أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد البغدادي - صور الاشياء... السجين 930















المزيد.....


صور الاشياء... السجين 930


سعد البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 05:00
المحور: الادب والفن
    


1....
بعد وفاةِ ابو عبدالله الشمري جاء الضابطٌ لِيشرف على نقل جثةِ المتوفيِ
. واستغربَ حينما راني في الزنزانةِ .
- من الذي جاء بكْ الى هنا؟ سالني مستغرباً
لم احر جواباً تلعثمتٌ حاولتٌ ان اشرحَ له اني....
-صرخْ بي منذ متى انت هنا
وقبل ان اجيب َضربَني ٌمرافقه بسوطٍ على ظهري
اجبْ الضابط بسرعة ؛
لم اشعْر الاوضرباتٌ الجنودَ تاتيني من كل اتجاه ِ كانوا سبعةً ركلني احدهم على مثانتي تالمت كثيرا حاولت ان اضع يداي على مثانتي انحنيت الى اسفل كانت الضربات شديدة
امرهم الضابط بالتوقف لم اعد اقوى على الوقوف شعرت بشئ حار من انفي
تلطخت ملابسي به اخذ النزيف يتدفق بسرعة حاولت ان اتحسس الدم لاشعر الضابط باني غير قادر على الجواب خرج بعد ان غمز لهم بان يحضروني الى غرفته
................2
لم تكن مدرستي الابتدائية تبعد كثيرا عن مسجد المنطقة فبعد نهاية الدوام نذهب انا واصدقائي الى المسجد لنشرب من البراد الموضوع في باحة المسجد, بجوار شجرة النبق حارس المسجد اصبح صديقنا ,
-الم اقل لكم لاتترددوا كثيرا الى هنا
-لم نفعل شيا ,نحن عطاشى ولايوجد ماء في المدرسة
-اعرف ولكن المسجد
-ماذا به المسجد ( قلنا له)
-لاشئ لكن لا تترددون كثيرا ,انا رجل ضعيف وليس لي وقت للمشاكل
كل يوم ناتي الى المسجد والحارس كل يوم يعيد علينا كلامه سالت والدي عن كلام الشيخ قال لي انه يريدك ان لاتذهب الى المسجد لان الطنطل يرقد فيه ويخاف عليكم .
فاجئتها بسؤالي

- ست الطنطل ليش ينام بالجامع
طلبت مني ان الزم الصمت والا اوقفتني وراء الحائط عقابا لي
رايت وجوههم تلتفت الي اثار كلامي لغطا في الصف
(الطنطل ينام بالجامع )من اين عرفت ذلك
- لقد سالت والدي وقال لاتذهب للجامع
هل سالته كيف شكل الطنطل ؟
حاولت ان اضيف اشياء لم يقلها والدي شعرت بان اصدقائي مهتمين جدا بالطنطل ذهبنا الى الجامع وقبل ان نشرب الماء قلنا للحارس عرفنا الان لماذا لاتريدنا ان ناتي للجامع
-وماذا عرفتم
-قلنا بصوت عالي الطنطل
ضحك الحارس وطلب منا الانصراف
...............3

لااعرف ماهي تهمتي فقد مضى على توقيفي يومين فقط ولم يرسل احد في طلبي.
سالني عن اسمي واللقب

