أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمياي عبد المجيد - أزمة القراءة في الوطن العربي














المزيد.....

أزمة القراءة في الوطن العربي


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 12:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أولا من الصعب الجزم بالقول أن أزمة القراءة هي نتاج ذلك التراجع في حركة النشر، والطبع في الوطن العربي ولا يجوز في تصوري أن تكون هذه الظاهرة إعلانا على فقدان الثقة في مسار حركة الإبداع والتأليف .
ثانيا ، تجنبا للإخفاء يتحتم علينا كمثقفين أن نبرر هذه الأزمة بمبررات واقعية تنأى عن المزايدات، والتهرب من المسؤولية المنوطة بكل مثقف يريد إشراك القارئ في مسيرة البناء الثقافي الصحيح، والتميز الذي يوفر مكانة معينة للمجتمع .
عندما بدأ وعي المثقف العربي يستيقظ اتجاه واقعه المعرفي فهم انه من البديهي أن يجاري أسباب الأزمة التي يتخبط فيها ما دامت العولمة تفتك بكل شيء ، وهكذا كان المثقف العربي طوال السنوات الأخيرة أسير الانطباع الخادع ، أو دعونا نقول بكل صراحة أن المثقف العربي فقد شجاعته في مواجهة أزماته التي تمسه هو شخصيا قبل العاديين من أفراد مجتمعه، وكانت العولمة كبش فداء مميز لتعليق خيبة الواقع !!
يحلوا لبعضهم أن يلقوا بأزمة القراءة على ما جاب به العصر من تطور تقني ، فمنهم من يغاض لان الانترنت أصبحت معطا وشريكا في الحياة اليومية عند العديد من الناس وبعضهم يتهكم ويلقي باللئيمة على الانفجار الإعلامي خاصة ما أصبح يعرف بعصر الفضائيات .
نلاحظ في تقديم هذان المعطيان كأساس استنتاج نهائي يلخص الحالة المعرفية وأزمة القراءة، هو في حد ذاته تهرب من الواقع الذي يجب أن يطرح ومن قال بان الانترنت قد أثرت على حالة القراءة ، فعلى سبيل المثال بعد الثورة الرقمية التي شهدها العالم استطاعت صحف كثيرة مضاعفة مبيعاتها كجريدة لومند le monde الفرنسية .
إن فهم إشكالية القراءة في الوطن العربي تتم أولا بتخلي المثقف العربي على تصوره الحالي ، ويسحب اتهاماته التي لن تغير في الواقع شيئا بل اعتقد شخصيا أن هؤلاء المثقفين أشاعوا ونشروا هذه الأفكار الازدرائية، حتى تبقى الساحة مفتوحة لشريحة معينة من أهل المعرفة ، والسبب الذي يدفعني إلى القول بهذا أن السببين المقدمين في تفسير هذه الظاهرة هما سببان فضفاضان من السهل جدا أن يلتبسا على الإنسان وكانا نتاج تطورات طبيعية لديناميكية الإنسان العلمي الذي لا يمكن إيقاف حركيته بمجرد الاشتباه في مسؤوليته على انتعاش المعرفة ونسبة القراءة !!
لقد انتهى الفهم الإشكالي إلى التسليم بأن الفهم الطبيعي والصحيح هو الذي يقول به مجموعة من المثقفين ودونما الاستدراك بسؤال الجدل خمدت كل المحاولات التي أرادت إحياء الجدل في منظور المعرفة والكشف الصريح على مكامن الخلل دون القفز على الحقائق البينة .
وبامكاني الآن أن أعطي معطا جديدا تجاهله المثقفون ولم يشاءوا الحديث عنه بشكل مباشر لسبب بسيط أنهم هم المسئولون بشكل رئيسي على تردي المعرفة وتقهقر حالة القراءة انطلاقا من هذا المعطى . إنني اعني بالضبط ما يمكن أن نصطلح عليه " قيمة المعرفة ".
