقـــــــــــــــاء العرب ، ولابد من التشديد على لفظة ومضمون الأشقاء ، هنا ،  لم يقل او يعلق  شيئا عن حلـبـجة ، ولا عن سجناء الأرض في العراق ، ولا عن ضحايا الجوع المصنــع في العراق ، وان صداما ،  وهــــو يفتش عن طعام الناس في قدور الناس المرعوبة ،  يحثا عن بقايا  صوره الدموية ،  في منازل العراقيين ،  وهو مسدد بجيوش الحماية الشخصية ،  لم يطالب قطعات ومنشـــآت التصنيع من رجاله الأشـــاوس ، تقديم ابتكار صغير وغاية في الأهمـــية الإنسانية " ،  وهـــي  مولدة  من الكهرباء " لمـــرضــى مستشفيــات العراق المصاب ، بظلام الساعة ، وان صداما المقدام في عبور نهــر الديرة لمرات ومرات  ، وان شاخت تراجيع وجهه ، وتعابير  محياه المثخن  بدماء الضحايا ولحوم المعذبين ، لم يستطع ان يهدي فقيرا في الحياة ولا طالبا في الدراسة ،  ولا متفقهــا  في الدين ، ثوب عــــز  ورداء مواطنة ، ليشمخ بهما ،  بين مواطني الدول وشعوب بقية الأمم المعاصرة ، وان صداما الــماضي في مهاجمة الغرب على انهم رعاة البقــر ، لم يعلم ان رجال رعاة البقر يمتلكون من الحقوق ما يعـــطه دستوره الهزيل لمواطنيه ، وانهم لم يمثلوا بجثث اخوتهم ، وان جامعاتهم قبلة للشارد والوارد ، وان اسلحتهم لحماية تراثهم وتراث اجدادهم ، طال بهم الأمد ام قصر،  وان زبـّــالهم  كمحافظ مدينتهم ، ســواء بسـواء ، وان أدباءهم وفنانيهم ومفكريهم ، يسخرون من رؤسائهم ومسؤوليهم ، فـــيوبخونهم على الشاشات ، وليس كحال صبرنا 30 عاما على مشاهدة  ، شوارب أبطال قتل ووأد الحياة من اهل العوجة ، وان صداما الغابر في تجلياته الكونية ، ومنها تحرير بيت المقدس للتأثير في الصف الفلسطيني والمتاجرة بقضايا الأمـــة ، لحالته القومية والوجودية القلقة والمريضة معا ، انما يريد دخول التأريخ ، مغـيـبا عن مخيلته التعبة ،  انه كان قد  دخل التاريخ  فعلا ، ولكن على طريقة دخول المجرمين واصحاب المثل الداعرة والمتاجرين دون ذمة او رحمة ، بدماء الأبرياء ، وان تاريخه القريب الى مذابح صبرا وشاتيـــلا وجنين ، انما هو بداية لتأريخ  آخر ، لا يقل خطورة ووعوره ، عمن سبقه ، انه تأريخ العمل على افناء الأفراد ، شعوبا وتجمعات وانتماءات ، وعيا وتاريخا .

 وتخيلوا ، لــــــوان  فلسطينيـــا ، كان قد وقف بالأمس ، بين يدي صدام ليقول له : " أصلح الله الرئيس !!

 لقد ، جئت  للتــو من مدينة اسمها - جنين - ، وان لي اخوة فيها ، يقتــّـــلون هناك ،  ولكن سؤالى اليك يا سيادة الرئيس ، هــو عن ما حدث في حلبجة لأخوة لنا على هذه الأرض : " ولم اقدامك على قتل هؤلاء  الأبرياء  بين جبالهم الحالمة الآمنــة ؟؟؟؟؟

 

وســــأتـــرك لكم ولكل عربي الجـــواب .... وإن طـــال او  قــصــــر .... !!!!!!          



#عباس_الحسيني (هاشتاغ)       Abbas_Alhusainy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة الأميركية ويدمارك كيل
- الى عبد الرزاق عبد الواحد
- لم تخش حتفك
- فقر النــــاس وهوى الثــــورة
- بـراءة النص أم محاثات الجهات
- نجــــمُ العراق ِ على التـُــراب
- مسرح البـــانــتومايــم او المسرح الصامت
- ستيفن سبيلبيرغ ، في رائعته الدرامية : - إمسكني اذا استطعـت
- الهـــام المدفعـــي بين شجون الكيتار واسلهام التـــراث
- باول ملدون- جائزة البوليتزر في الشعر الإنسان في شعري : ثروة ...
- فاضـل العزاوي مغبـّة الوصول الى النهــر
- مالذي جــرى يـــا عبد الأمير جرس
- احنّ اليـــك
- انهم يقتلون قمـــر الثــوار
- سيناريو العقاب المؤجل
- الفاتحون محررون
- الى دجلة والشهداء مع التحية...
- يـَــأتي ، وقَـَــدْ تـَـوّجـَـتـْـهُ الجـِـهـاتْ
- لـــــك المجد
- الإستنماء تأريخ إكتشاف لذة


المزيد.....




- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان
- ترام الإسكندرية و-أوتوبيس- القاهرة..كيف يستكشف فنان الجمال ا ...
- تردد قناة بطوط كيدز Batoot Kids 2024 بجودة HD وتابع أجدد الأ ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان
- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس الحسيني - حلبجة ازلية