-اتعرف هذا الذي مات
-لا.
-ماذا قال لك
-لاشيء.
طلب من جنوده تحضير الفلقة . اخرج احد الجنود خشبة غليضة مربوط على جانبيها احبال وضع قدمي في الحبال كانت يداي موثوقتان الى الخلف رفع اثنان من الحرس الفلقة بعد ان طرحني ارضا ربط قدماي على الخشبة بحبال غليظة تقابل على رفعها من كل طرف احد الجنود وبدا جندي يضرب باطن قدمي بانبوب بلاستيكي , تصورت اني ساتحمل هذه الضربات , لم يمر وقت طويل حتى بدات اشعر بان الضربات تصل الى راسي, حاولت ان اتجنب هذه الضربات بالصراخ تارة او ازحف من مكاني تارة اخرى كل هذه المحاولات كانت فاشلة , بعد نصف ساعة من الضرب المستمر طلب مني احد الحراس بعد ان فك وثاق قدمي ان اهرول واقفز في مكاني عرفت انهم يريدون تحريك الدم في اقدامي حتى لاتتعود اقدامي على الضرب
مرة اخرى ربط قدمي في الفلقة واخذ جندي ا خر يضرب باطن قدمي كانت ضرباته اقوى من ذلك الجندي , ارتفع صوتي با لصراخ لكن هذه المرة ارتفعت شدة الر كلات التي باتت تاتيني من كل مكان وعلى كل مكان من جسمي اتركوه سمعت الضابط

- ماذا قال لك
-لاشيء ,لم يقل لي اي شيء (اقسمت له والله العظيم)
-ما اسمه.
-لم اساله عن اسمه ولم يسالني عن اسمي .
- سالني هل تعرف من اي جنسية هو قلت
- لا
-انت لاتريد ان نتساهل معك ,
حلفت له باغلظ الايمان اني لااعرف الشخص ولم اراه ولم يحدثني بشيء

-يعني انت لم تعرفه من اين
- الم يقل لك انه....
-لا لم اتحدث معه
حسنا سوف تخرج من هنا لكن اذا سمعت انك قلت ان الشخص المتوفى هو........... سوف الحقك معه
كم كرهتك يا ابا عبدالله الشمري هل كان علي ان اتحمل كل هذا الضرب والتعذيب من اجل ان انكر معرفتي بك , هل كان قدرك الاسود ان تاتي الى العراق وهل هو قدري ان اتعرف عليك هنا في السجن اية مفارقة هذه, لم يكن ابو عبدالله الشمري سوى تاجر صغير كان في العراق في سفرة عمل قبل ان يدخل الجيش الى الكويت الا انه لم يستطيع العودة الى بلده وفي احد الايام القت القوات الامنية القبض عليه من فندق النخيل في (ابو نواس) كل ماعرفته عن الحاج ابو عبد الله الشمري انه مريض بمرض السكري وان له زو جة وثلاث بنات وولد واحد اسمه عبدالله
هذا كل ماعرفته من هذا السجين الذي تعرضت للتعذيب من اجله
. بعد خمسة عشر يوما ارسل في طلبي المقدم عدنان
كان هذا اسم الضابط الذي يحقق معي ,سالني هل تتذكر السجين الذي كان معك
(قلت له
لااعرف اي سجين )
ضحك بصوت عالي
سألني اتعرف الطنطل
فأجأته نعم اعرفه

.............

