التعادل مع استراليا

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2017 - 2007 / 8 / 24 - 04:51
المحور: عالم الرياضة
    

لم يكن التعادل الذي خرج به منتخبنا الأولمبي أمام نظيره الاسترالي مخيبا للآمال ، كما يعتقد بعضنا ، إذ أن نتيجة هذه المباراة بالرغم من كونها قد جرت على أرضنا ( ملعب الريان القطري ) تعد نتيجة ايجابية كونها قد جاءت مع المنتخب الذي يعد المنافس الحقيقي لمنتخبنا لنيل البطاقة الوحيدة لمجموعتنا التي تضم الأولمبي الكوري الشمالي والأولمبي اللبناني .
لم تكن النتيجة مخيبة ، لكن المستوى الفني الذي ظهر عليه منتخبنا هو القضية المخيبة في هذه المباراة ، إذ أنه لم يظهر بالمستوى الفني الذي شاهدناه في مبارياته السابقة سواء في التصفيات الأولى ، أو في بطولة أسياد الدوحة فقد غابت عنه العديد من الميزات المهمة التي أهلته الى الدور الثاني في هذه التصفيات وأيضا حصوله على المركز الثاني في أسياد الدوحة بعد فوزه على منتخبات أفضل بكثير من المنتخب الاسترالي .
حينما نتحدث هنا عن ضعف المستوى الفني في هذه المباراة لابد لنا من الاشارة الى الأخطاء التي حصلت أثناء المباراة وأهمها الفردية السلبية التي ظهر عليها أكثر من لاعب من لاعبي منتخبنا ، تلك الفردية التي دمرت الخطة التي دخل بها مدرب المنتخب للمباراة .
لم يكن خط الوسط هو الخط الفعال ، كما اعتدنا عليه في المباريات السابقة ، إذ لم يقدم لاعبوه أي اسناد حقيقي لخط الهجوم ، بل وفي أحيان عديدة لاحظنا أن ضعفا واضحا في اسنادهم لخط الدفاع ، لاسيما من جهة اليمين ، لكن الحال تغير بعض الشيء في الشوط الثاني حينما استدرك يحيى علوان ذلك بالتبديلات التي أجراها وخاصة بعد اشراكه اللاعب سامر سعيد .
أيضا لابد لنا من الاشارة الى غياب الروح القتالية التي شاهدناها في مباريات سابقة لهذا المنتخب ، تلك الروحية التي ساهمت كثيرا في تحقيقه الفوز في أكثر من مباراة .
نعتقد ان تعادل منتخبنا مع نظيره الاسترالي في مباراة الذهاب ( أرضنا ) لا تعد مخيبة لأن مباراة الاياب التي ستقام في استراليا لا تشبه أية مباريات اياب أخرى فهناك حقيقة ربما تكون خافية على العديد وهي أن استراليا لا تنتفع من خاصية اللعب على أرضها وذلك لعدم وجود مساندة جماهيرية للعبة كرة القدم في استراليا نظرا لاهتمام الجمهور الاسترالي بلعبة ( الفوتي ) التي تعد اللعبة الجماهيرية الأولى في استراليا ، بل أن المفارقة هي أن المساندة الجماهيرية في مباريات استراليا على أرضها تكون ضدها نظرا لوجود جاليات مختلفة وكبيرة وهذا ما حصل في مباريات عديدة خاضتها استراليا على أرضها مثل مباراة استراليا مع اليونان الودية قبل نهائيات بطولة كأس العالم الأخيرة ، والمباراة الودية التي خاضتها استراليا مع العراق في سيدني ، ومباراة ايران واستراليا ضمن التصفيات الأولى المؤهلة الى أولمبياد بكين وغيرها من المباريات ، ومن المؤكد أن هذا ما سيحصل في مباراة منتخبنا الأولمبي مع المنتخب الاسترالي ( الاياب ) نظرا لوجود جالية عراقية كبيرة في استراليا مستعدة ومتلهفة جدا لمساندة المنتخبات العراقية .
نحن لا نعتقد أن المستوى الذي ظهر عليه منتخبنا الأولمبي هو المستوى الحقيقي له وربما أن الأسباب التي ذكرناها وأسباب أخرى قد ساهمت في ظهوره بهذا المستوى وأملنا كبير بكادرنا التدريبي المقتدر الذي يقوده المدرب يحيى علوان للوقوف على الأخطاء التي حصلت ومعالجتها لنيل بطاقة التأهل الى بكين .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات