أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام خماط - الاستبداد الديني والاستبداد القومي















المزيد.....

الاستبداد الديني والاستبداد القومي


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 10:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن ملزمة بقطع نصف مسافة الأرض مع مئات الآلاف من الفوات المسلحة ، وفي مختلف الصنوف من اجل إن تحل مشاكل العراق وتغيير نظام الحكم وإرساء الديمقراطية . لاسيما إن الجميع يعرف إن أمريكا عدو الشعوب وأنها هي التي جاءت بالبعثتين إلى السلطة .وان تصريحات ( على صالح السعدي )في الأيام الأولى لانقلاب البعثتين الدموي على حكومة عبد الكريم قاسم عام 1963 حيث يقول السعدي (لقد دخلنا إلى القصر الجمهوري بقطار أمريكي ) وان هذا التصريح لم يعد خافيا على احد.
إذا إن صدام لم بكن يشكل تهديدا للأمريكان في أي شكل من الإشكال ، وقد سبق للرؤساء الأمريكان إن يتعاملوا معه وباستطاعتهم إن يستمروا بالتعامل معهم كذلك ، إلا إن لحظة اختيار الولايات المتحدة بان تأخذ على عاتقها تلك المسؤولية لأسباب نجهل أكثرها فقد تكون اقتصادية أو تكون استراتيجية أو غيرها فكل التحليلات التي طرحت حول الهدف الحقيقي من وراء إرسال تلك الفوات لازال غامضا .
فحين بدأ القتال أصبح لازما عليها ليس اتجاه الشعب العراقي وإنما اتجاه الرائ العام الأمريكي والعالمي ان تنهي الأمور على نحو مختلف ، وهو التزام لم يكن يقع على عاتقها قبل إرسال تلك الفوات، اذا من هنا نستنتج ان الولايات المتحدة واحتلالها للعراق لم يكن بسبب صدام وكيف لعب دوره الديماغوجي فحسب بل كان السبب الأهم من ذلك هو فشل الأخلاق العربية وبكل مكوناتها السياسية والثقافية كذلك ، فالسكوت عن جرائم صدام التي يندى لها جبين الإنسانية كانت من الأسباب المهمة التي شجعت الولايات المتحدة على اتخاذ قرار الحرب وبمباركة من المجتمع الدولي حسب اعتقادي الشخصي، وكان للتسهيلات التي قدمتها الدول العربية للفوات الأمريكية تأثيرها المباشر أيضا .
ان المرض الفكري العربي الذي بلغ الى حد كبير عند الكثير من المثقفين العرب حيال إعمال الأجرام التي مارسها صدام وأعوانه والتي نفذت جميعها باسم العروبة والقومية تبنع من سنوات عديدة من انحطاط الفكر القومي الشوفيني الذي رأى في هذا الرجل الشرير كمنقذ او مخلص من دسائس ومخاطر الإمبريالية الغربية ، فقد حول هؤلاء القوميون التاريخ الى حالة ذهنية وسياسية فاسدة بشكل واضح جدا لانها تتعارض مع الوضع العربي الحقيقي فالمثقفون العرب يعرفون ان صدام ليس رجل دولة ولا رجل سياسة كذلك وان الاعمال والسياسات الخاظئة والحروب الفاشلة والهزائم التي لحقت بالعراق وسنوات الحصار والمجاعة ونقص الادوية والخدمات الصحية ....الخ التي حلت بالعراق بسبب عقليته المريضة ونقصه المركب وتخلفه المطلق تعتبر خللا كبيرا الا انهم (أي المثقفون العرب ) قرروا عدم الوقوف بوجهه لاسيما امام الجمور الغربي وهذا مادفع بالكاتب ادوارد سعيد وهو استاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا الى انتقاد كل طرح يحاول ايضاح حقيقة صدام ونظامه الدموي واعتبر ان كل رأي ينصب في هذا الجانب هو عبارة عن مشروع يهدف الى إعطاء دفع للنظرية القائلة( ان النزاعات والعنف في الشرق الأوسط تعود بتعبير نسبي إلى أسباب وراثية تمتد الى ما قبل التاريخ وهي مطبوعة في جينات اولئك العرب) وبهذا أصبح المثقف مساهما في تأصيل المشكلة بدلا من حلها، والادهى من هذا ان بعض المثقفين قدموا دعما سياسيا للنظام المقبور طيلة فترة حكمه رغم كل الويلات التي مر بها الشعب العراقي ، فبالوقت الذي كان هؤلاء المثقفين يقفون الى جانب النظام من خلال المهرجانات الشعرية والفنية في بابل والمربد كانت الجرافات تقوم بإزالة المئات من القرى الكردية بعمليات مشابهة لتلك التي تقوم بها الصهيونية في فلسطين من تجريف واعتقال وقتل المدنيين من الاكراد ، وكان النظام يطارد كل الرافضين له ولسياساته سواء في الجنوب او الوسط بل وفي كل قرية او مدينة على امتداد خارطة العراق.