اثار مقتل ستار وزوجته ناهدة ضجة كبيرة في المنطقة فالجميع يعرف ان ستار شاب مثقف وهو موظف صغير في وزارة الثقافة والاعلام وزوجته ناهدة مدرسة في احد المدارس ليس لهم اطفال ربما لانهم متزوجين حديثا ,والدتي قالت ان ابو طبر قتل ستار وناهد ةلما سالتها لماذا يفعل ابو طبر ذلك اومئت براسها وبانت الحيرة عليها
قررنا انا واصدقائي الذهاب الى بيت ستار لنشاهد الطبر
اكيد ابو طبر الان ترك الطبر في البيت ؟
قلت لهم اذا وجدت الطبر ساحتفظ به ؟
- لماذا يقتلون ست ناهدة
وقبل ان يهبط الظلام رايت ابي مهرولا نحوي
صرخ بي لماذا انت في الشارع اذهب الى البيت وتاكد من القفل جيدا ولاتفتح الباب لاحد تركته يذهب الى المقهى وذهبت الى بيت ستار لم يكن بعيدا عنا حاولنا ان ندخل الزقاق لكنه كان مخيفا بدا الزقاق خاليا من اي حركة الابواب مغلقة والشبابيك موصدة جيدا طول الزقاق ستة عشر بيت وعرضه متر يقابله ستة عشر بيت اخر, لاول مرة اشعر ان هذا الزقاق طويل جدا حاولت ان اسيطر على نفسي لكني وجدتهم يهربون بسرعة ركضت نحوهم ,انتظروني
-اسرع راح يجيلك ابو طبر
وبسرعة وصلت الى بيتنا قفلت الباب خلفي جيدا تاكدت من المفتاح
جلبت قطعة من الحديد ركنتها وراء الباب تاكدت من الشبابيك
لم تفهم امي ماذا افعل لكنها كانت تساعدني ,سالتها لماذا قتل ابو طبر ستار وست ناهدة .
طلبت مني السكوت والنوم في الغرفة ونصحتني بعدم الصعود الى السطح
لان (الملعون ابو طبر يقتل حتى الصغار )
ولما قلت لها ان ست ناهدة كانت طيبة
احتضنتني وبكت
غفوت في حضنها وانا اسمع جزء من القصة لم اكن اقوى على النهوض وهي تروي لي عن الجني والطنطل صرخت بقوة ,حاولت امي ان تسيطر علي قرات التعويذة وسمت باسم الرحمن جلبت لي الماء
سمعتها تبكي وتلعن ابو طبر والطنطل والجني
نام يمه هذا حجي مايفيدك ومابيه بس وجع الراس
....................5
في اليوم التالي تم ارسالي الى الامن العامة الكائنة في منطقة البلديات طلب مني المقدم ان لاابوح بشئ مما رايت في التحقيق وطلب مني التوقيع على ورقة الاعدام لو نطقت بشئ مما شاهدته. في الامن العامة الامر مختلف جدا
فالنظام والترتيب ممر طويل على جانبيه زنازين صغيرة
تسلمت رقمي من الان فصاعدا احفظ رقمك وانسى اسمك
-صار
-كم رقمك
930-
-جيد
اذهب الى هذه الزنزانة, كانت غرفة حمرا ء طولها مترونصف وعرضها متر فيها سرير وبطانية ومرافق جانبية ومغاسل لم تتعود عيني على اللون الاحمر , ذهبت الى المغاسل شاهدت بولي احمر فتحت صنبور الماء كان لونه احمر شيئا فشيئا تحولت الاشياء كلها الى اللون الاحمر
ابو محمد قزانجي السجن يعمل موظف في الدائرة الامنية وظيفته تقديم الطعام لنا في الصباح يجلب لنا قدح صغير من الشوربة وفي الظهيرة ياتي لنا بنفس القدح وفي العشاء ياتي لنا برغفين خبز وقدح شاي
هذا كل مانستطعمه في الامن العامة
نحاول ان نستعطف ابو محمد من اجل قطعة رغيف اخرى لكنه يرفض ويصفنا بالجرابيع
-وين الجربوع 930
-عيني ابو محمد
-ناولني قدحك ولاتحجي زايد
-الشوربة قليلة اليوم ابو محمد
-اسكت جربوع
ويتركنا ليذهب الى الزنزانة التي بجانبي لاسمع نفس الكلام ازقة الزنازين في الامن العامة كبيرة جدا عرفت ذلك من خلال حديثي مع ابو محمد
- ليش الشوربة باردةابو محمد
- يابه الطريق بعيد اطلع الساعة ثمانية الصبح واصل اليك الساعة بالعشرة ونص تصورت ان يمضي ابو محمد في هذه الازقة لمدة ساعتين ونصف عرفت ان عدد الزنازين كبيرة
...................
راح الشباب الما تهنه ولا لامست ايده الحنه
ياهل الطرف خبروني عنه منهو السمع اخبار عنه
كنت هذه اخر ماتبقى من ترنيمات الشهيد محمد جاسم
وحينما قرء طالب السامرائي هذا المقطع غصت المنطقة او من تجمعوا في مجلس عزاء الشهيد بالبكاء بكيت مثلهم فمحمد صديق طفولتي ذهبنا معا الى المدرسة ومنها كنا نذهب او نهرب الى المسجد لنرى الطنطل وفي مرحلة المتوسطة استغرق الشهيد في هوايته التي يحبها كثيرا حتى انه ترك المدرسة من اجلها كان محمد مولعا بالطيور بشكل ملفت للنظر فقبل شروق الشمس نجده يتسلق السطح ننهض على صوته وصفيره
وحينما تعاتبه امي يقول لها
-اني مطيرجي شتريدن
تصب امي لعنتها على
-اكو واحد يصادق مطيرجي
لكنها في المساء تنادي على ام محمد وتطلب منه ان ياتي الى دار نا لتناول العشاء معي ,هل حقا رحل محمد
قال المامور انه استشهد في معركة( نهر جاسم) كان بطلا
لم افهم معنى ان يكون الشهيد بطلا
راح الشباب الماتهنه ولا لامست ايده الحنه
من اخبر هذا المقرء ان محمد لم يتزوج وان الحنه لم تلامس يده وانه كان سيتزوج
نظرت اليهم كان منظر الدموع وهي تجري على خدودهم مؤلم جدا
بكيت بحرقة حاولت ان اذهب لكن الى اين لااعرف كان كل شئ في المنطقة يوحي بالكابة ,مررت بالقرب من المدرسة صرت قريبا من المسجد ,كنت اشم رائحة محمد واسمع صوته مرة قال لي ونحن في هذا الدرب ان الاشياء تسير بشكلها المقلوب قلت له كيف
انظر الى المسجد بقرب المدرسة لماذا ترى نهرب يوميا لناتي الى المسجد
قلت لنشرب ماء
رفض الفكرة
لا لان الامور تسير بالعكس وبالمقلوب المفروض نشرب الماء من المدرسة لا من الجامع
وبدء يشرح لي علاقة المسيربالجامع واشياء اخرى لم افهمها
سالته محمد هل انت صاح
ضحك وهنا تذكرت قهقهته بصوت عالي لماذا علينا ان نعيش
من اجل الاخرين
...........................
7

