مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأمازيغية، أو الدين الإسلامي.....7

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

تعدد اللهجات، ومأزق الأمازيغية:.....1

وبعد ما وقفنا على تعدد المذاهب، والأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، والمأزق الذي تجد فيه الأصولية نفسها، والذي قد لا تخرج منه مستقبلا إلا ذليلة منبوذة من قبل جميع المغاربة، ننتقل إلى مناقشة تعدد اللهجات الأمازيغية، وأثر ذلك التعدد على مصير الأمازيغية نفسها، وانعكاس التعصب لكل لهجة على حدة، وللغة الأمازيغية المفترضة، على العلاقة بالمجتمع المغربي، وبالتوجهات غير الأمازيغية على المستوى الوطني من جهة أخرى. وهو ما يشكل كذلك مأزقا للأمازيغية يصعب تجاوزه، دون أن ينعكس سلبا على مجموع أفراد الشعب المغربي.

فنحن عندما نرتبط بهذه القبيلة، أو تلك، أو بهذه الجهة، أو تلك، نجد أن اللهجات الأمازيغية، وغير الأمازيغية، تختلف من قبيلة إلى أخرى، ومن لهجة إلى أخرى، سواء على مستوى مخارج الأصوات، أو على مستوى المصطلحات المستعملة، أو على مستوى الأشخاص المستعملين لتلمك اللهجات، أو على مستوى انتماءاتهم العرقية، والعقائدية، أو على مستوى تطورهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

وهذا الاختلاف سيقف عقبة كأداء أمام إمكانية إيجاد لغة أمازيغية معيارية واحدة؛ لأن هذه اللغة ستقف أمام إشكالية اختيار الأصوات.

وما هي المخارج التي تعتمد لتلك الأصوات؟

وهل هي مخارج أصوات سكان الجنوب المغربي؟

هل هي مخارج أصوات سكان الوسط؟

هل هي مخارج أصوات سكان الشمال؟

وذلك مع مراعاة الاختلاف في تلك المخارج في هذه الجهة أو تلك

وهل يستطيع جميع المغاربة ذلك؟

لأنه لا نستطيع إلا نعتبر أن الحل يكمن فقط في تدريس الأمازيغية، عن طريق تعليم حروف تفيناغ وحدها، دون استحضار المقومات الأخرى، التي لا نستطيع إنكارها لصعوبة ما قد يترتب عن ذلك الإنكار في حالة حصوله.

كما ان اللغة الأمازيغية المعيارية المفترضة، ستجد نفسها أمام إشكالية المصطلح.

هل تاخد المصطلحات المعتمدة في أقصى الجنوب، وما يليه؟

أم تاخد بالمصطلحات المستعملة في ربوع الأطلس المتوسط، والكبير، والصغير؟

هل تأخذ بما يجاور الأطلس شرقا، أو غربا؟

وهل تأخذ بالمصطلحات المستعملة في جبال الريف؟

أم أنها تعمل على الأخذ بالمصطلحات التي يستعملها مستعملو اللهجات الأمازيغية في مختلف المدن المغربية، والتي تم شحنها بمفردات عربية، أو فرنسية، أو إسبانية، أو برتغالية، وغيرها، مما هو مستعمل يوميا، ومما له علاقة بالتطور الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والعلمي، والتكنولوجي الجارف، والذي ينحو في اتجاه قيام مصطلحات كونية، تضطر جميع اللغات إلى اعتمادها؟

وبدل أن نعمل حين ذاك على إيجاد لغة أمازيغية معيارية مغربية، أو مغاربية، فإننا نجد أنفسنا مدفوعين، وتحت ضغط التطور الجارف، للعمل على بناء لغة معيارية كونية، تستوعب ما هو مشترك في جميع اللغات، وجميع اللهجات.

وبالإضافة إلى ذلك:

هل تأخذ اللغة الأمازيغية المعيارية المفترضة بالنظام النحوي / الصرفي المعتمد في اللهجات المستعملة في جنوب المغرب؟

أم تأخذ بالنظام المعتمد في اللهجات المستعملة في الوسط؟

أم تأخذ بالنظام المعتمد في اللهجات المستعملة في الشمال؟

وفي حالة أخذها بنظام نحوي / صرفي معين:

ألا يعتبر ذلك تحيزا للهجة دون باقي اللهجات؟

ألا نعتبر أن مستعملي تلك اللهجة المعتمد نظامها النحوي / الصرفي محتلين لمستعملي اللهجات الأخرى؟

وما رأي الجمعيات التي تسمي نفسها أمازيغية، وهي في الواقع ليست إلا جمعيات عربية، تشتغل على أدلجة اللهجات الأمازيغية، في احتلال مستعملي لهجة معينة لمستعملي لهجات أخرى؟

أليسوا هم من يعتبرون مستعملي اللهجات العربية محتلين للشعب الأمازيغي؟

أليسوا هم من سيطرد العرب الوافدين من الجزيرة العربية؟

وما طرحناه، مما له علاقة بتعدد اللهجات الأمازيغية، وما يطرحه هذا التعدد من إشكاليات، يشكل مأزقا للأمازيغية، ولمن يتكلمون باسم الأمازيغيين، وأنا منهم بالخصوص، ودون أن يقر الأمازيغيون أنفسهم بذلك. وهذا المأزق لا يمكن أن ينتج إلا التعصب، والتعصب المضاد بين مستعملي اللهجات الأمازيغية، وهذا التعصب قد يقود إلى قيام طوائف أمازيغية في الشمال، وفي الجنوب، وفي الشرق، وفي الغرب، وفي الوسط. وهو ما قد يدخل في صراعات هامشية، أو رئيسية، قد تأتي على الأخضر واليابس، وترجع المغرب المتخلف أصلا، قرونا إلى الوراء.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل