أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - علي ديوب - شعراء مصر العصاة ينافحون رقابة مثلثة الرؤوس















المزيد.....

شعراء مصر العصاة ينافحون رقابة مثلثة الرؤوس


علي ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 11:47
المحور: مقابلات و حوارات
    


شعراء مصر العصاة
ينافحون رقابة مثلثة الرؤوس
رسمية، دينية، و مجتمعية
تتمثل مفارقة هذه المادة، عن شعراء مصريين، من الجيل الشاب، أنها أتت بنصيحة من أحد شيوخ الأدب في مصر( الصديق القاص سعيد الكفراوي). أما العادي هنا فيتمثل في أنها لا تحمل جديدا، فالمعاناة أمر بات عاديا، على مساحة رقعة عربية ترقعها الشعارات، تحارب المختلف، و تسالم الجهل، و تتزين من طغاتها بأكفان الشهادة؛ فتبلى و تتعفن في سباتها..
تكامل أقنومي التحكم- الديني و البوليسي- يحمل الأجيال الشابة نفسها مهام منهكة، في عملية مواجهة غير عادلة.. تتجلى، في اخطر صورها، على شكل مواجهات لا تمت إلى الإبداع بصلة. و لقد جهر الضيوف هنا ببلوى داء الرقيب، الذي لا يجدون له دواء غير الهروب إلى الإصدارات الخاصة، التي تحرمهم من حق المتابعة النقدية، و تحشرهم في دائرة قصية معتمة، لا حيلة لهم فيها خارج قراءة بعضهم البعض الآخر.
و إذ ربط بعضهم المشكلة بالدستور، الذي فرض الصبغة الدينية للدولة، عزا غيره الأمر إلى تلاعب السلطة بالجميع، و حدد ثالث الأزمة في المجتمع العربي الذي لا يقدر الإبداع.. و قد تجد إشارة فاطمة ناعوت حول الدور الذي تنيطه المؤسسة الدينية بنفسها، من مراقبة و معاقبة الإبداع، و الصمت عن الفساد و الفن الهابط؛ صداها في قول سامي الغباشي بأن المجتمع اليوم في حالة زلزلة.. بل لعل المثال الذي قدمه سامي، عن رقيب ثقافي يطلب منه حذف كلمة أنثى، يفوق خيال أي كاتب مذعور! اما اشارة السيد يونس لخطر ظاهرة الرقيب الداخلي؛ فقد أعادت لذاكرتي صرخة الروائي السوري الراحل هاني الراهب( طريد الرقيب، المسرّح من الخدمة، علي عقلة عرسان)، حول بذل الكاتب جل جهوده الذهنية في ابتكار فنون التحايل على الرقيب لإيصال فكرته؛ و ليس في إبداع الفكرة ذاتها!؟ لكنه يحيلنا اليوم لقراءة العلاقة المريضة داخل حقل الثقافة ذاتها، بفضل تحرري الأمس، محافظي اليوم، محاربي المستقبل، ممن يطمحون بمملكة لا تغيب عنها الشمس، و بغيوم يعود لهم خراجها حيثما أمطرت! ليغدو كلام جابر عصفور، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، عن إحلال" علاقات التكافؤ محلَّ علاقات التراتب"، بين مواطني جمهورية الإبداع، مثيرا للشفقة. و يغدو حال الشعر، في" ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي" بجوه( الجو المحافظ الى حد النكاية- بحسب عباس بيضون)، و الذي كشف عن حال من القطيعة و السخط بين أجيال متعطشة لتوصيل ذاتها، بالضد من أشكال التحكم و السيطرة، و بين الجيل المتربع على عرش القرار؛ حال يحتاج علاجه لملتقى خاص بالشعر المصري(!؟). و دلالة على أن الميت- الذي يستحق النعي- هو عصر ينقضي من الثقافة العربية، برمتها؟
هنا لقاء- لم يخطط له مسبقا، للأسف- مع أربعة من الشعراء الشباب، قد تكون الأنثى بينهم نالت حظا أكبر من الشهرة( فاطمة ناعوت، سامي الغباشي، عبدو الزراع، و السيد يونس)، جمعتهم صرخة رفض و تحد؛ و سؤالي| الذريعة عن أشكال المعاناة التي يعاقرونها مع المؤسسة الرسمية؟
سامي الغباشي:
ما نعانيه مع المؤسسة، يكاد يتطابق و معاناة الجيل الجديد عموما. لكن نحن نحصر حديثنا في الشعر، فمعاناة الجيل الجديد في منطقة الشعر، خاصة في الفترة الأخيرة، تمثلت تحديدا في مشكلة الرقابة، أو المصادرة، و التي رحنا نتلمسها بصورة متنامية، بدءا من العقد الأخير من القرن الماضي. و ذلك إلى جانب المصادرة الضمنية من قبل المؤسسات الثقافية، عبر تأجيل الأعمال. يعني تصلك رسالة جوابية من قبل المؤسسة، التي ترسل إليها عملك، تعلمك بوصول المخطوط إليها، و بأنه أجيز.. و هذا كل شيء؛ فالمخطوط يبقى مخطوطا، و لن يصدر!
