أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأمازيغية، أو الدين الإسلامي.....9















المزيد.....

مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأمازيغية، أو الدين الإسلامي.....9


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 04:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



صيرورة الأمازيغية لغة وطنية مدسترة:.....1

وبمعالجتنا لفقرة تعدد اللهجات، ومأزق الأمازيغية، نصل إلى ما هو أهم بالنسبة إلينا، وما هو أهم بالنسبة إلينا، ونحن نساهم في نقاش من هذا النوع، وفي هذا المستوى، هو طرح السؤال:

كيف نسعى إلى جعل اللغة الأمازيغية المعيارية المفترضة لغة وطنية؟

إننا، وانطلاقا من اقتناعنا بما نقتنع به، لا ننكر على الأمازيغية كلهجات، وكلغة معيارية مفترضة، التوحد، والاستعمال من قبل المغاربة جميعا؛ لأن اللهجات، واللغة الأمازيغية المعيارية المفترضة، حق، وملك للشعب المغربي، بقطع النظر عن انتماءاتهم العرقية، واللغوية، والعقائدية، والطبقية؛ لأن اللهجة، أو اللغة، هي الحاصل لمنظومة القيم الثقافية المعبرة عن هوية المغاربة جميعا، وما ننكره، ونعتبره انتهاكا جسيما لحق المغاربة جميعا في احترام هويتهم، هو هذا التوظيف الإيديولوجي، والسياسي، للهجات الأمازيغية، أو اللغة الأمازيغية المفترضة، مما يجعل ذلك الاستغلال مثيرا للحساسيات، ومؤديا إلى تطييف المجتمع المغربي. وكأمازيغي مغربي، أرفض ذلك الاستغلال الذي أعتبره طعنا في ظهر الشعب المغربي، وانتهاك جسيما لحق من حقوقه؛ لأن الأجيال الصاعدة، ستجد نفسها، مستقبلا، حطبا لنار الصراع الطائفي / الطائفي. وما وقع في الجامعات المغربية مؤخرا، دليل على أن المجتمع المغربي، وبسبب الحساسيات المفرطة، التي تدب كالهشيم في صفوف المغاربة، لا يمكن أن تؤدي إلا إلى سقوط ضحايا الصراع الطائفي / الطائفي بين أسوار الجامعات. وأعتقد أن الحزب الأمازيغي، والجمعيات التي ترفع شعارات سياسية، تتحمل مسئولية كبيرة في ذلك، بالإضافة إلى الدولة التي تسمح بذلك، على خلاف القوانين المحلية، وعلى خلاف المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

المقاربة الجواب على السؤال أعلاه، نرى أن جعل اللغة الأمازيغية المعيارية المفترضة، يقتضي منا امتلاك الوعي بذلك أولا، وبالتعامل مع اللهجات الأمازيغية المنتشرة في صفوف الشعب المغربي، من شماله إلى جنوبه، ومن غربه إلى شرقه، كلهجات وطنية، تعني بعضها البعض، وتكمل بعضها البعض، في إطار التفاعل الثقافي القائم في المجتمع، والذي يساهم فيه الجميع، ولا علاقة له بالصراع الطبقي القائم في المجتمع، لأن الصراع بين الطبقات، ليس صراعا لغويا، بقدر ما هو صراع اقتصادي، واجتماعي، وإيديولوجي، وسياسي، يمكن أن يحصل فيما بين الطبقات المستعملة لنفس اللهجة، أو لنفس اللغة.

وانطلاقا من هذا الاعتبار، نرى ضرورة تجنب التعامل الإيديولوجي، والسياسي، مع اللهجات الأمازيغية، أو مع اللغة الأمازيغية المعيارية المفترضة؛ لأن اللهجات القائمة في الواقع، ولأن اللغة المعيارية المفترضة للأمازيغية، هي ملك، أو ستكون ملكا للشعب المغربي برمته، ولا يحق لأي كان، ومهما كان مغرقا في العرقية الأمازيغية، أو متمثلا للهجات الأمازيغية، أو مساهما في بلورة اللغة الأمازيغية المعيارية، أن يفرض وصايته عليها، لأن تلك الوصاية، هي المخل لتطييف المجتمع المغربي، الذي لا نستطيع التمييز فيه بين ما هو أمازيغي، وغير أمازيغي، لأن كل مكونات هذا المجتمع، تتفاعل فيما بينها، إلى درجة أننا لا نستطيع أن نميز بين من هو الأمازيغي، ومن هو غير الأمازيغي.

ولذلك، فأي صراع قائم على أساس لغوي، إنما يهدف إلى تفكك قدرة المغاربة على ممارسة الصراع في مستوياته الحقيقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والإيديولوجية، والسياسية، وكارثتنا أننا ننشغل بالصراع غير الحقيقي عن الصراع الحقيقي، ونعتقد أن ما ننشغل به هو الصراع الحقيقي، كما هو الشأن بالنسبة للصراع الذي يقوده مؤدلجو الأمازيغية، أو مؤدلجو الدين الإسلامي.

ولوضع قطار الصراع على السكة الحقيقية، وفي الإتجاه الصحيح، يجب تجنب اعتبار اللغة، أو لهجاتها المستعملة في المجتمع المغربي، موضوعا للصراع، باعتبارها لغة، او لهجات وطنية، يصير من اللازم العناية بها، وتطويرها، في أفق صيرورتها لغة للتدريس، والإدارة، والقضاء، كما هو الشأن بالنسبة للأمازيغية.

وبهذه الخلاصة، نصل إلى طرح سؤال آخر، هو:

ما هي المراحل التي يجب تجاوزها من أجل الوصول إلى دسترة الأمازيغية كلغة وطنية، وكلغة رسمية في نفس الوقت؟

إننا بوقوفنا أمام مقاربة الجواب على هذا السؤال، نجد أنفسنا، وجها لوجه أمام الواقع العنيد، الذي يستعصي على ما نتصوره، ومهما كان التصور الذي نحمله؛ لأن الواقع يعج بالمتناقضات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، التي تقتضي التعامل معها بحذر، وبشكل دقيق، وعلى جميع المستويات، وبذكاء حاد، من أجل الخروج بتصور دقيق للمراحل التي يجب تجاوزها، قبل الوصول إلى دسترة الأمازيغية كلغة وطنية، ورسمية، في نفس الوقت.

وفي هذا الإطار، فقد أشرنا في الفقرات السابقة إلى مجموعة من التصورات، التي تقتضي منا تجاوزها للوصول إلى صيرورة الأمازيغية لغة قابلة للاستعمال كلغة للتعليم، وللإدارة، وللقضاء، قبل أن نفكر في أي شيء آخر، وعندها يمكن أن نسجل أنه لا بد من:

1) جعل الشعب المغربي يدرك أهمية هذه الدسترة في بعديها الوطني، والرسمي، سواء تعلق الأمر بمستعملي اللهجات الأمازيغية، أو غيرها، لأنه بدون ذلك الإدراك، قد يؤدي الإصرار على الدسترة من قبل لجهات معينة، إلى انقسام الشعب إلى أمازيغيين، وغير أمازيغيين، وتطور ذلك الانقسام إلى صراع بين الطوائف.

2) التمرس على الاستعمال اليومي للأمازيغية كلغة، في الإعلام المرئي، والمقروء، والمسموع، وفي التدريس في مستوياته المختلفة، وفي الإدارة، والقضاء، بعد توفير المراجع، والمصادر الدراسية، والنحوية / الصرفية، والمعجمية اللازمة لذلك: أي بعد توصل المجالس، التي أشرنا إليها، إلى نتائج مهمة في هذا المجال، حتى تصير اللغة الأمازيغية لغة عالمة، قادرة على مسايرة التطور الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والمعرفي، والعلمي، والتكنولوجي، وعلى استيعاب المستجدات التي تحصل في جميع المجالات.

3) القضاء على الأمية الأبجدية في المجتمع، وبصفة نهائية، سواء تعلق الأمر بالأبجدية العربية، أو الأمازيغية، أو اللاتينية، حتى يتنقل المغاربة إلى محاربة أشكال أخرى من الأمية، من أجل أن ينخرطوا في العمل من أجل تطور، وتطوير المجتمع المغربي، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وإذ ذاك، نجد أنفسنا مضطرين إلى استفتائه فيما يهمه، من أجل أن يقود مصيره، وعن وعي، ودون تضليل من أحد، وخاصة عندما يتعلق الأمر بدسترة الأمازيغية، خاصة، وأن مسئولية هذه الدسترة، لا تبقى مسئولية الجمعيات، والأحزاب المؤدلجة للأمازيغية، إلى جانب الدولة القائمة فقط، بل تصير مهمة مجموع أفراد المجتمع، أنى كان لونهم، أو جنسهم، أو فكرهم.

4) تأهيل جميع أفراد الشعب، من أجل امتلاك المؤهلات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفسح المجال أمام انبثاق المواهب المختلفة، حتى ينخرط المجتمع المغربي في صياغة شخصيته، التي تعكس تنوعه، ووحدته في نفس الوقت، في الإبداع الأدبي، والفني، المعبر عن حقيقة الشخصية المغربية، وأمام العالم.

5) إشاعة التربية الحقوقية بين جميع أفراد المجتمع، عن طريق الإعلام السمعي البصري، والمقروء، ومن خلال البرامج الدراسية، في مستوياتها المختلفة، حتى يتأهل الشعب لامتلاك الوعي بحقوقه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في المواثيق الدولية، وفي القوانين المتلائمة مع تلك المواثيق، ومن أجل أن يحرص جميع أفراد الشعب، على التمتع بتلك الحقوق جملة، وتفصيلا.

6) إشاعة التربية على التنظيم، الذي يعتبر شرطا لأي مطالب يتقدم بها أفراد الشعب، سواء كانوا أفرادا أو جماعات، من أجل إيجاد حوافز الانتظام في الجمعيات، وفي النقابات، وفي الأحزاب السياسية، ومهما كانت تلك الجمعيات، أو النقابات، وفي الأحزاب التي تستطيع، فعلا، أن تتحمل مسئولية تأطير الجماهير الشعبية الكادحة، وفي مستوياتها المختلفة، لتمكينهم من المساهمة الفعلية في امتلاك الإيديولوجية المعبرة عن مصالحهم، وفي تمثل المواقف السياسية الهادفة، والمنسجمة مع طموحاتهم، بما فيها دسترة ما يستلزم الدسترة.

وبهذه الخطوات التي نعتبرها ذات أهمية خاصة، يمكن أن نسجل مرة أخرى، وبعجالة، أن دسترة الأمازيغية، تقتضي المرور من المراحل الآتية:

1) القيام بالدراسة الميدانية للأمازيغية، من أجل استخلاص ما هو مشترك، في إطار اللهجات الكبرى في شمال المغرب، ووسطه، وجنوبه.

2) رصد ما هو مشترك بين اللهجات الكبرى، وتصنيفه، وتحديد دلالته، في إطار معجم مشترك.

3) وضع نظام نحوي / صرفي، يقود إلى إيجاد معايير لضبط اللغة الأمازيغية المعيارية، التي تصير مستعملة في التدريس، وفي الإدارة، وفي القضاء.

4) تعميم تدريس الأمازيغية في المدرسة المغربية، في مستوياتها المختلفة، مهما كانت هذه المستويات متدنية، أو عالية.

وهذه المراحل نعتبرها ضرورية، لاعتبار مطلب دسترة الأمازيغية مطلبا مشروعا بقوة الواقع، وبعيدا عن الاحتكام إلى العواطف، والمبررات الإيديولوجية، والسياسية، وحفاظا على وحدة الشعب المغربي المختلطة دماؤه، وسعيا إلى توطيد تلك الوحدة، من أجل تجنب انبثاق صراع طائفي / طائفي، على أساس لغوي.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم ...
- مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم ...
- مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم ...
- مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم ...
- مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم ...
- مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم ...
- مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم ...
- مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم ...
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....29
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....28
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....27
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....26
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....25
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....24
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....23
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....22
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....21
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....31
- اشتغال بعض المغربيات مع جهاز الموساد الإسرائيلي نتيجة طبيعية ...
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....30


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأمازيغية، أو الدين الإسلامي.....9