أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أرنولد كلاسيك و الأجساد الرشيقة















المزيد.....

أرنولد كلاسيك و الأجساد الرشيقة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 618 - 2003 / 10 / 11 - 07:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

لعل أسو أ ما يحدث في العراق هذه الأيام هو أمركة العراق وإفراغه من محتواه الشرقي و طبيعته العربية المطعمة بأقليات أخرى من سكان بلاد الرافدين. لقد أعتصر الألم كل محب للعراق وتاريخه وحضارته وعراقته،يوم شاهد الرعاع واللصوص والأوباش وهم يقومون بسلب ونهب وحرق كل ما وجدوه في طريقهم ،ظنا منهم أنهم بهذه الطريقة ينتقمون من نظام الحكم السابق، مع أنهم بهذا العمل الشنيع كانوا يسيئون لكل ما هو عراقي وعربي وشرقي ولكل ما هو نبيل وجميل وأصيل وجليل في بغداد العريقة.

و تأتي اليوم عملية الابتهاج بفوز النجم الهوليودي ، بطل العالم السابق لكمال الأجسام ، النمساوي الأصل أرنولد شوارزنيجر بمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا. لتزيد من حالة التأمرك واللا وعي التي انتشرت في بعض الأوساط العراقية. من شدة إعجاب البعض بالبطل الأمريكي الذي يذكرنا بأبطال السينما الأمريكية الهوليودية، هؤلاء الذين يقومون بالعجائب ويتغلبون على كل المخاطر في الأفلام،بحيث يصبح بعضهم بعد فترة من أشهر السياسيين في الولايات المتحدة، كما كان الحال مثلا مع الرئيس الممثل السابق رونالد ريغان.

أما في عاصمة الرشيد التي ترزح تحت وطأة الاحتلال الأمريكي فقد قام السيد صباح مهدي الذي يملك نادي الأجساد الرشيقة في العاصمة بغداد بتغيير أسم النادي المذكور من الأجساد الرشيقة إلى أرنولد كلاسيك.

يعتبر صباح مهدي كما الكثير من العراقيين أرنولد شوارزنيجر بطلا في الرياضة و السياسة، لذا فهو معجب بالنجم الرياضي والسياسي.من هنا جاء تغيير أسم النادي حيث أن صباح مهدي وأمثاله يريدونه رئيسا للعراق الجديد، فمادام  يتمتع بشعبية كبيرة في العراق،حيث لم تتأثر تلك الشعبية بالحربين اللتين شنتهما أمريكا على العراق،وبالحصار الذي فرضته على بلاد الرافدين مما خلف مئات آلاف القتلى والموتى من الأطفال العراقيين بالذات، وتسببت الحربان الأمريكيتان بانتشار الأمراض والأوبئة والجراثيم في كافة أنحاء العراق. مادامت شعبية الممثل كبيرة لهذا الحد بين العراقيين بالرغم من كل شيء،  فأننا نقترح على الرئيس بوش وأركان إدارته استبدال الحاكم بول بريمر  بآرني شوارزنيجر، مثلما استبدل دونالد رامسفيلد بكونداليسا رايس.

ليتم تنصيب النجم الرياضي والهوليودي الحاكم الجديد لكاليفورنيا، حاكما للعراق ، لعل في هذا ما يخفف من ثقل الوقع المقاوم الذي يؤرق القيادة الأمريكية. فالجنود الأمريكيون يقتلون كل يوم  ويجرحون ويمرضون ويصابون بحالة كآبة وهستيريا ، إذ لا يمكنهم البقاء في العراق رهائن لنيران المقاومة العراقية، و حيث أن هذه المقاومة تزداد يوما على يوم، محدثة تكاثرا محسوسا وملموسا في نسبة الخسائر الأمريكية، ومقفلة الأبواب على الذين وصفوها ببقايا وفلول النظام أو غير ذلك.

حتى أن الآلاف من جنود القوات الأمريكية وما يسمون بجيش آرني الذي يحتل العراق أعلنوا ابتهاجهم بفوز النجم والممثل الذي كان قد زارهم في يوم عيد استقلال أمريكا في الرابع من تموز / يوليو . قد يكونون على امل أن النجم آرني سوف يقودهم للقضاء على المقاومة في العراق أو يؤمن لهم طريق العودة للبيت البعيد وللعائلات التي تنتظرهم ، هذه التي لم يستطع الرئيس بوش اليوم في خطابه التخفيف من مخاوفها ، هذا بالرغم من التصفيق الشديد الذي كنا نسمعه بين فقرة وأخرى من الخطاب.