عندما يصل اللبس مداه ويقف القارئ في حيرة المغترب ، بشكل تلقائي يطرح سؤال القيمة كاستدراك طبيعي ، لكن الخطير في هذا السياق أن المثقف وقف ينحت في سؤال القيمة حتى شوهه وألقى باللائمة على غير ما يجب أن يلام . وهذا المثقف للأسف لم يدرك شيئا مهما في نظام المعالجة المعرفية ، فهو لم يستطع إخماد السؤال عند ثلة من الجدليين (الثوريين ) وبالتالي بدأت النتائج العكسية تظهر حتى عاد سؤال البحث عن قيمة المعرفة يطفو بقوة .
عندما غاب على الساحة العربية الجمال المعرفي والاستمتاع بالقراءة ترتب عن فهم صيغة ودور المعرفة أنها في سياق الجمال ما هي إلا خدعة لا يمكن أن تحقق مراد القارئ وفي الاستمتاع وجد هذا القارئ أن تحدي الواقع ونقله بلغة اقرب إلى لغة الخشب فرضته عليه الملل فرضا . من هنا يتحدد لدينا عاملان مثلا نقطة تحول مهمة عند القارئ العربي ووضعية المعرفة :
الأول، يتعلق بجودة الإنتاج وديناميكية التأليف فالكل يدرك أن وضع الإبداع في الوطن العربي مازال يراوح مكانه ، وان النهضة التي حققها جيل الخمسينيات والستينيات لم يضف إليها شيء سوى بعض النبش الخفيف الذي كان تعبيرا على رغبة شخصية عند مجموعة من الغيورين المشتتة جهودهم في أكثر من دولة عربية ، وبلا شك يدرك الجميع أن الكثيرين من مثقفي زماننا هذا وقعوا في فخ وهم الإبداع متناسين أن البند الأساسي في نفاذ أعمالهم هو محاكاة ما يكتبونه لرغبة القارئ ، فكيف يكون هذا والقارئ متذمر يتجاذبه عزوف مريع عن القراءة التي كانت نتيجة لإقرار هذا الوهم ؟!
الثاني ،:باستطاعتي أن أقول بان القراءة في الوطن العربي يساهم في تردي وضعها ما يمكن أن نقول عنه غياب الحس المشترك ، وغياب النقد والجدل المؤسس على أسس وقواعد موضوعية تضيف أكثر مما تأخذ، فلو كانت المعرفة تتعرض لمثل هذه المراجعات الحيوية لكوننا طبقة مهمة وشريحة عريضة من القراء الذين يسايرون التجديد المعرفي الدائم عوض أن ترسخ لديه فكرة الجديد القديم التي تعيد نسخ القديم في قالب جديد دون تغيير جذري ، وبالتالي يمكن أن نقول بأننا بحاجة إلى أن يكون حسنا مشترك مبني على فهم مشترك لواقع مشترك .
* كاتب مغربي



#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجرة العمالة وتأثير العولمة
- السودان والمحكمة الجنائية الدولية
- الحرب على الإرهاب أو الانفراد المطلق بالقوة
- الإصلاح العابر للقارات !!
- إيران النووية في مواجهة الضغوط الخارجية
- القذافي ودولة الطّز
- خرافة العالم المسطح.
- الأمن في العراق : أزمة الأزمات
- YouTube ثورة الفيديو على شبكة الانترنت
- رحلة البحث عن رجل السلام.
- الإخوان المسلمين : مسمار جحا اللعين .
- أمريكا وإستراتجية الانسحاب من العراق
- تكريس مفهوم القوة أساس الحق .
- المثقف والاسئلة المقلقة .
- ورطة المحافظين الجدد.
- الشارع ومهمّة التغيير.
- مستقبل حرية التعبير ؟؟
- الإرهاب كسلوك فكري.
- المثقف وإشكالية التعبير العلمي والمعرفي
- شباب المغرب - المقرقب-


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمياي عبد المجيد - أزمة القراءة في الوطن العربي