أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صدقي موسى - فلنجنب مدارسنا الخلافات الحزبية














المزيد.....

فلنجنب مدارسنا الخلافات الحزبية


صدقي موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 09:28
المحور: القضية الفلسطينية
    



الطالب الفلسطيني يعيش واقعا دراميا لا تنتهي فصوله، شأنه في ذلك شأن فئات الشعب الفلسطيني الأخرى، ففي كل عام وفصل دراسي له حدث وذكرى.. إما اجتياح لقوات الاحتلال أو فرض لمنع تجول، أو استشهاد زميل، أو هدم مدرسته، أو إضراب للمعلمين.. وهذا العام يأتي وله نكهة خاصة بالشرخ الحاصل في القلوب قبل أن يحصل في الجغرافيا والمكان.
وفي واقع متناقض.. في الأمس القريب نشأ و ربا على أن العدو هو المحتل، وأن الفلسطيني للفلسطيني كالجسد الواحد، إذا اشتكى الضفيّ هب الغزي موجوعا باكيا، وإذا دنّس الأقصى هبت فلسطين ثائرة، تربى الطلبة على أن بأس الفلسطيني على عدوه شديد، وهو مع أبناء وطنه ناصح أمين، يقتسم معهم الرغيف، بل وحتى حبة القمح الواحدة.
أما الآن يكاد الطالب يمزق من قلبه ما تعلمه.. ويحضرني هنا موقف بين طلبة مدارس لم يتجاوزوا الخامسة عشرة من أعمارهم، رفضوا أن يشاركهم اللعب طفل في جيلهم بحجة أنه من بني تغلب!! فرد عليهم التغلبي بأنه لا يشرّفه اللعب مع بني أوس.
وقفت مشدوها أمام هذا التصرف العشائري العنصري، لكنني رجعت وعذرتهم فكبار القبيلة فعلوا أشنع من ذلك، وكيف لا يتأثر مثلهم بأجواء الحقد التي يعيشون وسطها وتنتقل عداوة الخلافات إليهم؟
في هذه الأجواء، نقف أمام استحقاقين على المدرسين؛ أولهما مسؤولية جسيمة في تجنيب المدارس أي مظهر من مظاهر الخلافات الداخلية، وتربية الطلبة وتوجيههم نحو روح الوحدة والتآخي والمحبة، ومعالجة أي ظاهرة سلبية تظهر عندهم فورا وبطريقة تربوية سليمة، حتى لا ينشأ لدينا جيل مشبع بالحقد منشغل بلعبة الكبار.
ما يدعوني للتركيز على هذا الجانب هو كون الشعب الفلسطيني متعلما واعيا لما يدور حوله، يتنفس السياسة مع الهواء جراء ما يفرضه الواقع الذي يحياه، فنرى غالبية طلبة المدارس متحزبين لفصيل أو لآخر، وتنعكس مجريات الأحداث على المدرسة كما الشارع، فنرى احتفالات ومعارض وإذاعة مدرسية ومجلات حائط تتحدث بالسياسة، وهذا الأمر بطابعه العام ليس سلبيا؛ لما ينميه في الطلاب من صحوة مبكرة، ونمو فكري ووطني.. إلا أن السلبي في الأمر أن تكون سببا في نزاع بينهم ومشاحنات.
فالمطلوب هو تشجيع الأنشطة اللامنهجية بما يشمل ذلك من توعية وطنية لدى الطلبة، مع التنبه لأي سلوكيات غير سليمة، على أن لا يستغل ذلك لقمع الطلبة، ومناصرة طرف على آخر.
ثانيا: المدرس نفسه يكون في الغالب مسيسا أو صاحب توجه، فعليه أن يتجنب أثناء حصصه وداخل المدرسة أي "نعرات" حزبية، أو مساندة طالب ضد آخر، فهو القدوة والموجه لتلاميذه.
ولتكن مدارسنا وجامعاتنا ضوء آخر النفق، فيكفي ما وصلنا إليه من شرخ وضعف في عدة مجالات، ولم يتبق لنا إلا العلم شمعة الأمل التي يجب أن لا تطفئها ريح خلافاتنا الحزبية.



#صدقي_موسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ممر السلام- أفيون مخدر أم تحول جذري؟
- الأسطورة المقاوِمة: لازِمة من لوازم الإرث الفلسطيني
- 100 مليون دولار!!! ويرفضها!!
- كفاك تضليلا سيادة الرئيس
- صرخة من الأغوار لعلها تلامس شغاف القلوب
- احياء قضية حق العودة في وسائل الاعلام
- حرب الاحتلال غير المعلنة على البيئة الفلسطينية
- يا عمال فلسطين اتحدوا
- 11 عاما على مجزرة قانا ودماء المجازر تنزف
- من لابناء الاسرى؟


المزيد.....




- لماذا اعتبر البعض في ليبيريا إشادة ترامب بإتقان رئيسهم للغة ...
- ماذا نعرف عن التحقيق مع مديري FBI و CIA السابقين بسبب -روسيا ...
- تونس: مهرجان قرطاج الدولي يلغي حفل هيلين سيغارا عقب انتقادات ...
- إنقاذ 6 واستمرار البحث عن 15 من طاقم سفينة أغرقها الحوثيون ف ...
- واشنطن تطالب هارفارد بسجلات المشاركين في احتجاجات غزة
- أمريكا: الحوثيون اختطفوا ناجين من طاقم السفينة -إترنيتي سي- ...
- حماس تصر على مطالبها ونتنياهو يريد صفقة -لكن ليس بأي ثمن-
- كيف يمكن الاستدلال على صحة الجسم عن طريق مُخاط الأنف؟
- البرازيل تستدعي القائم بالأعمال الأميركي بعد إعلان ترامب دعم ...
- تعرّف على الجانب الأجمل من إيطاليا الذي يجهله السياح


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صدقي موسى - فلنجنب مدارسنا الخلافات الحزبية