في تموز عام 1992 تمت محاكمتنا.انا و ضياء وحامد بتهمة توزيع منشورات وكتب ممنوعة كنا اخر ثلاثة في قفص المحكمة
نظرت الى الحاكم كانت القاعة طويلة بيني وبينه عشرة امتار على يساري كان المدعي العام وعلى يميني المحامي سالني الحاكم هل انت --- مذنب او برئ
-قلت له برئ
سبني وسب والدي وعشيرتي ولان هل انت مذنب او برئ
مرة ا خرى قلت له
-برئ
سوف ترجع الى الزنزانة وتقضي عمرك هناك قال لي
التزمت الصمت
سال اصدقائي هل انتم مذنبون قالو نعم
طلب من المدعي العام ان يتحدث ثم سمح للمحامي الذي وكلته المحكمة للدفاع عنا
المحامي في اول حديثه طلب بانزال حكم الاعدام بنا لاننا خونة
مشهد سريالي عجيب لماذا نحن خونة قاطعته
-لاتحجي من مكانك وتادب
تحولت القاعة الى مايشبه الضجة
قام المدعي العام وطلب تخفيف العقوبة علينا واننا لم نعمل شئ سوى مخالفة امر المطبوعات وهو امر لايستحق الاعدام قال هذا وهو يواجه كلامه الى المحامي الذي جلس وهو يقلب في اوراقه
ساد صمت في القاعة قبل ان ينطق العقيد رئيس المحكمة
بسم الشعب
شعرت بالاسهال اخذت اتلوى من شدة الخوف ولاول مرة اشعر باصفرار وجهي تمنيت العودة الى الزنزانة الحمراء كي اتخلص من كل هذه المشاكل ترائت امامي صورا لم ارى شيئا سوى ان سقطت على القفص سمعت صديقي ضياء وصراخ حامد وهم ينطقون باسمي حاولت ان اركز على من سكب الماء البارد على وجهي عرفته انه المحقق
نهضت متكئا على كتف ضياء
كان القاضي ينظر الي
هاي شبيك خفت
لا
بس اشبيك شفت الطنطل
تم نقلنا الى سجن ابو غريب في سيارة مغلقة قضينا الليلة الاولى في قسم الاحكام الخفيفة ريثما يتم نقلنا الى قسم الاحكام الخاصة .
في قسم الاحكام الخاصة وضعت انا في القسم الثاني( يسمى اختصارا قاف اثنين) وضع ضياء في ق4 وحامد في (الجملون) بفتح الجيم
هذه هي اقسام السجن اربعة اقسام مضافا اليها الجملون.
في قاف 2 وضعت في الغرفة الاولى تعرفت على النزلاء الدكتور مهدي جاسم الدكتور ابو مها الدكتور ابو نزار وهولاء من محافظة ديالى
تعرفت على ابو طلفاح عمره سبعين عاما بتهمة التجسس لسوريا
تعرفت على صلبي عمره سبعين عاما بتهمة التجسس لسوريا
تعرفت على قاسم مهاوي بتهمة التجسس لصالح ايران
وتعرفت على هاشم العذاري وتعرفت على اخرين .

