أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أمياي عبد المجيد - خرافة العالم المسطح.















المزيد.....

خرافة العالم المسطح.


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:53
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كل شيء ينهار أمام الكونية وما لم يتحقق للفقراء اليوم أصبح بامكانهم تحقيقه ويستطيعون أن يمتلكوا أجهزة التلفاز وبرادات وهواتف نقالة . إنها الكونية أفسحوا لها المجال لتدخل عليكم بالسرور وتخلصكم من بلوى الفقر المدقع أيها الكادحون .
هذا الخطاب قريب جدا من الخطاب الذي يفرضه دعاة الكونية واللاحدود والعالم المسطح. كيف يفتعلون كل هذه المسميات ، ولماذا ؟
بريق زائف
إننا نحن المستهلكون ننساق أحينا إلى فهم طلاسم وسياسة بعض الشركات الخيرة التي على الأقل نعتبرها كذلك، أو حسب التداول اليومي استنتجنا أنها جيدة ونفهم أنها شركات تختار لنا الأجود وترغب في كسب تعاطفنا معها لتشكل منظومة استهلاكية تؤدي بالمؤشر إلى خدمة الاقتصاديات الوطنية .
قطعا ليس هذا هو الهدف ، فهذه الشركات العملاقة عندما تعجز على بلوغ سقف معين من التحصيل ألمعلوماتي تلجأ إلى أساليب البريق، والتمييع، هذه النقطة الرمزية في التعامل عن بعد مع المستهلك هي اشد فتكا بالقدرات المالية لهذا الأخير ، وان كان الخلاف بيننا في التأثير الهستيري ونسبه لتقنيات الصورة فالواقع اثبت أن معظم اللذين استسقوا أفكارهم الغليظة جرت صياغتها انطلاقا من مشاهدتهم للإشهار .
إن الزعم بأن الإشهار بحد ذاته وتسويق المنتج بإثارة واضحة هي الأسباب وحدها التي تحكم السيطرة على المستهلك، أمر فيه بعض المبالغة . يجب أن نغلب منطق العقل في هذه الحالة فلا يعقل أن تكون هذه الشركات العملاقة بهذه الضخامة وهذا الاحتكار الواضح لوسائل الإعلان دون أن ننساق بتلقائية إلى أن الهاجس الأكبر الذي يحكم تصورات هذه المؤسسات قبل الرضا العام للجمهور عن الأداء نفسه ، هو بلوغ حتمية اقتصادية تعنى باختراع أسلوب كذب يسهل بمكان دمجه في الحقيقة ويصبح جزءا من الواقع الذي يدخل في تشكيل الرؤية لدى المستهلك، ونحن دائما في إطار الاستهلاك لا يمكن أن نضمن الشفافية إذا ما كلفت جماعة تمثلنا تطالب هذه الشركات بكشف حساباتها ، وقد تحصل على كشوفا مزورة وأحيانا أو دعونا نقول دائما تكون الأنظمة السياسية القائمة ، الحديقة الخلفية لمثل هذه الشركات .
دعوة مشبوهة للكونية
بعد انتهاء الصدامات العالمية العسكرية المباشرة للقوى الكبرى واهتمامها برعاية اقتصادياتها جرت الصدفة أو ربما بالإلهام الذي كان على الدوام محض احترام العقل الغربيين الذي تمكن بعد صراع كبير فيما بينه إلى رسم استراتيجية أكثر عدالة في اعتقاده.
وربما سيتضح لنا أن فكرة العدالة هذه هي التي انبثقت عنها الدعوة اللامتناهية لفتح الأسواق أو ما يسمى بالكونية المطلقة . ولا يجوز أن نسلم بمبدأ انتهاء الصراع العالمي، وقصدي في انتهاء الصراع العسكري العالمي أي أن هناك أسلوب جديد للصدامات التي تفرض حتمية الدخول في الصراعات الإقليمية كما يحدث اليوم في العراق ، وكيف أن الصراع العالمي الذي تحول إلى حرب الشركات التي تتنازع ميدانيا في العراق حتى تكون الثروة الهائلة بما يسمى الشركات المتعددة الجنسية .
حواجز التاريخ ،والحضارة ، والدين ،والعرق، كل شيء من هذا القبيل ينهار أمام أيديولوجية الكونية ، هذا المبدأ الذي لا يمكن التنازل عنه في خدمة كونية الاقتصاد وكسر الحواجز التي تعيق الإنتاج، والصراع الدائم الذي كان يشوب كل شيء في زمن الثنائية القطبية. يحاول زعماء القطب الواحد أن يروجوا لسياسة المنفعة الكونية لكن هي في الأصل صراع قطبي واحد يغطي على رغبة السيطرة على كل شيء .
إن الحديث عن الصيغة الحالية للعالمية، هو تحديد يشير أكبر عدد من الشكوك في صيغة أسئلة جديرة بالطرح ، هل واقع الحال يعكس تماما التنافسية المفتوحة ؟ وهل هذه المشاكل التي تتخبط فيها اقتصاديات العالم الثالث هي نتيجة لهذه الكونية ؟ أم أن إدراك سقف النمو يفرض إعادة الهيكلة كما يروج زعماء العولمة ؟ في الحقيقة هي أسئلة كثيرة وتحتاج إلى أجوبة مقنعة، وأنا لا أرى بدا من تجاوز ثلاثة حقائق تلخص باجاز ما آلت إليه الدعوة المشبوهة للكونية :