* هل لك بمثال من تجربتك؟
تم تعديل بعض القصائد لي، بتدخل سافر من القائمين على الصفحات الأدبية. هم يعدلون ما يرون أنه يسيء، أو قد يسيء، أخلاقيا، دينيا، أو سياسيا.. لموقعهم. لأن هذه المجلات تصدر عن مؤسسات ثقافية.
قضية أخرى: كان لي ديوان في إحدى المؤسسات الثقافية المصرية، و تحديدا في الهيئة العامة لقصور الثقافة، و فوجئت عند توجهي لمراجعة بروفة الكتاب أن المطلوب مني حذف كلمات أنا شخصيا أعتقد أنها لا تمثل أية مشكلة؛ يعني لما يطلب مني رئيس التحرير ان أحذف كلمة" أنثى" من قصيدة، فهذا يعني لي أننا وصلنا إلى مرحلة متخلفة جدا في عمل الرقابة.. و على هذا المنوال، طلب مني أن أحذف حوالي 70% من الديوان!!
لا أريد أن أحول المنطقة إلى خلاف شخصي مع المؤسسة، و لكن الرقابة في مصر تحاول القول بأن كل شيء تمام.. و كل شيء عادي خالص.. و كل شيء مضبوط.. الخ؛ لكن الذي يحصل في الكتب أن ثمة نصوصا مكتوبة في غاية الجمال، و في غاية الخطورة، لكنها لا تنشر في وقتها. و هذا يدفع المبدعين الجديدين إما للنشر خارج المؤسسة، بما يسمى في مصر بالطبعات المحدودة، أو الطبعات الخاصة؛ و إما لإصدار مجلات خاصة جدا: تمثل رؤية مجموعة محددة من الأدباء..
* مع افتقار الثقافة لمملكة و قصور، هل تغلبتم بطريقتكم هذه على القصور؟
في العقد المنصرم صدرت في مصر مجلة هامة جدا اسمها( الكتابة الأخرى)، كما أعيد إصدار مجلة( إضاءة)، ثم توقفت.. و هناك مجلات اخرى يحاول إصدارها بعض الشعراء الجادين- و كل هذا يحدث خارج إطار المؤسسة- مثل( شعر) لكريم عبد السلام، و( قوس قزح) للأستاذ حلمي سالم و الأستاذة فاطمة ناعوت.. و لكن هذه المحاولات، التي تنقذ نفسها من الرقابة، تخضع لأزمة أخرى، و هي أزمة التوزيع و الانتشار. و هو ما يحول دون وصولها إلى النقاد، و يحرمها بالتالي من حقها في المتابعة النقدية الجادة. و الضرورية لتطورها. و هكذا يظل الإبداع حبيس دائرة صغيرة و مغلقة.
إذا فالمؤسسات التي يجب عليها هي أن تقوم بدور المساعد على إخراج الإبداع إلى منطقة الضوء، لا تقوم بدورها هذا، بل و تتحول إلى عائق.