 إن النجم أرنولد الذي أيد الحرب لأنه من أهل الحرب وكل أفلامه تقريبا كانت عبارة عن تمثيل يقدم العقلية الأمريكية العدوانية بالرغم من تجميل الموقع والموقف الأمريكيين في الأفلام، بحيث كانت أمريكا دائما تمثل الخير والبقية تمثل الشر أو توجد ما بين الخير والشر، أما الخير فهو لأمريكا فقط لا غير.

 هذه هي سياسة بلاد جيش آرني حتى في أفلام هوليود، فمادام البعض من العرب يتثقف ويتربى على أفلام رامبو و آرني والديلتا فورس فمن غير المفاجئ أن يقدم صاحب النادي العراقي على تبديل وتغيير أسم ناديه من الأجساد الرشيقة ألى أرنولد كلاسيك، فصاحبنا يرى في آرني بطلا رياضيا وسينمائيا وسياسيا ، ويقول أن بلاده العراق بحاجة لقائد مثله في الوقت الحالي. ونحن نقول لمهدي ومن يفكرون مثله، أن العراق بحاجة أولا للوحدة الوطنية وللحرية وللعودة للحاضنة العربية حيث مكانه الطبيعي والريادي. يكفي الشعب العراقي أن أمريكا تحتل العراق وأن جيش آرني  موجود في أرض السواد، حيث أصبحت البلد سوقا للبضائع الإسرائيلية التي يقوم بتصديرها الكيان الإسرائيلي عبر تجار أردنيون يعملون كوكلاء لدى الشركات الإسرائيلية، فقد كشفت اليوم جريدة الرياض السعودية أن قيمة الصادرات العراقية للعراق في تموز يوليو الماضي بلغت 50 مليون دولار أمريكي، وكانت هذه الصادرات بحسب مصدر موثوق في وزارة التجارة العراقية منتجات زراعية وأغذية معلبة ومشروبات غازية ومشروبات كحولية.

وبحسب نفس المصدر أنه هناك أنباء لم تتأكد بعد تقول بأن النفط العراقي ضخ في الأنبوب منذ شهرين، وأن إسرائيل تلقت أولى شحناته في شهر تموز الماضي. وكان بول بريمر قد صرح في الأردن أبان اجتماعات القمة الأردنية العربية التي عقدت في العقبة بأن أبواب العراق مفتوحة أمام الاستثمارات الإسرائيلية. مما يعني أن أمركة العراق وتطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني هي من الثوابت الرئيسية لبريمر ومجلس حكمه الانتقالي. ومادامت النوادي تغير أسماءها من العربية ألى الأمريكية ، كما فعل بريمر بالجيش العراقي ، فأن مستقبل العراق سوف يكون رهن بقدرة الشعب العراقي على تجاوز خلافاته وتعزيز وحدته الوطنية، ومن ثم دعمه لمطلب طرد الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والممكنة، فالوجود الأمريكي في العراق وجود احتلالي غير معترف به قانونيا ودوليا.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين حمام الشط وحطين أزمنة وسنين
- صحة عرفات و صحة فلسطين
- العرب تحت رحمة الإرهاب
- حكومة أبو علاء وجدار العار
- بوش وشون
- قرارات الرباعية شكل من أشكال العنصرية
- في يوم الطفل العربي ، سجل أنا عربي ..
- رحل الفلسطيني الأبي ادوارد سعيد
- عن خطاب بوش في الجمعية العمومية
- بوش ليس أحسن حالا من شارون
- عملية تبادل الأسرى والعبء الثقيل
- السلام الاصطناعي قصير العمر
- حتى أنتِ يا دبي ...
- حق الفيتو و حق الدفاع عن النفس
- أبو عمار ليس وحده
- في يوم صبرا وشاتيلا
- من يحاسب سري نسيبة ؟
- آننا ليند سلام عليك
- تفجير المقاهي والباصات مثل قصف المنازل والحارات
- نصائح مجانية للسيد احمد قريع


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي بعد إعلان إحباط مؤامرة ...
- الرئيس الصيني يعتبر زيارة المجر فرصة لنقل الشراكة الاستراتيج ...
- جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة -الفصل العنصري الإ ...
- الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس
- بعد اكتشاف بقايا فئران.. سحب 100 ألف علبة من شرائح الخبز في ...
- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أرنولد كلاسيك و الأجساد الرشيقة