في اللقاء التواصلي الثالث لجمعية - تواصل-

فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:41
المحور: الادب والفن
    

كان أطفال أصيلة مساء يوم الجمعة 10 غشت 2007 على موعد مع حفل افتتاح اللقاء التواصلي الثالث الذي أصبح تكريسا سنويا تنظمه جمعية " تواصل "، و ذلك من 10 إلى 12 غشت بفضاء زنقة الأقحوان بأصيلة ( شمال المغرب)، تحت شعار " السلام من أجل الطفولة " هذا الشعار الذي سيتجسد من خلال الأنشطة المتنوعة التي يتضمنها هذا اللقاء التواصلي. و قد عرف الحفل تقديم لوحات فنية أداها أطفال الجمعية تحت عنوان: " حلم السلام من أجل الطفولة "، كما شهد هذا الافتتاح عدة أناشيد و رقصات من أداء براعم الجمعية. وفي خضم هذا اللقاء التواصلي ألقى الأستاذ محمد اليملاحي الشاعر رئيس جمعية تواصل كلمة بالمناسبة، موضحا فيها ضرورة إغناء مواهب الأطفال و صقلها و انفتاحهم على الآخر من خلال التواصل و الحوار و تكريس روح المبادرة و الإبداع وإشعار المجتمع المدني بمسؤوليته الكاملة كقوة تأطيرية و اقتراحية و فاعلة في مجال رعاية الطفولة و تكريمها و حمايتها.
وافتتح هذا اللقاء التواصلي بموكب استعراضي للأطفال حاملين شعارات مناهضة للحرب و منادية بالسلام: " لا للحرب... نعم للسلام"،" نتواصل جميعا من أجل غذ أفضل"،"junto para proteger nuestra infancia"،"l’enfant d’aujourd’hui est l’homme de demain"، " together for a lest futur"، و قد انطلق هذا الاستعراض الذي عرف مشاركة مكثفة من أطفال أصيلة و بشكل خاص أطفال زنقة الأقحوان، في اتجاه ساحة محمد الخامس حيث توقف الموكب الاستعراضي للحظات من أجل أداء بعض الشعارات و الأناشيد قبل أن يعود أدراجه إلى زنقة الأقحوان، حيث كانت ورشة الرسم في انتظارهم و التي أظهر فيها الأطفال رغبة كبيرة في الإبداع و التعبير عن مواهبهم بتلقائية و عفوية كبيرة.
وفي إطار الأنشطة التي تنظمها جمعية تواصل خلال هذا اللقاء التواصلي، احتضن فضاء زنقة الأقحوان مائدة مستديرة تضمنت عدة محاور حول الطفولة بمشاركة مجموعة من الأطفال: عمر النويشي، سهلية بوحراث، أحمد المرنيسي، سارة احلالوم، عمار الحليمي الأصيلي، نهاد اقطيطو، مريم سلمون. و ذلك يوم السبت 11 غشت 2007 على الساعة الرابعة و النصف مساءا. و قد افتتحت المائدة المستديرة بمداخلة عمر النويشي الذي تحدث عن التنشئة الاجتماعية للطفل و دور الأسرة في تربيته على قيم أخلاقية و تربوية تؤهلهم للاندماج في المجتمع. في حين أبرزت الطفلة سهيلة بوحرات في مداخلتها الحقوق الأساسية التي من حق الطفل التمتع بها خلال حياته اليومية كالحق في الحياة، التمدرس، الصحة، و ضرورة تمتع الأطفال بالحماية الضرورية. و في نفس السياق أشار أحمد المرنيسي إلى أهمية اللعب في حياة الطفل و دعا إلى توفير فضاءات تنشيطية في غياب أندية و أماكن تربوية و ضرورة اهتمام المجتمع المدني بالطفولة و احتضان طاقاتها الناشئة.
و كان لابد من حضور موضوع المسرح في حياة الطفل باعتباره منظومة تربوية تبرز مواهب الطفل و تصقل شخصيته ثقافيا و فنيا و أخلاقيا و اجتماعيا و إبداعيا و الذي تطرقت إليه سارة احلالوم من خلال تجربتها الذاتية مع المسرح. أما عمارالحليمي فقد أشار إلى موضوع تشرد الأطفال باعتباره ظاهرة متفشية في المغرب، حيث دعا إلى معاملة الأطفال معاملة حسنة، و تربيتهم على الشجاعة و السلام، و مراقبة سلوكهم اجتماعيا عن طريق دمجهم بالمؤسسات الثقافية و الاجتماعية