...............................8
كان عدنان يتناول وجبة الغذاء حينما اخبروه باعدام شقيقه. كان وقع الخبر مؤثرا عليه اخذ يبكي بشدة. حاولنا مواساته تجمع النزلاء عنده لاقامة عزاء بسيط وقراءة سورة الفاتحة الا ان احدهم اخبر الدائرة بان عدنان تهجم على السيد الرئيس. تم حجز غرفتنا جمعيها وبدا التحقيق معنا حول هذا الموضوع ولما انكرنا تم حجز عدنان في الزنزانة وتعذيبه ثم جاءوا به للتعذيب امامنا . ضربه احدهم بقضيب حديدي تجمع عليه اكثر من عشرين جلادا وبايدهم العصي والكبيلات ضربوه كثيرا حاول ان يجد له مكانا يختبئ به من شدة الضرب لم نستطع ان نفعل شيئا كنا اكثر من الف سجين جالسين ننظر الى عدنان وهو يقتل امامنا .في اليوم التالي وفي الساعة الرابعة عصرا جاء سبعاوي ابراهيم الحسن مدير الامن العامة. تم ربط عدنان في ساحة السجن المطلة على قاف واحد.
تم استدعائنا لمشاهدة هذا الموقف وخلال لحظات تم اعدام الشهيد عدنان بعد ربطه على عمود لكرة السلة كان موجودا في الساحة.
................................. 9

