أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - أمياي عبد المجيد - واقع الاعلام البيئي عندنا














المزيد.....

واقع الاعلام البيئي عندنا


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 11:21
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


خلال العقد الأخير بدأت بعض الكتابات البيئية تظهر في مجموعة من الجرائد والمجلات، وأيضا برزت على الساحة قنوات مهتمة بالبيئة . في الواقع يمكن أن نصف ذلك "بالطفرة الإعلامية المهمة " خصوصا أن البيئة في خازوق القرن الماضي لا نكاد نشم لها رائحة في وسائل إعلامنا ، لكن ما يخشى من هذا الاهتمام (الذي يبقى محتشما على كل حال ) أن يكون وليد الصدفة لا يعبر بالضرورة عن حس إعلامي مرسخ لدى العقلية الإعلامية بأهمية تناول المواضيع البيئية ، وتقريبها من مختلف زواياها للمتلقي حتى يتمكن هذا الأخير من صياغة وتكوين أرضية للعمل المشترك للنهوض بالحس البيئي المجتمعي .
إن طبيعة الإعلام البيئي في الوطن العربي تحكمها محددات أساسية تقوض صيرورتها الطبيعية أو بالأحر انبعاثها الجدي ،وذلك في هذه النقاط :
1: كانت ولا تزال عقلية الإعلامي العربي مرتبطة بسلوكيات إعلامية بعينها، بحيث لا نكاد نلمس أي تباين في تقريب ومعالجة القضايا المطروحة في الدول العربية بالرغم من التباين في بعض الأحيان الحاصل في الجوهر، وهذا ما يجعلنا نستخلص أن الإعلامي العربي محكوم بأسلوب أدبي يفتقد إلى الوظيفة الإعلامية ، أي أن هذا الإعلامي بحكم ارتباطه الجغرافي وبحكم المشاكل التي تعاني منها المنطقة أصبح رهين أسلوب إعلامي " فوقوي" بالدرجة الأولى .
2: القول ثانيا بان المعطيات البيئية تحتاج إلى ملائمة وتكييف إعلامي مبسط وقريب من المتلقي : هذا منطق أساسي لان المعطيات البيئية إذا ما بعثناها ونشرناها على أساساتها العلمية المعقدة فهي متعذرة الفهم عند شريحة أساسية من المجتمع ، لأنها كما أسلفنا معطيات علمية بالدرجة الأولى ، وعندما نتحدث هنا عن تكييف المعطيات مع الأسلوب الإعلامي الذي يقربها للمتلقي سنجد أن ذلك الإعلامي الذي نتوخى فيه القيام بتلك المهة لا تتوفر فيه أدنى شروط الكتابة والايذاع العلمي ،لان هذا الإعلامي غير قادر أو بالأحر غير مؤهل للقيام بهذه المهمة !
3:الإعلامي العربي لا يتوفر على حس بيئي يسمح له بتبني مشاريع إعلامية بعينها لصالحها ، فإذا أخذنا على سبيل المثال ظاهرة " الاحتباس الحراري" لا نكاد نجد مشروعا إعلاميا انبثق من روح الشعور بالمسؤولية ، وإذا استثنينا بعض الاهتمام من قبل المجتمع المدني الذي لا يرقى إلى مستوى الحرفية ، فان معظم ما يكتب ويذاع ويشاهد يبقى وليد الصدفة ويسير في إطار التقليد ألحيني ، عكس دول أخرى تبنت فيها مختلف وسائل الإعلام برامج عملية لتحسيس المتلقي بالظواهر البيئية بل هناك لولبيات تشكلت في سياقات مختلفة تتبنى الضغط على مستويات القرار السياسي والاقتصادي خاصة الدول التي تساهم بكثرة في انبعاث ثاني أكسيد الكربون .
لابد للإعلامي العربي أن يدرك أن التحولات البيئية أصبحت اليوم الباعث الأكبر الذي يمكن أن يتم على أساسه تغيير مجموعة من الأجندة المهمة للدول، وبالتالي فصياغة التوجهات السياسية والاقتصادية تتم بمحايثة التحولات البيئية بعيدا عن الكلاسيكية ،والسطحية في تعزيز أي منطق يقوي المصالح ، وهذا طبعا ما يجعلنا نتصور أن الإعلامي العربي لم يرقى إلى فهم هذه الأيديولوجيات التي يسميها البعض بأيديولوجية التنمية ( الفوقية في فرض مشاريع التنمية الجوفاء الباعثة على الفساد دون المس بمصدر هذه الأيديولوجية ).
يجب أيضا أن يدرك أن هذا التوجه الحالي مفروض في مجموعة من السياقات التي لا تترك أي مجال لتحديد الخيارات (العولمة مثلا ) وإذا ما تعامل هذا الإعلامي بايجابية بغض النظر عن السياسة الإعلامية المتبعة في الدولة يمكن بكل ثقة أن ينساق المتلقي وراء هذا الخطاب الجديد الذي سيعيد من جديد ترتيب الأوراق المعرفية ويقلل من العزلة العلمية .



#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تكون أخر الأوهام..
- كيف تغطي الصحافة المستقلة عجز المعارضة؟
- أطباء أم جزارين ؟!
- الشعوذة التلفزيونية
- حوار مع الفنان محمد عزام أبو العز
- نقد الاستبداد وتحرير الفكر السياسي العربي
- الشباب والحقيقة الدينية
- الفن وبناء الشخصية
- المرآة العراقية وأهمية البناء المستمر
- محاربة الفقر : تجربة بنك جرامين
- أزمة القراءة في الوطن العربي
- هجرة العمالة وتأثير العولمة
- السودان والمحكمة الجنائية الدولية
- الحرب على الإرهاب أو الانفراد المطلق بالقوة
- الإصلاح العابر للقارات !!
- إيران النووية في مواجهة الضغوط الخارجية
- القذافي ودولة الطّز
- خرافة العالم المسطح.
- الأمن في العراق : أزمة الأزمات
- YouTube ثورة الفيديو على شبكة الانترنت


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - أمياي عبد المجيد - واقع الاعلام البيئي عندنا