أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - على أحمد على - يزيد














المزيد.....

يزيد


على أحمد على

الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 06:55
المحور: الادب والفن
    


استند الخليفة بمرفقيه للخلف ونظر برأسه لأعلى وتابع المنمنمات المنقوشة على السقف في شرود ، ولاحظت زوجته ذلك فقامت وتوجهت إليه وقالت له : " ماذا هنالك يا أمير المؤمنين .. يا زوجي .. يا ابن عمي الحبيب ؟ أهناك شئ بعد لم يتحقق لك ؟ أهناك مطلب يطوف بين فجاج الأرض ولم تقتنصه يد عزيمتك وأنت حاكم الدنيا وخليفة المسلمين وملكك يمتد من جبال الصين إلى سهول الأندلس ؟؟! " فنظر إليها بذات الشرود وقال لها : " لقد أخبرتك من قبل " ..

- نعم لقد أخبرها من قبل حقا .. إن الخليفة خليفة اليوم يزيد بن عبد الملك كان بالأمس القريب ولي عهد لأخيه سليمان وكان يسعى بصحراء مكة وجبالها إلى أن التقط سمعه صوتا عذبا كما يلتقط الغريق طوق النجاة وهامت روحه لسماع ذلك الشدو .. وطربت نفسه لتلك الموسيقى الشجية ، وظل يبحث هنا ويسعى هناك حتى وجدها .. وكأن كل ما مضى من عشق لم يكن عشقا .. وكأن الهيام بدأ من جديد .. وكأن كل ما شعر به من قبل كان بمثابة القطرة من البحر .. والشعاع من الشمس .. والصخرة من الجبل .. هام بها .. هامت بها نفسه وعينه وروحه وجسده فتبعها حتى علم أنها جارية يملكها أحدهم .. فساومه فأصر الرجل على أربعة آلاف دينار ولم يكن يحمل ما يكفي من النقود فبعث إلى أخيه " سليمان " فنعته بالجنون وأمره بأن يبيع الجارية فورا ، باعها وذهبت مع مالكها الجديد إلى مصر وفي عينها نظرة لوم أحرقت كبده وأذابت نفسه وتعلق قلبه بتلك النظرة فامتدت بينهم حبال العشق الممزوج بالأسى واللوم من بساتين دمشق إلى ساحل النيل .

- ومضت السنون وما زال جسده يذبل وروحه تذوي ، لذا فقد بعثت زوجته إلى مصر رسولا يحمل رسالة إلى والي مصر أن يأتي بالجارية فورا وجيء بالجارية وحملوها إلى دمشق .. إلى الخليفة .. و أخذها الملك واعتزل الحياة المنعمة الرغدة في صنوف النعيم التي كان يتقلب فيها في قصر الحكم بعاصمة الملك واتخذ دارا بأطراف دمشق ومعه الجارية .. وظلا معا حينا يلاعبها وتلاعبه .. يلاطفها وتلاطفه .. حتى كان ذلك اليوم الذي كانا فيه يتسامران فألقت إليه حبة من العنب فالتقطها بفمه ضاحكا مستبشرا .. ثم ألقى إليها بواحدة فالتقطتها بفمها الرقيق ولكنها لم تستطع حبسها بفمها فانزلقت إلى حلقها ووقفت عند رأس القصبة الهوائية لتغلق مجرى الهواء إلى الجسد .. وتختنق ..

- كان الأمر مروعا .. قام الخليفة إليها بعد أن كان يظن أن الأمر محض مداعبة وحاول الاستنجاد بأحد .. وحاول مناداة الطبيب .. ولكن كيف وهو على أطراف المدينة ؟؟؟!

- اعتزل الناس .. واعتزل الحياة .. وماتت الجارية والخليفة يحتضنها وذلك هكذا الأيام لا يستطيع أحد أن يبعده عنها حتى بدأ الفناء يدب إلى جسدها والخليفة ذاهل لا يأبه بشئ إلا أن يظل متعلقا بها أو ببقايا جسدها الذي بدأ في الذواء .. وبعد عناء استطاعوا تخليصها من بين يدي الخليفة ودفنها في قبر بساحة البيت .. ذلك القبر الذي ظل بجواره الخليفة حتى ذوى جسده هو الأخر ... حتى لحقه الفناء ...فناء الجسد بعد أن فنيت روحه المتعلقة بالجارية .



#على_أحمد_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميت ...سابقا
- الخالد
- من العالم الاَخر
- مذكرات معتقل
- سالومى
- رسالة من عاشقة
- النبي
- السقوط
- الثلاثاء الأبيض
- الجريمة الكبرى
- الحسن الأليم
- محراب العشق
- أسطورة من كتاب الغرام


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - على أحمد على - يزيد