العراق يخسر البطل أبو ريشة

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 06:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

الشعور بالصدمة هو الاحساس الذي رافقني طوال الوقت الذي كنت فيه أشاهد خبر استشهاد الشيخ عبد الستار أبو ريشة ، إذ أن صورة البطل التي رسمتها للشيخ الذي تمكن من طرد القتلة والمجرمين وتطهير محافظة الانبار من رجس القاعدة وأذنابها ومواليها جعلتني أستبعد بشكل مطلق أن تنكسر .
تحول شعور الصدمة الى ذهول يرافقه حالة حزن وكأنني فقدت فردا من أفراد عائلتي وأنا على يقين أن هذا الشعور قد عم نفوس أبناء العراق من الذين يعتقدون بحب العراق دون تمييز طائفي أو عرقي ، إذ كان الشهيد البطل نموذجا حقيقيا للمواطن الغيور على بلده .
قاد الشيخ أبو ريشة حملة لتطهير محافظة الأنبار من التكفيريين التي فشلت القوات الأمريكية القضاء عليها بالرغم من عدم وجود دعم حقيقي له ، لاسيما في بداية الأمر، بل عد بعضهم أن الشيخ ومَن ناصره قد دخلوا معركة خاسرة نظرا للنفوذ الكبير الذي كان تنظيم القاعدة يتمتع في مدن هذه المحافظة ، لكن الشيخ ومجلس صحوة الأنبار تمكنوا من دحر المرتزقة من فلول القاعدة وتطهير جميع مدن الأنبار .
حينما شكل العراقي الشيخ عبد الستار أبو ريشة مجلس صحوة الأنبار وقفت ضده التيارات الطائفية مثل هيئة علماء حارث الضاري من خلال حملات شنتها لتشويه سمعة رجالات هذا المجلس ، إذ نعتتهم باللصوص وقطاع طرق ، تارة ، وتارة أخرى اتهامهم بالعمالة الى أمريكا ، لكن الرجل الشجاع وضع كل ذلك خلف ظهره وبدأ المعركة الشرسة ، ليس من أجل أهله في مدن الأنبار حسب ، بل من أجل أهله بالعراق كله ، ونجح في دحر فلول القاعدة ونبذ التطرف .
يبدو أن وعدا قد كتب على عراقنا لتوديع المزيد من الشهداء ، لكن السؤال هو :
هل نستطيع المحافظة على ما تبقى من المخلصين العراقيين في ظل الصراع الدائر على الكراسي ؟.
لم ، ولن تنكسر صورة البطل الشهيد عبد الستار أبو ريشة ، بل ستبقى عالقة ، ليس في ذاكرتي حسب ، بل في ذاكرة التاريخ العراقي جنبا الى جنب مع أسماء الشهداء الكبار الذين ضحوا بحياتهم من أجل العراق وأهله .
تعزيتنا لعائلة الشهيد البطل عبد الستار أبو ريشة ولمجلس انقاذ الأنبار ولجميع العراقيين تتجسد في قول الشاعر أفضل فاضل :
و أوجز َ قَدَرهُ عمر قصير
له من ذكره عمر طويل

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات