أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - حول مفهوم وحدة المدينة بالمغرب














المزيد.....

حول مفهوم وحدة المدينة بالمغرب


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 616 - 2003 / 10 / 9 - 03:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



منذ أواخر تسعينات القرن الماضي عرف المغرب نقاشا واسعا حول ضرورة تحسين تدبير الشأن العام المحلي. و في هذا الإطار برزت مسألة وحدة المدينة و التي طرحت ضمن السيرورة التاريخية للمدينة المغربية ككيان حضاري و كآليات لتدبير و تسيير الشأن العام, أي كنسق اجتماعي حضاري.

و لقد استدعت إشكالية وحدة المدينة بالمغرب منذ ئد اهتماما كبيرا, أكثر من أي وقت مضى, لكون أن السياسات العمومية المعتمدة في تدبير الشأن العام المحلي منذ فجر ستينات القرن الماضي سارت في اتجاه التشردم بين أنظمة و مناهج مختلفة و متباينة. و هذا في إطار و على ضوء فهم خاص سائد مفاده أن المدينة اعتبرت مجرد امتداد لسلطة الدولة. لا سيما و أنه منذ الاستقلال في منتصف خمسينات القرن الماضي ركزت سياسة الدولة على العالم القروي اعتبارا لأهميته و قوته من الناحية الديمغرافية, و اعتبارا كذلك لارتباط البادية و القرية المغربية بالمشروعية السياسية و تأثيرها عليها و دورها الحيوي في تكريسها و دعمها في جميع الظروف و الأحوال.

إلا أن الأمر تغير مع مرور السنين بفعل تزايد الهجرة نحو المدينة و بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد. و بذلك تغير الوضع و أضحت المدينة المغربية المؤثرة الأساسية في العمل السياسي و القرار الإداري بالبلاد, الشيء الذي فرض على الدولة اعتماد نوع من التحكم و الرقابة و الضبط على المدن عبر التقسيم الترابي و الإدارات الترابية و المصالح الخارجية للوزارات و وكالات حضرية و مؤسسات عمومية للتعمير و الإسكان. و هكذا تشتت المدينة بين هذه الإدارات و المؤسسات و أصبح من الصعب بمكان التحكم في توسعها و توجيه نموها. كما اتضح بجلاء أنه لا يمكن تأهيل المدينة المغربية إلا بإعطائها المناعة الضرورية التي تجعلها قادرة و مؤهلة للاستجابة لمطالب و انتظارات ساكنتها.
و طبعا لن يتأتى لها ذلك إلا بوحدتها أولا, لا سيما و أن المغرب يتجه نحو الطابع الحضري بعدما أصبح أكثر من 55 في المائة من ساكنته حضريين يقطنون المدن و الحواضر, علما أن هذه النسبة مؤهلة لتفوق ثلثي ساكنة البلاد في العقدين المقبلين.

و فعلا إن التقطيع الترابي الذي أسس أغلب المدن المغربية الكبرى كان تقطيعا غير ناجع إذ طغى عليه الهاجس الأمني و غيب من حسبانه النظرة التنموية. و هذا ما أدى إلى إحداث تجمعات و تكتلات سكانية لا تتوفر على أبسط الوسائل الناجعة لإيجاد الحلول المناسبة و المباشرة و المجدية لجملة من الإشكالات الحيوية المرتبطة بحياة المواطن. كما نتج عن هذه السيرورة ظهور أحزمة للفقر و التهميش تحيط بأغلب المدن المغربية الكبرى. لهذا و لأسباب تنموية و اقتصادية و اجتماعية أضحى من اللازم اعتماد نظرة شمولية عوض النظرة التجزيئية الأمنية. لذلك أضحى مطلب وحدة المدينة بالمغرب حاليا من أولويات أجندة التدبير الحضري.

و وحدة المدينة تعني بالأساس توفير أدوات التطور و الرؤية التنموية البعيدة المدى سواء للمدينة أو للمجال الحضري عموما, و إرساء آليات تدبير سليم لشؤونها لأن التجربة أبانت بما لا يدع مجالا لأدنى شك, أنه حينما يتعدد المتدخلون في ظل غياب سلطة ذات القدرة الفعلية على الحسم في التدبير و التصور لا يمكن الحديث بتاتا عن المشروع الحضري.

إذن إن المفهوم وحدة المدينة بالمغرب يعني عموما تجاوز الحالة التجزيئية التي تعيشها المدن المغربية و ذلك بخلق مركز قرار يتوفر على الشرعية و على الإمكانيات للتحكم في آليات تنفيذ تصور شامل, أي خلق إرادة سياسية واحدة داخل المدينة, و هي المتمثلة في مجلس المدينة.

إلا أنه من بين شروط نجاح مفهوم وحدة المدينة بالمغرب وجود عمدة واحد تكون له أهلية التكلم باسم المدينة, و يتوفر على الصلاحيات و الاختصاصات اللازمة و الكافية للقيام بذلك. علما أن المغرب اقتبس وحدة المدينة من النموذج الفرنسي, إلا أن قوة الوالي بالمغرب ( ممثل السلطة و الحكومة بالإقليم) مازالت كبيرة و واسعة و متعددة التخصص بالمغرب خلافا لما هو الحال بفرنسا, و هذا ما دفع بعض المهتمين بالشأن العام المحلي بالمطالبة بتقليص اختصاصاته لفائدة توسيع اختصاصات عمدة المدينة.

 



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطقة التجارة الحرة العربية وهم أم حقيقة ؟
- العرب والديمقراطية
- الشتواني عبد القادر بعد 25 سنة من الاحتجاز بتند وف لم بجن بو ...
- من أجل إعدام عقوبة الإعدام
- كلمات متناثرة
- كلمات من وراء القضبان 2
- كلمات من وراء القضبان 1
- يوميات سجين لولا الحلم لانتهيت 6
- يوميات سجين لولا الحلم لانتهيت 5
- يوميات سجين لولا الحلم لانتهيت 3
- يوميات سجين- لولا الحلم لانتهيت 2
- يوميات سجين - لولا الحلم لانتهيت 1
- مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة 12 الأخيرة - ملف قضية السرف ...
- مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة 11 - الإضرابات عن الطعام
- مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة 9- 10 - التعرف على الشيخ عب ...
- علامات استفهام
- قضايا استثنائية أمام محكمة استثنائية !
- مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة 8 - الحصة الأولى من التعذيب
- العالم المتحضر يحترم حقوق الإنسان من ولادته إلى وفاته
- مذكرات الاعتقال السياسي -الحلقة 6/7 - عبد اللطيف زروال يلفظ ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - حول مفهوم وحدة المدينة بالمغرب