عبدو الزراع- شاعر- سكرتير تحرير مجلة أطفال( قطر الندى):
أنا شخصيا لم يحدث معي ما حدث مع صديقي سامي الغباشي. فمعظم كتبي نشرتها مؤسسات ثقافية( رسمية)، و ربما يكون مرد ذلك لكوني أشتغل في هيئة قصور الثقافة؛ و لكن بالفعل، و منذ مشكلة وليمة لأعشاب البحر- للروائي السوري حيدر حيدر- و الروايات الثلاث التي تلتها، أصبح هناك تخوف شديد لدى القائمين على السلاسل الأدبية، في كل من هيئة قصور الثقافة و الهيئة العامة للكتاب؛ تخوف ليس وراءه القائمون على تلك الهيئات، أو وزير الثقافة، و إنما هو تخوف شخصي وقع على أولئك الأشخاص القيمين على تلك السلاسل. و أقصد تخوفهم على أماكنهم، مناصبهم، و من تعرضهم لمشاكل.. الخ.
و لكن فعلا، و بعد الذي حصل لصديقي سامي الغباشي و آخرين، أصبح هناك إقبال على النشر الخاص. و راحت تنتشر ظاهرة تسرب المبدعين، هربا من الرقيب المتسلط على المؤسسة الثقافية الرسمية.
السيد يونس- شاعر و صحفي في جريدة الأسبوع/ القسم الثقافي:
ربما أختلف مع الصديق، و الشاعر الجميل، سامي الغباشي. ففي مصر اليوم تنشأ ظاهرة جديدة من الشبان.. و أنا أرى أن المشكلة التي راحت تؤرق المبدع حاليا تتمثل بالرقيب الداخلي لديه، و هي مشكلة أرى أنها تأسست على أزمة وليمة لأعشاب البحر، و الروايات الثلاث اللاحقة عليها.. كما أصبح المسؤولون في المؤسسات الثقافية، في أعقاب ذلك، متخوفين من كتابات الجيل الجديد. صارت هذه الكتابات، بنظرهم، أشبه بقنابل موقوتة، قد تسبب لهم خسارة مناصبهم؛ إذا ما حمل العمل تجاوزا إبداعيا.
و أما عن تجربتي، فأعتقد أن ديواني الجديد يحمل الكثير من المحاذير؛ و رغم ذلك فقد صدر من المؤسسة الرسمية- و هي هيئة الكتاب- دون أي تدخل من أحد. و أنا أنظر إلى العشر سنين الأخيرة بعين الرضى و الإعجاب من ولادة جيل جديد، يحمل رغبة في حرية التعبير، في كافة المجالات، و بشتى الطرق.
* تسريب المخطوطات من مؤسسات رسمية إلى جهات أصولية، هل هي طريقة استئذان بالنشر. أم تتعلق بتصفية حسابات شخصية؟
سامي: المشكلة، كما اراها، لا تنحصر في مسألة تسريب.. بل في نقطة تحول رئيس التحرير ذاته، من دور المشرف إلى دور الرقيب..
فاطمة ناعوت( شاعرة ومترجمة ومهندسة معمارية):
قال السيد كلمة عن الرقيب الداخلي. و أنا أؤيد القول بأن بزوغ الرقيب داخل الكاتب ذاته هي المصيبة الكبرى. و لكن كل كتاب يصدر، يولد سؤالا عن دور الأزهر في حصر اهتمامه بمنع الكتب، و إعراضه عن شتى الأضرار التي تحملها إلى الأجيال موجات الفيديو كليب و الأفلام الخلاعية، و الفساد الحقيقي الذي يملأ السمع و البصر!!؟
كيف يهاجم الكاتب على حرية الخيال؟ أساسا ما الذي يملكه الكاتب غير الخيال؟ و هذا يعيدنا إلى الملاحظة الهامة للسيد، في ولادة الرقيب من الداخل. و هي المصيبة!
* و من المسؤول عن توليد ظاهرة الخوف هذه، هل هو الرقيب الرسمي أم الحسيب الديني؟
فاطمة: المشكلة أساساً ترجع بجذورها إلى وجود مادة دستورية، هي أحد بنود دستور يوليو، و الذي يقول أن مصر بلد إسلامي.. و معنى هذا أن كل شيء معرض لتدخل الدين في شؤون و حياة و إبداع و علاقات البشر، في هذه البقعة من العالم. و لكن لا بد أن يتوقف هذا التدخل. و على الأزهر أن يرفع يده عن حريو الكتابة. فالكتّاب هم من يعول عليهم أن يجعلوا الواقع جميلا، و يحارب الفساد و القبح؛ و ليس الرقيب أو الحسيب.