الأولى،أن التشكيل الجيو-سياسي لم يتغير بقدر ما كان دعاة الكونية يدّعون ، وبات الارتباط الذي حققته بلدان العالم الثالث هو ارتباط في صيغة رمزية أكثر منها صيغة تفاعلية لتقويم الاقتصاديات المحلية ، ويمكن أن نكتشف هذا الأمر بجلاء في اقتصاديات الدول التي تحمست إلى هذا الانفتاح كالمغرب مثلا فنحن نعلم جيدا أن الاقتصاد المغربي يعاني مشاكل جمة وندرك التزايد المهول للديون الداخلية وعدم الاستقرار بحسب الإمكانيات في الموازنات .
الثانية ، الخوصصة اللامشروطة، والمشوبة أحيانا برائحة الفساد أفضت إلى تكون قاعدة كبيرة من الشركات ذات الأجندة السياسية وبات القرار السياسي لهذه الدول محكوم بالارتباطية الاقتصادية مع خلفيات الشركات المسيطرة وبالتالي تحكم سيطرة التبعية .
الثالثة ،بروز أنماط جديدة للعيش والتعامل اليومي، تهدد بشكل رئيسي صياغة الهوية الوطنية والحفاظ عليها وتخييرها بين الارتباط بالكونية التي لا تعترف بالهويات أو الانغلاق على الهوية الوطنية بل الأكثر من ذلك تقوم بمحاربة كل من يكن احتراما لهويته .
خدعة اللاحدود
اللاحدود وجه أخر من وجوه النظرية التي تدعي التسطح للعالم وتبرز أشكال التأثير وتتعدد الأنساق ولعل هذه التأثيرات تتمظهر في بعض القطاعات المهمة .
بقدر ما نحن منبهرين بوسائل الاتصال الحديثة بقدر ما هي وسائل لخدعتنا حتى نكون مستعدين لركوب قطار الكونية . فعندما تبهرنا شركات الاتصالات بخدماتها الخيالية ، وتقول بان ذلك بفضل اللاحدود فنحن نلوم أنفسنا ونتساءل عن السبب الذي جعلنا لم نركب قطار الكونية ، ولكن قلّ فينا من يسال لماذا تقوم هذه الشركات بهذه السياسة ؟ وما الدافع الذي يجعل شركات معينة في بداية القرن العشرين تفرض رسوما كبيرة لإجراء مكالمة هاتفية، واليوم يمكن لأي واحد منا أن يجري مكالمة عبر الانترنت بالمجان ؟! هل هذه الشركات تفعل ذلك لأنها تحبنا ؟! طبعا لا هي تحب شيئا واحدا اسمه المال . يجب أن نربط هذه الوقائع بالتطور الأيديولوجي لسياسة السيطرة فالأمر أشبه بتقديم لعبة لطفل صغير تكسب وده ثم تربطه عندك بالإغراءات .
إن رفع شعار اللاحدود هو انطواء على مبدأ أخر يقوم على رفض التعامل باللغة، أو أن تكون اللغة عائقا، وكل هذا يجب أن نفهمه انطلاقا من زاوية استماتة الزبون . ولكننا إذا كنا حقا قد أسلمنا بمبدأ الكونية واللاحدود ، فماذا حققه هذان المفهومان ؟ بل على العكس تماما الاستخدامات الالكترونية بالخصوص اليوم أصبحت محكومة بمجموعة من الازدواجيات والمتناقضات، ففي حين يرفع دعاة اللاحدود شعارهم هذا نجدهم هم السباقون إلى فرض الرقابة على الانترنت ويتنصتون على المكالمات الهاتفية الخاصة دون أوامر قضائية ، فكيف نفهم هذه السياسة دون أن نقول بان هذا أمر ينطوي على الخداع من اجل إحكام المزيد من السيطرة .
* كاتب مغربي



#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن في العراق : أزمة الأزمات
- YouTube ثورة الفيديو على شبكة الانترنت
- رحلة البحث عن رجل السلام.
- الإخوان المسلمين : مسمار جحا اللعين .
- أمريكا وإستراتجية الانسحاب من العراق
- تكريس مفهوم القوة أساس الحق .
- المثقف والاسئلة المقلقة .
- ورطة المحافظين الجدد.
- الشارع ومهمّة التغيير.
- مستقبل حرية التعبير ؟؟
- الإرهاب كسلوك فكري.
- المثقف وإشكالية التعبير العلمي والمعرفي
- شباب المغرب - المقرقب-
- الاستغلال الجنسي للأطفال أو انهيار منظومة الأخلاق الاجتماعية ...
- بوش : جولة الطاقة من أجل الحرب .
- استعارة المفاهيم : الارهاب نموذجا .
- هل نحن بحاجة إلى رابطة شبابية مغربية ؟
- موجة الأمس
- أهمية العدالة الاجتماعية
- حرية التعبير والالتزام بالمسؤولية


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أمياي عبد المجيد - خرافة العالم المسطح.