أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - حيدوا المساجد..!!














المزيد.....

حيدوا المساجد..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 10:18
المحور: كتابات ساخرة
    


الزمان : أيام الفصائل
المكان : حارة منسية وهادئة على هامش مدينة خان يونس الممزقة
المتن: مسجد على بن أبي طالب ..مسجد صغير نشأ وترعرع بأيدي الخيرين من أهل الحارة والحارات المجاورة، سهل على الكثيرين من كبار السن كسب أجر صلاة الجماعة فأراحهم من صعود التل والهرولة خمس مرات الى أقرب مسجد يبعد مسافة ربع ساعة مشيا.
احتفلنا بالمسجد كما الابن البكر بعد رجاء سنين طويلة ، وجلسنا نحن كبار الحارة في أول ليلة بقلوب مفتوحة ورغم أن منا الحمساوي والفتحاوي والجهادي و..و.. إلا اننا تعاهدنا على ميثاق شرف سهل وبسيط وهو أن يكون المسجد وطنا صغيرا للجميع يسجدون فيه لله بعيدا عن صراع الألوان والرايات..!!
وألا نسمح لكائن من كان أن يفرض على المسجد وصايته وسيفه ولو حدث.. فقد اتفقنا على أن نقاوم بكل ضراوة احتلال وطن صغير بنيناه بأيدينا..!!
الحمد لله ..وبعد مرور سبعة شهور على ولادة المولود فان الفحوصات المخبرية أثبتت خلو شرايين مسجدنا البريء من فيروسات أنفلونزا الفصائل ، فالمسجد على صغر مساحته يكتظ بالأحبة الذين "يتروحون " كل ليلة في شهر رمضان الكريم ويتبادلون التحايا والمودة ويغادرون في رعاية الله بصمت وأمل ،وكل الخطباء الذين يتوالون علينا لحسن الطالع عفيفو اللسان يتقون الله فيما يقولون لا يسارعون الى فتاوى منفرة بغيضة تحرض النفوس وتدير الرؤوس بل يحببون ويقربون بين الأخ وأخيه فلا دعوة للنفير ولا نية مبيتة في صلاة العراء ..!!

هذه الحقيقة أذكرها وأتمنى أن يرعاها الله ويجنبها مرض أهل السوء في الوقت الذي نسمع فيه بكل أسف عن حرب ضروس للسيطرة على المساجد ورفع رايات بعينها عليها..!!
فما جرى في "مسجد عسقلان " هو حالة مخبرية واضحة تنم عن اكتشاف فيروس غريب وقاتل لأنفلونزا الفصائل بدأ يغزو مساجدنا وسيقضي على البقية الباقية لا سمح الله من صورتنا الدينية والوطنية المعوجة وسيتحول بالتأكيد الى وباء جنون البشر الذي قد لايبقي ولا يذر..!!

لقد قلنا وفي أكثر من مناسبة إن المساجد لله ويجب إن تكون بعيدة عن التجاذبات السياسية والاستقطابات محافظة علي دورها الريادي في العبادة والتنوير دون إن تكون سلاحا في يد زيد يحارب فيه أخيه عبيد فكلنا عبيد الله جل وعلا ولاحق لأحد إن يزايد بصلاته وتقواه على الآخرين فكل نفس بما كسبت رهينة..!!

إن من يظن أن من السهل كسب معركة سياسية ما بتوظيف المساجد كسلاح مؤثر وفعال في بيئة مسلمة لا يرى أبعد من موطئ قدميه لأن هذا السلاح قد يرتد الى نحره إن أدرك الناس ا نهم والمساجد كانوا وقودا رخيصا في أتون حرب أنانية ومصالح حزبية فاقعة..!!
وهذا الأمر لم يعد بعيدا عن إدراك جزء كبير من العامة بعد ما جرى في أشهر الصيف ..!!

نعم ..
نحن الآن في أمس الحاجة الى إن تقوم المساجد جميعها اليوم قبل الغد بمسئولياتها الدينية والوطنية وتستعيد دورها الحقيقي المقاوم..!! الضائع والمبعثر على أكتاف الفصائل والميليشيات منذ زمن بعيد ،وتبادر في هذا الشهر الفضيل الى غسل النفوس من صدأ الشرذمة والدعوة الى التحابب والتقارب بين الأخوة والأهل وتوحيد الطاقات في مواجهة عدو لا يفرق ولا يرحم ولا ينتظر..!!

علينا أن نعترف ولو بيننا وبين أنفسنا كبداية أن الحسم وخطاب الهراوة قد أفقدنا الكثير من الكرامة والثقة واحترام الآخرين وبالتالي يتوجب علينا التفكير بجدية في الرجوع عما فعلنا واقترفنا من أخطاء وخطايا سواء في غزة أوفي رام الله فالرجوع الى الحق فضيلة ورغم صعوبة الخطوة الأولى في اجتياز السور العالي من التراكمات السلبية بين الإخوة إلا أنها واجبة وملحة للخروج من مستنفع الكراهية والحقد الطارئين..!!

نعم إني أدعو صراحة الى تحييد المساجد والنأي بها عن صراعاتنا الفئوية التافهة كخطوة أولى نحو عودة الروح الفلسطينية الغائبة..!!
والأمر على وضوحه وبساطته ليس بحاجة للغمز واللمز ولي الحقائق من المتضررين والمزايدين والنافخين في الكور..!!

أسألك اللهم في هذا الشهر الكريم ألا يأتي العيد علينا إلا وقد تجلت قدرتك في التأليف بين قلوب الإخوة المتناحرين وتصفية نفوس المكلومين..!!
اللهم آمين..!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللهم اني صائم..!!
- عذرا..سأصلي في بيتي..!!
- حقد..على الطريق..!!
- ربنا يستر..!!
- قف..ممنوع الاقتراب أو التصوير..!!
- من غير زعل..!!
- الا..عبد الناصر..!!
- القيامة قامت
- الجزيرة..يمينا در..!!
- نحن وثقافة القتل..!!
- أنا وعباس وهنية..!!
- نقاط دم ..على ذاكرة ساخطة
- !!هنا ..غزستان
- اعلان براءة
- سقعان في حزيران..!!
- فلسكو..!!
- فوضى الفتاوى الخلاقة..!!
- أبو العبد وفتحية..!!
- سياحة قصيرة في قناة الجزيرة
- امبراطورية -عين-..!!


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - حيدوا المساجد..!!