صلبي سجين اخر يبلغ من العمر سبعين عاما قضى في السجن تسعة عشر عاما وستة اشهر ومات قبل ان يرى الشارع كما كان يحب. كان راعيا للغنم في مدينة القائم جاء الى السجن بعد قدمت زوجة شقيقه شكوى ضده للاستيلاء على الاغنام التي تركها اخوه الشهيد في الحرب العراقية الايرانية . كان اقصر طريق لها ان تخبر المخفر الحدودي بان صلبي جاسوس.نقلوه الى بغداد. رجل امي لايعرف القراءة ولاالكتابة . تعرف على الاسلام كما كان يقول في السجن . وفي السجن عرفت ان نبي الاسلام اسمه محمد لم اعرفه من قبل ولم اعرف الصلاة . كنت اسمع من السجناء اسم محمد وكثيرا ما كان يتردد اسمه عرفت بعد سنين انه نبي
ساله ضابط التحقيق هل انت جاسوس؟
-ما معنى جاسوس
-يعني راعي غنم ؟.
-قلت له نعم انا راعي غنم
-يعني جاسوس
-جاسوس وراعي غنم قال له صلبي)
قال لي الضابط اذهب انتهى كل شئ ولم يرسلوا في طلبي بعد هذااليوم
وذات يوم نقلوني الى المحكمة قال لي الحاكم هل انت جاسوس
قلت له نعم انتهى الامر ووجدت نفسي هنا منذ تسعة عشر عاما.
ظل صلبي يفترش زاوية الغرفة رقم واحد. لااحد يزوره ولا احد ياتي يسال عنه ليس له احد في هذا العالم. ظل صلبي يعيش بشكل منفرد ويعتمد على مهنة ابتدعها وهي شحذ السكاكين للسجناء بواسطة حصاة كبيرة يحتفظ بها كما يقول من قريته التي يحبها كثيرا؟
جلبتها من نهر الفرات احتفظت بها هذه الحصاة توفر لي الاطمئنان حينما اشمها اشم ارضي واتذكر عانة وابكي لاني ادرك اني سوف لن ارى مدينتي ثانية