السيد يونس: هي أساسا أزمة مجتمع عربي، لا يقدّر الإبداع. و هو ما يخلق فجوة بين المبدع و بين المجتمع. و هذه تمثل أزمة، بل أزمة كبيرة.
فإذا كانت المؤسسة الرسمية تشارك بنسبة أكبر في تقييد حرية الإبداع؛ إلا أن المجتمع نفسه( و هذا ينسحب على المجتمعات العربية كلها) يشارك أيضا في تقييد حرية الإبداع، و يفجر قضايا يمكن أن تمر بسهولة. بمعنى أن هناك كتابات، إن لم يشر إليها أحد بعين الخطر و التهويل و التحذير، تمر بشكل سلمي و عابر.
فاطمة: هل هي مسألة ذهنية عربية، أم أزمة مثقفين، أو.. الخ؟ لا أعلم. ما أعرفه ان ثمة حالة قائمة من الارتياب بالآخر، أو اعتباره جحيما، إذا اختلف معك، و على كل الأصعدة الدينية و الأيديولوجية و الإبداعية؛ فيا لهول المأساة، إذا كنت لا تستطيع أن ترى الآخر، فضلا عن أن تؤمن باختلافه، بل و أن ترى في اختلافه جمالا و غنى!
أطرح تساؤلا هنا، لا إجابة، و أفتح قوسا: هل مشكلة عدم رؤية الآخر، أو رفض اختلاف الآخر معي، هي مشكلة تخص الذهنية العربية في جوهرها؟ و منبع تساؤلي أنني حقيقة لا أراها في الغرب. أم انها مشكلة تخص المثقفين بيننا؛ بمعنى: كلما ازداد أحدنا ثقافة كلما تبلورت لديه الدوغما، فازداد إيمانا بذاته و رفضا للآخر. و لم يعد يستطيع أن يرى إلى الخارج المختلف إلا بعين الإلغاء و التكفير؟
و أنا لا أطرح تخوفا، هنا، بل حقيقة ماثلة. فأنت تجد شاعرا أصوليا يكفر- حرفيا- من يكتبون قصيدة التفعيلة. و يقول في مهرجان دولي: " نحتسب عند الله عمود الخليل"!!؟
سامي غباشي:
ليس مجازا ما سأقوله، فقد سمعنا في مؤتمرات أن بعض شعراء العمود يقولون عن الشعراء الجدد يهدفون إلى هدم لغة القرآن. فما علاقة القرآن بالعمود أو بالنثر؟ و لكن لي رأي هنا بأن المسألة ليست مسألة مؤسسة أصولية مختلفة مع المجددين في الإبداع؛ المسألة هي مسألة سلطة، تتلاعب بالجميع!
فالمؤسسة الأصولية- في رأيي- ليست من الوعي لدرجة أنها تنقد أو تنتقد. فلا الأزهر هو الذي ينقب في بطون الكتب، ليعثر على عبارة من قصيدة أو من قصة، و لا المؤسسة الثانية( الرسمية) تعنى بهذا أيضا.. إّن هناك سلطة عليا تتلاعب باليسار مرة و باليمين مرة أخرى.. و هكذا.. و لست اعتقد أيضا بوعي أصولي مضاد.. و أحيل من يرغب لقول المتنبي:
" أغاية الدين أن تحفوا شواربكم؟!"؛ هذا يوم كانت المؤسسة الدينية تقرأ.. و أما اليوم فالمؤسسة الدينية لا تقرأ إلا ما تحته خط أحمر.
ثم إن الأزهر هو جهة اختصاص في الشريعة و الدين، و ليس في التنقيب في القصص و الشعر..
السيد يونس:
مصر شهدت، في الآونة الأخيرة قدرا كبيرا من الحرية. و لكن الأزمة- كما أراها- تتمثل في الذهنية العربية..
* فاطمة، أنت بدأتي التشكيك في هذا؟ هل ترين أن الذهنية العربية وصلت إلى حالة التصلب؟
فاطمة:
أنا أزعم أن وراء كل ديكتاتور إنسان خائف- و ليس امرأة!
و بعملية رصد بسيطة للتاريخ، نكتشف أن كل قامع هو بالضرورة خائف..