الاستبداد الديني:
لقد كان الفكر القومي او القومية في عصر النهضة ( القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي) سببا لرقي شعوب كبرى كفرنسا وإنكلترا وألمانيا وكانت القومية سببا مباشرا لزوال سلطة الكنيسة ونظامها الكاثوليكي الحاكم الذي كان يمثل الاستبداد الديني بكل ما للكلمة من معنى، السبب في ذلك يرجع الى ان الكنيسة الكاثوليكية كانت عالمية ولم تكن تقيم أي وزنا يذكر للقومية ، فالعالم كله كان يخضع لحكم البابا الذي ينتخبه مجمع الكرادلة وكانت اللغة المستخدمة عالميا هي اللغة اللاتينية فليس من حق احد ان يفسر القضايا الدينية بلغته(أي اللغة ألام) ولا حتى القضايا العلمية والسبب حسب اعتقادهم ان اللغة اللاتينية هي لغة الله ولغة الإنجيل ، وهذه كذبة كبرى لايمكن ان تنطلي على احد لان عيسى كان يتكلم العبرية والإنجيل قد كتب بالعبرية كذلك وليس اللاتينية ولكن الاسباب الحقيقية وراء ذلك هو ان البابا كان عبارة عن نسخة طبق الاصل من القيصر وصورة للبيئة السياسية للنظام القيصري في روما القديمة، كان القيصر يتوج كإمبراطور على العالم وكان هدفه الوحيد من شعوب العالم ولغاته وثقافاته وأديانه ان تنصهر في مجد الإمبراطورية الرومانية واللغة اللاتينية ، الا ان الشعوب والمثقفين بشكل خاص يريدون ان يتحرروا من هذه السيطرة من خلال نيل استقلالهم ، لذلك نشأة عندهم النزعة القومية واضمحلت النزعة الدينية ، اتجهوا الى القومية حتى تحل لغة الام محل لغة الكنيسة واخذوا ينادون بالنظام الديمقراطي بدلا من نظام البابا ، من هنا ولجملة هذه الأسباب اتجهت الشعوب الأوربية الى لمدراس اللادينية لأنها تدعو الى الحرية والعدل والعلم، ولان الكنيسة والبابا لا يسمحان بوجود هذه الحرية وهذا العلم الذي قيداه باسم الدين .
الاستبداد القومي:
لكن الفكر القومي او فكرة القومية أصبحت فكرة خاطئة في القرن التاسع عشر والسبب في ذلك لانها نشأت في واقع تاريخي مشحون بالحقد والانتقام والتسلط فكانت الدول الأوربية تتقاتل من اجل النفوذ الاقتصادي ، فتركزت قومياتها استنادا لمقومات استعلائية وتفوقية مستوحاة من الفلسفة الاستعلائية للأجناس والعروق البشرية ، هذه الفلسفة التي وجدت في القرن التاسع عشر والتي ركز قواعدها الفيلسوف الالماني ( نيتشه) والتي استخرجها عن طريق تفسيره لمبدأ الصراع البيولوجي الدار ويني ليؤسس منها فلسفته العنصرية الاستعلائية في ( ان الحق هو القوة ، والقوة هي الحق) وعلى أساس هذه الفلسفة بنت اوربا في القران التاسع عشر قوميتها ، وعلى هذا الاساس كذلك كانت النتيجة قوميات تعصبية وعنصرية ليس فيها من الروح الإنسانية وإمكانيات التعايش السلمي أي شئ.
فكانت الروح الدعائية تذكي الحقد بين الشعوب توصلا الى الغاية المنشودة وهي حل المشاكل الدولية بواسطة القوة والحروب ، فعن طريق فلسفة نيتشا العرقية والتفوقية دخل في عقول البريطانيين شعور الوهم (بالأثرة) حسب تعبير ارنولد توينبي احد فلاسفة التاريخ الحديث، كما دخل في عقول الألمان وهم الشعور بالتفوق العرقي والآري ، وعن طريق هذه الفلسفة ادعت القوميات الأوربية حق السيادة على قوميات الشعوب المستضعفة في العالم الثالث وهذا يعني ان فكرة الإمبريالية انبثقت من هذه الفلسفة.
كان الهدف من وراء الحروب بين القوميات هو اقتصادي من اجل السيطرة والنفوذ بل وتعدى مفعولة الى الحروب بين القوميات داخل الشعب الواحد ، من هنا انطلقت موجة التنكر للفكرة القومية باعتبارها فكرة لاتتلائم نع القيم الانسانية في المحبة والعدالة والمساواة ولهذا أصبحت الصلة بين القومية والإنسانية رهن بمفهوم هذه الفكرة ، فقد تنقطع الصلة بين القومية والإنسانية اذا كانت ذات طابع استعلائي او عرقي اما اذا كانت القومية بمفهوما الاجتماعي والتقدمي الذي لايقر بالاستعباد واستعمار الشعوب اذا كانت القومية بهذا المفهوم المشرف فعندئذ لأتكون القومية غير متنافية مع الإنسانية فحسب بل تكون من اهم مقوماتها .
ان من يدرس التاريخ الأوربي في القرون الأخيرة يستنتج ان كل الادعاءات عن القيم الإنسانية والمعتقدات السماوية والحرية والعدالة والمساواة ماهي الا عبارة عن دعايات للتمويه عن نيات استعمارية كما يفعل الأمريكان اليوم من احتلالهم للعراق وإخضاع الشعوب بالقوة المسلحة ولكن باسم الديمقراطية كما فعلت فرنسا سابقا المجازر البشرية باسم الاشتراكية عندما ابادت الملايين من الشعب الجزائري وكما فعل الحزب الاشتراكي البريطاني عندما اقدمت بريطانيا على العدوان على مصر من هنا نستطيع القول ان القومية لايمكن ان تكون انسانية الا في نظام سياسي واجتماعي واشتراكي تتفاعل فيه مختلف القوميات على اسس سليمة وبناءة لصالح البشرية جمعاء.