لم يكن احد من السجناء بحاجة الى شحذ سكينه الا انهم يساعدون صلبي بهذا العمل. شكل صلبي للسجناء رمز للمظلومية الصارخة في السجن فالرجل بريء على عكس صديقة ابو طلفاح والمحكوم ايضا بالسجن المؤبد والذي كان يتفاخر بانه كان يجلب منشورات من خالد بكداش ويدخلها في العراق عن طريق ربيعة.
عرفت هذه العلاقة حينما كنت اقرء الصحيفة وابو طلفاح يطلب مني ان اقرء بصوت عالي.
فقرئت عنوان المقال وفاة خالد بكداش . انتفض ابو طلفاح وقال اعد قراءة الخبر . طبعا كان لي ان استغرب من شيخ كبير يبلغ السبعين من العمر ولايجيد القراءة والكتابة يعرف هذه الشخصية .
بدء ابو طلفاح بالاسترسال عن هذه لعلاقة القديمة وكيف كان يحمل السلاح اليه مقابل بعض المال باعتبار انه من المهربيين المعروفين..
ابو طلفاح كان ذو شخصية قوية جدا وكان دائما يشاكس صلبي فقد امتدت علاقتهما في السجن وفي هذه لغرفة تحديدا لاكثر من تسعة عشر عاما وستة اشهر وهي المدة التي بقيا فيها في السجن....
اما صلبي فهو فقير جدا.. ومظلوم وبريء.
.............................................
10
كان صباح الاحد في في سجن ابو غريب عام 2000 يختلف عن كل الايام في السجن فقد استيقظ السجناء على بكاء ابو طلفاح وصراخه فقد مات صلبي.
تجمع السجناء من كل الغرف في قاف 2 حول غرفتنا مات صلبي
كانت يده مضمومة بشدة حول الحصاة التي احتفظ بها طيلة هذه السنين حاولنا ان ننزعها منه كانت قوية جدا . تحول يوم وفاة صلبي الى مظاهرة كبير ةفي السجن علت صيحات الله اكبر الله اكبر
دخلت قوات الطواريء الى السجن وفرقتنا الى الغرف وطلبت منا التزام الهدوء. اخذنا هذه الحصوة الكبيرة تراث صلبي. نقشنا عليها اسماء السجناء الذين عاصرهم صلبي في السجن وماتوا او اعدمهم النظام . وضعناها عند مدخل السجن في لوحة خاصة بنتاج السجناء.
وبعد مرور شهر على وفاة صلبي مات ابو طلفاح الذي ظل حزينا جدا حتى انه ترك الطعام لايام .لم اشاهد ابو طلفاح بعد وفاة صلبي يضحك ابدا
............................................
11
سوف تعود الى السجن
هذه عبارة المقدم طارق التكريتي قبل ان يجدوه مقتولا في النجف .
كان هذا المقدم مسؤولا امنيا عن سجن ابو غريب. وكان كل يوم ياتي للتفتيش عن ورقة او كتاب او راديو فهذه كلها ممنوعة والذي يجني مثل هذه الممنوعات يتعرض الى اشد العقوبات بدء من السجن الانفرادي لمدة شهر مع الفلقة يوميا. وكان لهذا المجرم عادة صباح كل يوم يسب ويشتم محمد باقر الصدر في مناسبة او غير مناسبة.
وفي صباح احد الايام دخل الى غرفتنا كان معنا في الغرفة هاشم العذاري رجل من النجف وهو محكوم علية بالسجن المؤبد. . اسرع هاشم الى باب الزنزانة حيث كان المفتاح معلقا فيها فاغلقها. ووضع المفاتيح في جيبه.
-الان انا وانت لوحدنا دعك من محمد باقر الصدر. قال له هاشم
استطاع هاشم ان يلقن طارق درسا . اشبعه ضربا وضع راسه في مياه المجاري القذرة استمر هاشم بضرب طارق لمدة ساعة كاملة وسط تجمع ضباط الامن وقوات الطواريء امام باب الزنزانة التي لم تكسر لسمكها. واخيرا فتح هاشم الباب وخرج.
-ها انا خرجت لكم افعلوا ما تشاءون؟
اقتيد هاشم الى السجن الانفرادي ظل ستة اشهر كسروا اقدامه . بعد ستة اشهر التقيت بالسيد رايت يداه مكسورة واثار الكوي على جسمه
وبعد عشرين عاما قضاها في ابو غريب خرج سيد هاشم ونقل بواسطة رجال الامن الى مديرية امن النجف حيث محل سكناه وصادف ان المقدم طارق نقل الى مديرية امن النجف وشاهد هاشم
فقال له ياسيد هاشم انتظرني ثلاثة ايام وسوف اعيدك لتقضي عشرين عاما في ابو غريب؟
في اليوم التالي وجدت جثة طارق التكريتي مرمية في احد مزابل النجف.
انت الان متهم بقتل المقدم
..........................
12
نذهب الى شارع الخيام نحتفل هناك مارايك في شارع ابو نواس
لنذهب الى اي مكان المهم نخرج نرى بغداد لم يغيرك السجن
هل صحيح في السجن سياسيين سالني
لا انهم بسطاء
-والسياسيون
-انهم في الخارج
-اذن لماذا يحتفظون بهم في السجون الخاصة
-حتى يخيفونك
- ماذا تقصد هل اني جبان
-كانت ضحكاتهم تعلوا المكان
-وفجأة سمعوا صوت
-اخوان كافي سوالف نريد نشوف الفيلم



#سعد_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيارات التحالف الشيعي
- محسن سويلم قصة قصيرة
- تداعيات التقرير؟؟
- ايران وخيارات الصراع.هل حسمت خياراتها باتجاه تقاسم السلطة
- غرفة حمراء: قصة قصيرة
- الانسحاب من البصرة هزيمة ام انتصار
- مقاربة:.زيارة الرئيس الامريكي للعراق
- باتريوس وتقريره في مهب الريح
- دعوة لمناصرة انتفاضة المهجر.
- في الازمة الراهنة
- حكومة المصالح المشتركة
- غزوة سنجار
- حوار مع الناشط السياسي نوفل ابو رغيف
- الحل من الخارج
- كيف يفكر محمود عثمان.
- دهاء المالكي
- رئيس الوزراء.... ومنظومة الكهرباء
- الاثر الاقليمي في السياسة العراقية:
- رايس وجيتس في الشرق الاوسط
- نظام التعليم العربي بداية لعهود التخلف والرجعية:


المزيد.....




- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد البغدادي - صور الاشياء... السجين 930