أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صلاح عبد العاطي - المخادعون والمخدوعون














المزيد.....

المخادعون والمخدوعون


صلاح عبد العاطي

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 05:18
المحور: حقوق الانسان
    


ينتمي المؤمنون بأولويّة الحزب علي الوطن أو المصلحة الخاصة علي العامة إلى فريق المخادعين، الذين يحدون ويحيدون عن المصالح العليا ، وممارستهم تشير إلى عكس خطابهم، إما المخدوعون الذين يجب أن نتوجّه إليهم بالحديث هم الضحايا الذين يعتنقوا مبادئ تتنافى مع مصلحتهم بشكل يجعلهم جلاّدي ذاتهم يتعهّدوا بأنفسهم قيود وأغلال يرسفوا فيها.

وهنا يقتضي العمل السياسي الفكري للتحرّر مواصلة كشف الخديعة التي هي حجر الزاوية في فهم العمل العام والسياسي وذلك بتفكيك مفهوم "المصلحة العليا "التي تنتهك باسمها حقوقنا وكرامتنا.
فعمليّة التفكيك التي نراها في الطبّ يجب أن تتواصل في الميدان السياسي مثبّتة أن " المصلحة العليا" للوطن التي يبرّر بها التعذيب والتعدي علي حقوق الإنسان ليست إلا غطاء مصلحة لفئات عنيفة فاسدة وطغمة من الأفراد يمارسون الإجرام القانوني.
نعرف أيضا أن تطبيق أحكام القانون أو الشريعة بالقوة باسم المصلحة العليا لا يقع إلاّ على الفقراء والضعفاء وأنّ كبار أسماك القرش لا تعرف الجلد وبتر الأطراف لأنّها هي التي تفرضه.
لا جدال أنّ تعريف "المصلحة العليا " في غياب الشفافية والحرّية يعني التسليم بهذه المصلحة لتكون الغطاء النظري للمصالح الحقيرة التي تشكّل في الواقع والفعل النقيض الأقصى للمصلحة العليا الحقيقية.
لأنّه بقدر ما يكون تحديد المصلحة العليا مبنيّا على الحوار الحرّ والمسئول بين كلّ أطراف المجتمع بقدر ما يحصل عليها الوفاق ويسهّل قبولها والدّفاع عنها.

لنذكّر المخدوعون المقتنعون بأنّ المجتمع لا يستقيم إلاّ إذا أخضع الفرد لمجموعة بعينها؛ انه بقدر ما تكون الثقافة السّائدة والممارسة السياسية مرتكزة على تقديس المجموعة عبر أيّ شكل من أشكالها بقدر ما يكون الحكم فردانيا استبداديا، وبقدر ما تكون الثقافة السّائدة والممارسة السياسية مرتكزة على قيمة الإنسان بقدر ما يكون الحكم شفّافا وجماعيا.

إنّ ضرب صورة النظام السياسي وتهشيمه وإطلاق أحطّ الغرائز وتعفين العلاقات السياسية والاجتماعية وتغذية الحقد وما يترتب عنه من عنف وعنف مضادّ ظواهر نعايشها يوميّا ولا تحتاج لشرح مطوّل، ولكن علينا أن لا ننسى دوما أنها ليس إلاّ جزءا من كلّ حضاري ثقافي و سياسي واجتماعي.

إنّ ضعف الأمّة هو ضعف الإنسان والمواطن داخلها، لقد كان الخطأ والخطيئة في الأيديولوجيات الفئوية الحزبية الفلسطينية أنّها اعتبرت أن الوطن شيء أخر غير جملة المواطنين الذين يكوّنونه، وأنّها اعتقدت أن حقوق الشعب لا تعني ضرورة تمكين الأشخاص الذين يكوّنونه من حقوقهم وحرّياتهم الفرديّة والجماعية، هو ما يعني أن معركة الاستقلال الأولي من الاحتلال والتي لم نتخطاها بعد والتي لها الأولوية والتي تحتاج إلى الكل الوطني، مضافا إليها مرحلة استقلال ديمقراطي ثاني يجب خوضها لمحاربة مظاهر انتهاك حقوق الإنسان والعنف السياسي والانقسام والفوضي بكل صورها، باعتبارهاّ معركة لبلورة المواطن الحقيقي والإنسان كون لا حرمة للوطن ألاّ عبر حرمة كلّ مواطن.

إنّ الفكرة الثانية التي يجب تدميرها في ذهنية المخدوعين هي أنّ الإنسان اسم جديد نغلّف به البضاعة القديمة للفردانية التي تضع المصالح الأنانية أو الفئوية فوق مصالح المجموع الوطني، وهو الأمر الذي لا يمكن لعاقل أن يقبل به لما يتضمّنه من أخطار على التماسك الاجتماعي الذي يعد الدرع الواقي للفرد والمجموعة على حدّ السّواء.

فالإنسان في الرّؤيا الجديدة ليس الفرد أي هذا" السوبرمان "أو ذاك الناجي من المذبحة الجماعية للذات وكرامتها وقدراتها والذي أطلقت لنرجسيته العنان، وإنّما هو كلّ شخص تشكّل حقوقه واجبات كلّ شخص آخر وتشكّل واجباته حقوق كلّ شخص آخر. وهو الممثّل الشرعي والوحيد للإنسانية والوطن في كلّ لحظة ومكان ويشكّل التعدّي على حرمته تعدّ على حرمة الوطن والإنسانية نفسها. لأن حرمة الإنسانية وقداستها لا تتجسّم إلاّ في احترامها في كلّ ممثّل لها فالإنسان الفلسطيني جزء في كلّ وكلّ في جزء .

تختفي داخل الرّؤيا الجديدة الإشكالية التفاضلية المغلوطة أيّا كان الطرف الغالب فيها لندخل علاقة أخرى ليس فيها أولوية وهرميّة وإنّما ارتباط وثيق وتشابك والتحام أفقي ودائري تستمدّ المجموعة فيها قوّتها من قوّة الإنسان ويستمد فيها الإنسان قوّته من قوّة المجموعة التي يغذّيها بدوره لكي تغذّيه وهكذا دواليك .إنّ هذا الحلم مشروعنا للمستقبل المقبل نواصل به من أجل أطفالنا حلم كلّ من حلموا لنا طوال أجيال الألم والنضال وطنا لا نستحي منه ولا يستحي منّا...هل يستحي المخادعون وهلي يفيق المخدوعون!؟؟...



#صلاح_عبد_العاطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشاركة السياسية في المجتمع العربي
- إلف.. باء الحريات.. في مجتمع تتراجع فيه الحرية
- المرأة الفلسطينيةبين الواقع والطموح
- الواقع الاجتماعي والثقافي للشباب الفلسطيني
- الاستيطان الصهيوني في فلسطين حتى عام 1948
- مشروع الشرق الأوسط وتداعياته على الأمن القومي العربي
- المرأة الفلسطينية بين الواقع والمأمول
- الصهيونية المسيحية الأصولية الأمريكية المعاصرة
- كلام عن الحرية.. العزلة .. الانكشاف
- الاقليات وحقوق الانسان في المجتمع العربي
- الحركة السياسية الفلسطينية -دراسة تطبيقية- حركة القوميين الع ...
- العلمانية والأصولية في المجتمع العربي
- الموقف القانوني من الانفصال احادي الجانب واعادة الانتشار لقو ...
- الحماية الاجتماعية بين الحاجة .. و الإطار القانوني
- الفلتان الأمني .. ظاهرة خطف الأجانب.. تلحق أفدح الضرر بالقضي ...
- العمل النقابي في فلسطين ... بين الواقع والطموحات؟؟
- السلم الأهلي و نبذ العنف في القانون الأساسي والمواثيق الدولي ...
- المرأة والقانون
- المرأة الفلسطينية والمشاركة السياسية والاجتماعية
- الديمقراطية والتنمية في العالم العربي وفلسطين


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صلاح عبد العاطي - المخادعون والمخدوعون