الانتخابات التشريعية بكل شقاقية بالمملكة المغربية

ايت وكريم احماد بن الحسين
مدون ومراسل
(Ahmad Ait Ouakrim)

الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 11:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

في زمن الانبطاح والتزلف دون حياء من الشعب، ودون أدنى احترام لأدنى الأعراف الإنسانية، في زمن بيع الذمم في سوق النخاسة السياسية، في الوقت الذي رفضت فيه هده الظاهرة من طرف شرفاء هدا الوطن الأصيل. هذه الفئة التي عبرت عن عدم رضاها عن العملية الانتخابية بالمقاطعة، هذه الشريحة التي تمثل 63 في المائة من المغاربة المسجلون في اللوائح الانتخابية. هذه الفئة التي خرجت من هذه اللعبة الدنيئة، والتي تكرر نفسها مند العهود الأزلية لتاريخ التشريع المغربي.
هؤلاء الشرفاء لا يستطيعون حمل الوعي المقلوب، أللذي سيجعلهم غارقون في سياسية الانبطاح، إلى ما لا نهاية له.
فهل يراجع الساسة المرتشون أنفسهم من أجل إنقاذ ما تبقى من ماء وجه العمل السياسي؟
وهل يدركون أنهم سائرون بالبلد الى مزيد من التخلف الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي، السياسي، و......؟
هل يعلمون أن نفاقهم وجشعهم فاق الحدود، وكل ذلك كقنطرة للمرور إلى الضفة المخزنية البليدة، بعيدا عن ضفة الأمان ضفة أبناء الشعب المغربي المغلوب على أمره؟
هل سيستفيقون مرة واحدة من ممارسة النفاق السياسي؟
هل سيتخلون عن نرجسيتهم البشعة من أجل مصالحة الوطن العامة؟
هل يعلمون أن للشعب المغربي حق بأن يتمتع بحقه: الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي، المدني، السياسي، و....؟
هل يستطيعون إن يرفعوا الوصاية عن الشعب المغربي لينعم بالحرية، بالديمقراطية، بالعدالة الاجتماعية، و بــ ......؟
هل سيشاركون ولو مرة واحدة في حياتهم الرديئة، بتحسيس أبناء المنطقة بوطنيتهم الحقة؟
هل سيشارك البرلمان المغربي في يوم من الأيام التي نحلم بها في النضال الحقيقي لتحقيق أمنيات هذا الجيل المقصي؟
حينما اطرح هذه الأسئلة، وغيرها، أعلم جيدا أن الانتهازيين لا يملكون الجرأة السياسية كي يتخلوا عن مقاعدهم الوثيرة أبدا، ولا يمكن أن تصحوا ضمائرهم الميتة، إن هذه الفئة من البشر لم ولن يكون نصيبها من التاريخ إلا مزبلته الواسعة النتنة، لأنهم خلقوا ليدخلوا إلى المزبلة ولا شيء إلا المزبلة. لأن ثقافة الجشع والانتهازية قد تملكت عقولهم الضيقة، ولقد جبلوا على ذلك،لأن أسيادهم الفاشيين النازيين الذي استعمروا بلدهم في السابق، قد درسو هم تلك المبادئ الهدامة، ولقد علموها لأبنائهم لكي يرثوا تلك القبة المعلومة التي لم تعد تغري أبناء المغرب الشرفاء حتى بالتصويت على نوابها. بالرغم أن الواقع يتغير باستمرار، وهذا التغيير يفرز نمط جديد من البشر، والجيل الحالي لن يقبل بممارسات أولائك الانتهازيين، وثورته أكبر مما يتصوره الانتهازيون.
اليوم لا مكان للانتهازيين مع الجيل الجديد من المغاربة، لأنهم يخططون لتغيير الواقع تغييرا جذريا، من أجل بناء دولة الحق والقانون، دولة المؤسسات، التي ستسهر على الممارسة الديمقراطية الحقيقية البعيدة عن الانتهازية، الانبطاح، ومن أجل احترام الإرادة الشعبية.
ومن أجل المشاركة الفعلية لكل أبناء المغرب في الاستحقاقات التشريعية، والاستحقاقات الجماعية فلابد لتلك الطبقة الاستغلالية إن تستفيق من سباتها العميق، لأن العالم أجمع يرى فضائحنا، عبر الإذاعات العالمية التي تنشر غسيلنا النتن لنكون بذلك أضحوكة الشعوب في مطلع القرن الواحد والعشرين، كما كنا في القرن السابق.
فقط للتذكير أيها السادة البرلمانيون، لنذكركم بعجزكم التام، لتشريع ابسط القوانين، وعلى سبيل الذكر قانون التصريح بالممتلكات لأطر الدولة، فقط هذا القانون الذي يعطي للشعب أملا في ساسته، النص البسيط الذي لم ولن يرفضه إلا ناهبي المال العام، ومستعملي المال الحرام، ومصاصي دماء الشعب فقط هؤلاء الذي يرفضون هذا النص، ولأني لا انتظر خيرا من بعض الوجوه الكالحة في البرلمان المغربي، أو قبة البوكيمون إن صح التعبير فسأنتظر مع المنتظرين، لأرى هل فعلا ماتت الضمائر لدى الساسة في المغرب أم أنها كانت نائمة فقط.
وإلى بعض برلماني الشكارة اهدي هذه القصيدة للشاعر العربي عبد الرحمان يوسف (من الجمهورية العربية المصرية)
قصيدة بعنوان: الهاتك بامر الله
يا من لعرضي هتك فقدت شرعيتك
من ربع قرن كئيب لعنتها طلعتك
أموالنا لك حل فاملأ بها جعبتك
خلف الحراسة دوما مستعرضا قوتك
تبدي مظاهر عز تخفي بها ذلتك
سلاح جيشك ذرع تحمي به عصبتك
مع العدو كليل لاكن بشعبي فتك
سواد قلبك باد فاصبغ به شيبتك
ياتيك دعم عدوي فاصلب به قامتك
سجدت للغرب دوما مستبدلا قبلتك
بأدمعي ودمائي كتبتها قصتك
خذلت كل شريف حتى عدت لذتك
وكل أبناء شعبي قد شاهدت قسوتك
وكم منحت لصوصا يا قاسيا رحمتك
تعطي لنسلك ارضي ممارسا سلطتك
كان ارض جدودي قد أصبحت ضيعتك
لا شك موتك يأتي مستاصلا شافتك
يوم الحساب قريب ترى به خيبتك
يوم المنصة حق فخذ به عبرتك
هادي الجموع يقينا ما جددت بيعتك

#ايت_وكريم_احماد_بن_الحسين (هاشتاغ)       Ahmad_Ait_Ouakrim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات