أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد علم الدين - قبل أن نحتفلَ بذكرى نصرٍ ألهي














المزيد.....

قبل أن نحتفلَ بذكرى نصرٍ ألهي


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قبل أن نحتفلَ بذكرى نصرٍ ألهيٍّ لم يكن وما كان على أرض الواقع والبرهان. إلا أننا نحتفلُ به فقط لنُرضِيَ غرورَنا ، ونغرِّرَ بشبابنا ، ونهيِّجَ رعاعَنا ، ونخدرَ شعوبَنا ، ونخدعَ أنفسَنَا ، ونشوِّهَ حاضرَنا ، ونزورَ تاريخَنا ، ونتكاذَبَ على بعضنا ، ونباركَ أخطاءَنا لنكررها بجهالتنا. وهل هناك من يجرؤ على محاسبتنا؟
فكيف إذا كنا بعمائم وجبب وهالات مقدسة لا يعتريها الشطط!
وقبل أن تصدحَ حناجرُنا بأناشيدَ الفرح ، وأهازيجَ فقدت معانيها من شدة القرح ، وبأغانٍ أصمت آذاننا من كثرة ترديدها على مسامعنا ، وقبل أن نطلقَ الرصاصَ الحيَّ ابتهاجاً فوق رؤوسنا ونجرح الأبرياء الآمنين في بيروتنا ، ونفرقعَ مفرقعاتِ الغَيِّ سروراً في سمائنا ، ونفلتَ العنانَ لزماميرَ البغْيِّ والتحدي والاستفزازِ غروراً من أبواقِ سياراتِنا ، أليس من الأجدى أن نتذكر أكثر من 1300 شهيد برئ فقدناهم بسبب ما يسمى "النصر الإلهي" أو كارثة حرب تموز وما تبعها من ضحايا بسبب القنابل العنقودية الإسرائيلية. علينا أن نحني بخشوع وإجلال لأرواح الأبرياء الطاهرة التي أزهقت هدراً في حرب مدمرة غير متكافئةٍ كنا في غنى عنها ولا علاقة للبنان بها سوى زجه غصبا عنه في آتونها خدمة لمشاريع النظام السوري وطموحات النظام الإيراني.
وماذا حقق حرب تموز من نتائج مسرة لشعب لبنان؟
لا شيء سوى المآسي والتشرد والتهجير والفقر والموت والأكفان
ونهر طويل من الدماءِ العزيزةِ والدموع والأحزان
وفقدان الأحبةِ والأصدقاءِ والخلان
وتكاثر الثكالى والأرامل والأيتام!
ولكن من نتائج حرب تموز المسرة أيضا عودة الجنوب الحبيب بعد طول غياب قسري إلى صدر الوطن، الذي ضمه بسواعد الجيش اللبناني على كل النقاط الحدودية لبسط سلطة الدولة الشرعية على كامل أراضيها. ولولا العرقلات السورية لكانت شبعا وهضابها الخصبة وينابيعها الفوارة اليوم تحت السيادة اللبنانية. ولكن هذا كان ممكن أن يتحقق على طاولة الحوار الوطني ومن خلال العمل السياسي للحكومة دون حرب وكوارث وضحايا لو أن الحزب الإلهي وقائده الملهم الذي يدعي اللبنانية أراد حقا الخير للبنان وشعبه. ولكن من يعطل الوسط التجاري، ويضرب الموسم السياحي، ويقفل المجلس النيابي، ويثرثر مع ف. الشرع ضد الشقيقة الكبرى السعودية لا يريد الخير للبنان وشعبه!
وماذا حقق حزب الله من حرب تموز؟ يقول الشيخ حسن بأنه أفشل مشروع الشرق أوسط الجديد الأمريكي. هذا كلام فضفاضي وادعاء غير ممكن برهنته والتعويل عليه. ويقول أيضا أن أضعف إسرائيل وضعضع مؤسستها العسكرية. ولكن ما نستطيع تأكيده هو العكس. حيث أنه من نتائج حرب تموز الكارثية على العرب هو تشجيع إدارة بوش لزيادة حجم المساعدة العسكرية الأميركية الى الدولة العبرية لتصل الى نسبة 25%، أي ثلاثين مليار دولار لعشر سنوات.
وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز خلال حفل التوقيع البارحة في وزارة الخارجية في القدس إن "هذه المساعدة العسكرية الأميركية وقدرها ثلاثون مليار دولار استثمار لصالح السلام الذي لا يمكن تحقيقه إذا لم تكن إسرائيل دولة قوية".
وتابع أن "الولايات المتحدة وإسرائيل وعدداً كبيراً من دول المنطقة يواجهون وضعاً تحاول فيه إيران الحصول على قدرة نووية وهناك تعاون بين سوريا وإيران وحزب الله (اللبناني) ومجموعات أخرى مسؤولة عن النزاع في المنطقة".
وكان صدام حسين قد أطلق صاروخين على إسرائيل، أبان حرب تحرير الكويت، جلبوا لها المليارات من المساعدات العسكرية الأمريكية والعطف العالمي الغير مسبوق.
حتى أن المانيا التي كانت تحاول دائما أن تظهر بمظهر الحياد في الصراع العربي الإسرائيلي تحمس وزير خارجيتها السابق غينشر وزار إسرائيل تحت القصف الصدامي متضامنا معها وفي جعبته هدية من بطاريات باتريوت الدفاعية تساوي قيمتها 2 مليار من الدولارات كما أذكر.
نحن نحتفل بالنصر الإلهي على خيباتنا الممتالية وإسرائيل تحاسب قادتها على أقل هفوة أدت لعدم تحقيقها النصر الكاسح. 07.08.17




#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا كان لفرنسا نابليونُها فللبنان ميشال عونُها !
- مبروك للفائزة قبل الفائز في الانتخابات !
- المقامَةُ العونيةُ وما أدراكَ ما تحت الزُّنَّار
- إنه أكبر من انتصار رياضي
- الديمقراطي الحق، ليس انتهازيا
- الواجب الوطني ينادي فلبوا النداء!
- لماذا لم يتطرق الأسد في خطابه للوضع اللبناني؟
- معاركُ الباردِ قَطَعَتِ الشَّكَ باليَقينِ
- وارتفع العلم اللبناني خفاقاً
- الدعارة الثورية
- لحود إن وقَّعَ وإنْ لم يوقِّعْ سَيَّان!
- عارٌ بل أكبر! فضيحةٌ بل أكثر!
- لبنان لا يحتاج إلى قرارات دولية، بل قوات!
- صَرْخَةُ الحقيقَةُ
- افرحي يا بيروت
- لا تراجع أمامَ إرهاب المخابرات
- مَنْ هُزِمَ في 5 يونيو/حزيران؟
- سينتصرُ لبنانُ بتلاحمِ الجيشِ والشعب
- أمر عمليات لعمر كرامي
- الجيش اللبناني في حالة دفاع عن النفس


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد علم الدين - قبل أن نحتفلَ بذكرى نصرٍ ألهي