#سلام_خماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيم الغالبي الانسان ونموذج الشاعر المبدع
- الإنسان غاية الخلق
- المسؤولية الشخصية اساس المساواة بين الرجل والمرأة
- الفكر التكفيري أقبح أنواع العجز الفكري في العصر الحديث
- المسؤوليه الشخصيه أساس التساوي بين الرجل والمرأه
- الصيغه الامثل لقانون النفط والغاز
- بين ظاهرة العنف ومفهوم الارهاب
- العرفان والصوفيه في الديانات القديمه
- اراء غير مقدسه
- القاده السياسيين ومسؤولية مستقبل العراق
- عندما يكون الاعلام مسخرا للتغطيه على الجريمه
- النظام الاجتماعي بين مفهوم الاسلام والنظريات الماديه
- العنف بين مسوولية انظمة الاستبداد والقوى العظمى
- الشاعر وروح القدس
- من اجل وطن خال من الخوف والتسلط
- الفقراء بين الارهاب والتفاوت الطبقي
- كرامة الانسان وحقه المقدس في الحياة
- الاسباب الحقيقيه وراء الاحتقان الطائفي في العراق
- العولمه الخدعه الامريكيه الكبرى
- الاحتلال ومسؤولية القوى الوطنية


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام خماط - الاستبداد الديني والاستبداد القومي