|
سليم الحص و سلاح المقاومة
علي ديوب
الحوار المتمدن-العدد: 1217 - 2005 / 6 / 3 - 09:43
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
شرعية المقاوة و شرعية الدولة علي ديوب في مقاله المنشور على الصفحة الأولى من جريدة السفير اللبنانية، بتاريخ 1-6-2005 يسجل الرئيس سليم الحص جملة من النقاط التي تثير فيّ دافعا للتعليق الموجز عليها.. فهو يرى أن "المقاومة إنما هي فعل إيمان بحق المواطن العربي في الحياة(..) هذا الحكم يسري على المقاومة في فلسطين، كما على المقاومة في لبنان، وكذلك على المقاومة في العراق، مع أن العراق يشهد عمليات تفجير تستهدف أبرياء عزّلا، والمقاومة من قتل الأبرياء براء. إن أمة تنبت فتية يبذلون الدم والروح في سبيل وطنهم هي أمة لا تموت، هي أمة جديرة بالحياة". فهل يعتبر المدنيين الإسرائيلين، أو المدنيين في إسرائيل، من الأبرياء، أم أنه يؤيد استهدافهم( و هو ما يتضمنه قولك)، دون أن يوضح المبرر: هل لأنهم يهود؟ أم لأنهم كلهم محتلون- بأطفالهم و عربهم و ..الخ- أم انها الضرورة التي يحتمها الجهاد الزرقاوي في قتل المسلمين؟ أما إذا كان السياسي الذي يوصف بالمعتدل- و أقصد الحس- يرى في إرسال الفتية للموت، هو علامة على جدارة أمتهم في الحياة.. فماذا ننتظر من المتشددين؟ لطالما شغلني هذا السؤال: هل يمكن للشعب الصيني أن يبذل واحدا على مئة، مما نبذل نحن، من دم أبنائه؟ و لكن و بالرغم من أنه نظام شمولي ، إلا إنه يعطي الدلائل الملموسة على جدارته بالحياة- و دائما بالقياس لنا- إذ قدم نموذجا عالميا للتأثير و الفعل و الإنتاج ضمن حركة المجتمعات المعاصرة، التي أعطيناها القتل و العنف.. و الإنسان الرخيص... و قد يفسر هذه الظاهرة الصينية اقتصار الأسرة هناك على ولد واحد- سواء بنتا أم صبيا- مقابل امتياز الأسرة العربية بنسل ستفاخر به أمم الأرض يوم القيامة: يبدو أن لا حاجة لأن نفاخر أحدا في الحياة الدنيا! و في معرض نقاشه لسلاح المقاومة، يرى الحص أن الحل في تطمين "الفريق المعترض إلى أن سلاح المقاومة لن يوجه ضده" و هذا ينسف ضمنا ما أسلف به قبل بضع جمل، من أن "الحل يكون بالتوفيق بين القضية والمشكلة"؛ هذا إن لم يظن أن ما يذهب إليه هو الحل و التوفيق.
ثم يستنتج أن المشكلة في نهاية التحليل هي في الطائفية. و أنه "ما كان ثمة مشكلة في سلاح المقاومة لو لم يكن الشعب اللبناني مفروزاً فئات، والسلاح في يد فئة من هذه الفئات دون سواها". ترى هل يستطيع الجزم بأن إيران تسمح بوجود حزب الله نفسه- و بالكيفية الاستقلالية عن سيطرة الدولة و تحكم القانون- على أرضها؟ أم ان التبرير المضاد الجاهز حينها سيكون: لا حاجة لحزب مقاوم في دولة كلها مقاومة؟
المشكلة، التي يحاول الحص تمريرها، هي أنه لا يملك أن يقول غير ذلك- كرئيس سابق للعديد من الحكومات اللبنانية؛ و لعل مشكلة الإنسان أنه يظل رهين ماضيه؟ و السؤال الذي لا بد من أن يجيب عنه الرئيس الحص بشجاعة هو: هل يستطيع أن يعلن اعتراضه على مبرر استقلال المقاومة عن سيطرة الدولة، كما لو انها ليست فقط سيفا مسلطا، أو يحتمل تسليطه، في أية لحظة على أي تمثيل في المجتمع اللبناني، بما فيه الدولة نفسها؟ وهل يملك الرئيس الحص ضمانات لضبط القوي من قبل الضعيف- منطقيا فحسب؟ ثم هل يشرح للناس سبب استحواز أي فريق على سلاح خارج سيطرة الدولة( سواء كان حزب الله أم الفصائل الفلسطينية؛ و كلاهما يستخدم لغة حربية صريحة ضد أي محاولة لنزع السلاح من يده- و هو ما يفرغ أي "حوار" من جدواه- و يحمل ضمنا موقفا واضحا، يقول بعدم الاعتراف بالدولة. و يشطب على سلوك اعترافي شكلي، يندرج فيه دخول اللعبة السياسية ضمن أدوار تقتضيها التمثيلية؟ أما الصيغة المقترحة من الرئيس الحص ل "تعميم المقاومة"، فتذكر بشكل الشراكة بين الحزب الحاكم في سوريا، و بين أحزاب "الجبهة الوطنية التقدمية". و هو اقتراح لم يقدم جديدا على صعيد الجوهر، بقدر ما استهدف- رغبويا- إنقاذ حزب الله من وصمة الإرهاب، التي لا نرى مخرجا له منها بغير وضع سلاحه في تصرف الدولة، و العمل هناك على الحوار و التفاهم و التوافق.. الخ. فالاندراج السياسي لحزب الله في مؤسسات الدولة قائم، ويسمح له، كما لغيره، بلعبة التوازنات. و تحسين شروط اللعبة بالدرجة التي يملك إليها السبيل.
أما لماذا وجد الرئيس الحص في الجامعة العربية مهربا صريحا لحل مسألة سلاح المخيمات- أو على الأصح لوضع المخيمات- فلأنه، بتخيلي، يحمل ذاكرة قوية، و حرصا و حذرا شديدين ضد أية لائمة متأخرة، قد ترفعها في وجهه صرخة مقهورة لعجوز فلسطينية.. لم يبق لديها ما تفقده!
#علي_ديوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصة موت معلن في اللاذقية!؟
-
فكرة- لبنان تموت إذا استبدت به كراهية الغير-
-
بالشكر تدوم النجوم
المزيد.....
-
فيديو يرصد اقتراب -إعصار هائل- إلى فلوريدا بعد أمطار غزيرة ب
...
-
مكالمة بين بايدن ونتنياهو وسط عزم إسرائيل الرد على الهجوم ال
...
-
السعودية.. السجن 30 عاما لوافدين نفذا 177 عملية احتيال داخل
...
-
قاعدة أمريكية تخلي عناصرها وطائراتها بسبب الإعصار -ميلتون-..
...
-
هل بدأت إسرائيل في تطبيق -خطة الجنرالات- في شمال غزة؟
-
الفرنسي كومي جيراردو يسجل رقما قياسيا جديدا في -غطسة الموت-
...
-
ما دور قوات اليونيفيل في جنوب لبنان؟
-
وكلاء التغيير الشباب في العراق: دعم المشاركة المدنية بقيادة
...
-
استطلاع: الكثير من الألمان يدخرون أموالهم لأوقات الأزمات
-
كشف أسباب وفاة مهندس مصري يعمل بشركة أمريكية شهيرة
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|