* تقصدين أنه خائف لآنه ديكتاتور؟
بالعكس: هو ديكتاتور لأنه خائف. و الأصولي في الشعر، يحارب الحداثي لأنه يخاف من أن يسحب البساط من تحت قدميه. و يمكنك أن تتتبع هذه الفرضية على مدى التاريخ؛ لتجد أن كل راديكالي هو شخص خائف في العمق. خائف على مصلحة شخصية.. و إذن فالقمع، و مشكلة مصادرة الآخر، و الضرب بالنار، و التكفير.. الخ.. هي أشياء لا تدخل في منهج الموضوعية على الإطلاق. و بالتالي فالشك يظل قائما. ثم إن التخويف من الجيل الجديد، و تخويفه بالتالي، مسألة لا يخفيها المحافظون، حين يتهموه بتجاوز المحرمات، و ضرب التراث عرض الحائط، و التعريض بمجد السلف، و تحدي قيم الأمة.. الخ؟
سامي:
و لكنه فعلا جيل من العصاة، مضاد لكل سلطة. و هو لهذا مصدر خوفها جميعا؛ بدءا من سلطة الذات، و سلطة الأب.. و لكن إذا كان المبدع هو مرآة اللحظة، و حالة انعكاس لحركية( سيرورة و صيرورة) الراهن، فهل ثمة ما يدعوه للتثبت عند قيمة من القيم؟ أنا أرى أن كل قيم المجتمع، و كل القيم الراسخة الموجودة، هي اليوم في حالة زلزلة. فكيف للكاتب الذي هو انعكاس صادق لإيقاع عصره، الفكري و الشعري، أن يتغافل أو يتعامى عما يجري؟
هذا جيل واع و مثقف جدا، و يرفض أبوة الأدب. هو جيل صنع نفسه بنفسه. و لقد فرض حالة خفية من صراع الأجيال، تظهر أحيانا جلية للعيان.
فاطمة:
عادة القديم يخاف من الجديد، لأنه علامة على زواله و الحلول محله. و خطف الأضواء منه.. و أريد أن أضيف بالقول صراحة أن جيل التقنيات المتربع على عرش الأدب في مصر، يقوم بتنحية الأجيال الأخرى؛ و قد أسيء حتى للامتلاء الفكري و الحضاري الذي كانت تمتاز به مصر.
لم يكن سابقا مثل هذا الخوف الموتور للمثقفين؛ حتى لمن كانوا في أقصى اليمين. يعني كانت الحال مختلفة، إذ تجد كاتبا يدفع بكتاب عنوانه" لماذا أنا ملحد"، فيرد عليه كاتب آخر بكتاب بعنوان" إلى صديقي الملحد"!
السيد:
جيل التسعينات أكثر وعيا، برأيي. و قد حقق ما لم يحققه السابقون عليه، من أشياء مهمة على المستوى النقدي..
فاطمة:
أنا هنا مختلفة مع السيد. فلم يعد هناك ناقد يعتد به. تحولوا كلهم إلى شعراء. و اليوم أصبحنا مجموعة شعراء يقرأوون لبعضهم بعضا!
=======
أجرى الحوار: علي ديوب





#علي_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين استئساد الأخوة الحمساويين على الفئران و النصر الإلهي الأ ...
- المثلية الجهادية لثام الحيرة و حواجب الهداية في سؤال الثائر ...
- سوري يتلصص على الحرية
- جائزة عربية للرواية ذات سوية عالمية
- إلى سعد الله ونوس في عقد رحيله الأول.. محكومون بإعدام الأمل. ...
- كتّاب جاؤوا من رعب الديكتاتوريات.. رحل مهرجان أدنبرة وبقوا
- لا تجعلو من صوت فيروز سجنا
- قوة الخروج على القانون
- ميشيل كيلو تجربة أبعد من تجريب
- لقاء مع د. سعد الدين ابراهيم
- ليس حبا بالشهادة.. و لكن كرها بالحياة
- السجينان عارف دليلة(*) و سورية.. معجزة الأقزام
- قراءة متوخرة(*) للردود على رسالة العزاء
- الروائي المصري يوسف القعيّد: القدرة على الاختصار أهم من القد ...
- سليم الحص و سلاح المقاومة
- قصة موت معلن في اللاذقية!؟
- فكرة- لبنان تموت إذا استبدت به كراهية الغير-
- بالشكر تدوم النجوم


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - علي ديوب - شعراء مصر العصاة ينافحون رقابة مثلثة الرؤوس