و الفنية، والعمل على صقل مواهبهم، كعوامل وقاية من مخاطر التشرد و الضياع. في الوقت الذي طرحت فيه نهاد اقطيطو موضوع دور الجمعيات في رعاية الطفولة و حمايتهم من التشرد و الضياع مشيرة إلى تجربتها الشخصية في أحضان جمعية تواصل منذ اللقاء التواصلي الأول. كما قدمت مريم سلمون قراءة في شعار اللقاء التواصلي " السلام من أجل الطفولة" حيث ركزت على ضرورة تحقيق السلام في الفضاء الذي سينشأ فيه الطفل و" السلام من أجل الطفولة " شعار تجسده مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى إبراز مواهب الطفل و صقلها عبر الانفتاح على الآخر من خلال التواصل و الحوار و زرع قيم الأخوة و التسامح.
وانتهت الجلسة بكلمة المسيرة نهى حجي التي دعت الحاضرين إلى جلسة تقيمية للمائدة المستديرة في اليوم الموالي من طرف الفاعلين الجمعويين و أولياء الأمور، و إلى الاستعداد لانطلاق موكب الكرنفال الذي شارك فيه أطفال مدينة أصيلة حيث جابوا شوارع المدينة عارضين رقصات و استعراضات و لوحات تعبيرية متميزة.
كانت الساعة تشير إلى العاشرة و النصف من صبيحة يوم السبت عندما بدأت الاستعدادات إلى انطلاق ورشة الرسم التي كانت هذه المرة عبارة عن لوحة جماعية اظهر من خلالها الأطفال موهبة مميزة في الإمساك بالفرشاة و غمسها في الألوان لإنتاج رسوم عفوية تعكس الموهبة الذاتية للأطفال.
و في المساء كان أطفال أصيلة على موعد مع جلسة تقييمية لهذا اللقاء التواصلي مع الفاعلين الجمعويين و سكان زنقة الأقحوان، حيث تحدث الأستاذ ياسين ايصبويا ( ممثل المنتدى المتوسطي للشباب و الطفولة، و جمعية اللقاء المسرحي)، عن الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل و العناية التي أعطتها لمشاركة الأطفال في اتخاذ القرارات، كما شجع تجربة جمعية تواصل في إشراك الأطفال في الأنشطة الثقافية. وقد ركز الأستاذ أسامة الزكاري (ممثل جمعية ابن خلدون) في كلمته عن دور العمل الجمعوي و سكان زنقة الأقحوان في تشجيع هذه المبادرة المميزة التي تقوم بها جمعية تواصل منذ 2005، وقد اختتم هذا اللقاء التواصلي بحفل تضمن عرض لوحات تعبيرية بعنوان: " السلام من أجل الطفولة "، كما شهد الحفل عرض مسرحية " الحرب و السلام " من تأليف نسرين اغريدية و إخراج محمد اليملاحي الشاعر و تشخيص مجموعة من الأطفال: محمد احلالوم، مريم سلمون، نهاد اقطيطو، مريم احلالوم، سفيان قشقاش، سهيلة بوحرات، نهى حجي... و آخرون. و تتناول المسرحية في فصلها الأول موضوع الصراع بين الحرب و السلام من خلال قصة خيالية، في حين تطرق الفصل الثاني إلى نماذج من المقاومة الفلسطينية متجسدة في لوحات فنية من الأناشيد و الأشعار أداها الأطفال بشكل مميز....
لتختتم المسرحية بنشيد « يحيا السلام "
يحيا السلام في بلاد السلام
ليعش السلام في بلاد السلام
ليعش الكل في سلام في سلام
ليعش الكل في سلام في سلام
يحيا السلام يحيا السلام يحيا السلام

و قد تخلل حفل الاختتام توزيع جوائز قيمة على كل الأطفال المشاركين في هذا اللقاء التواصلي. و بكلمة الأستاذ محمد اليملاحي الشاعر أعلن عن نهاية اللقاء التواصلي الذي دام ثلاث أيام، حيث شكر في كلمته الحاضرين و المساهمين في هذا اللقاء التواصلي، و أن المسيرة ستستمر خلال الصيف القادم... لأنه ليس هناك أجمل من ابتسامة طفل بريئة تزين هذا العالم.

فاطمة الزهراء المرابط
أصيلة ـ المغرب

#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل