أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حمود الفرطوسي - انسحاب جبهة التوافق .. صواب غير مقصود لخطأ مقصود














المزيد.....

انسحاب جبهة التوافق .. صواب غير مقصود لخطأ مقصود


حسن حمود الفرطوسي

الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن جبهة التوافق ومن خلال تصريحات بعض قادتها بعد إعلان خروجها من الحكومة أنها فعلت شيئاً صحيحاً دون أن تدرك ذلك، أو ربما هي أدركت صوابه وندمت عليه لأنه قرار صائب .
هذه الخطوة هي تصحيح لسلوك سياسي خاطئ منذ البداية وهو دخولهم في الحكومة لإنشاء نظام محاصصة طائفي مقيت جعل من العراق محرقة خرافية ما زال الشعب العراقي يدفع ثمن تبعاته . كان من المفروض عدم الدخول في الحكومة منذ البداية وترك العملية السياسية تأخذ مجرياتها الطبيعية وفق معطيات الاستحقاق الانتخابي والاكتفاء بممارسة دورهم البرلماني من خلال ما أحرزوه من أصوات، هذا لو افترضنا جدلا ًأن هناك نوايا حسنة لخدمة العملية السياسية ولمصلحة الاستقرار في العراق .
الاستحقاق الانتخابي هو النمط المتبع في كل النظم الديمقراطية في العالم، على أقل تقدير لكي تكون الكتلة الفائزة في الانتخابات هي وحدها المسؤولة عن فشل أو نجاح أدائها في إدارة البلد خصوصاً في ظل هكذا ظرف استثنائي مشوّش .
انسحاب جبهة التوافق تعد خطوة صحيحة جداً رغم أنها لم تترك خلفها شيئاً حسناً يذكر . وحريّ بالقائمة العراقية أن تتبع الخطوة ذاتها وتكون شجاعة وجريئة وتتبرأ من هذا الحضيض الذي أوصلتنا إليه قوى الإسلام السياسي، على القائمة العراقية أن تحتفظ بما تبقى لديها من وطنية وإخلاص لشعبها وتكتفي بأداء دورها من خلال البرلمان، لأن البقاء في الحكومة يعد غطاءً لجرائم الإسلاميين بحق الشعب العراقي .
كذلك يفترض بحكومة المالكي أن تستجيب بشكل طبيعي لمثل هذه الانسحابات لكي تتوفر لديها فسحة من الحرية في العمل سواء كان بتأسيس حكومة تكنوقراط أو حكومة مؤلفة من كتلة الإتلاف العراقي على اعتبارها كتلة منتخبة بشكل قانوني وشرعي ومن حقها تشكيل النموذج الذي تراه مناسباً .
أنها الفرصة الوحيدة أمام العراقيين ليتبينوا الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولكي تتضح الأمور أمام الناس وتتضح أمامهم الرؤية ومعرفة المسؤول الحقيقي عما يجري في العراق ؟!
لقد وصل العراق إلى مرحلة من الخراب المبرمج الى الدرجة التي لا يمكن معها إيجاد أي حلّ على الأمد القريب، لا من خلال الخطط الإستراتيجية التي تلوّح بها أميركا بين فترة وأخرى ولا من خلال النشاط السياسي الميداني الذي تسير فيه الحكومة العراقية سيراً سلحفائياً ولا من خلال العمل العسكري الذي أثبت عدم فاعليته وعدم جدواه خلال أكثر من أربع سنوات .
لقد تداخلت الأمور ببعضها بطريقة يصعب جدا فرزها على نحو عملي مقبول. فالمشهد العراقي أصبح هجين مشوّه ومرعب بعد أن اتحدت العناصر الرئيسية للخراب، أطماع أميركا مع شرور قوى الإسلام السياسي مع العتمة التي يعيشها المجتمع العراقي، بالإضافة إلى عوامل كثيرة أخرى لا تقل صعوبة.
لا حل إذاً، إلا بتوفير مناخ يكشف فيه المسؤول ويشخص بوضوح أمام العراقيين بدون تشويش شهود الزور الذين ما زالوا يتسابقون على التضليل والتزييف محاولين إبعاد المسؤولية عن الإسلاميين بحجة إنهم ليسوا وحدهم في السلطة .
اتركوهم وحدهم في السلطة، لنرى ما سيحدث ؟
قد يتوهم البعض بأن الإسلاميين قد فشلوا في أدائهم ! على العكس تماماً .. لقد نجحوا نجاحاً قل نظيره ونفذوا واجبهم على أكمل وجه والدليل على ذلك أنهم تمكنوا وخلال أربع سنوات فقط من تخريب ما خربه البعثيون بأربعين عام .. ألا يحسب كل هذا الخراب نجاحاً إلى الإسلاميين ؟
بلى والله، لقد حققوا كل ما يصبون إليه !!
المرحلة المقبلة ستكون في غاية الحساسية وأي تحرك سياسي خاطئ سيكون سبباً في ديمومة الجحيم الى زمن لا يمكن التكهن بمداه، سيما وإذا صدقت الأنباء فعلاً عن تحالف القائمة العراقية مع جبهة التوافق وحزب الفضيلة لإنشاء جبهة مقابلة لكتلة ما يسمى بكتلة المعتدلين، ذلك سيخلق خارطة سياسية جديدة ينحر من خلالها أي أمل بمشروع وطني مقبل .
خطأ جسيم سترتكبه القائمة العراقية إذا ما حدث ذلك .. الخطأ كل الخطأ أن تتحالف وفي هذه المرحلة تحديداً مع إسلامي ضد إسلامي آخر لا يختلف عن الأول في أجندته الإرهابية، فجبهة التوافق متورطة وبشكل سافر في عمليات إرهابية يعرفها القاصي والداني، فما هي الجدوى من استبدال " العبقري " هادي العامري مثلاً " بعبقري " آخر مثل عدنان الدليمي ؟!
ما يقلق حقاً هو أن تقدم القائمة العراقية على تحالف مع أي فصيل طائفي، ذلك لأن تحالف من هذا النوع سيقتل آخر أمل لتأسيس مشروع وطني حقيقي وسيمنح الإسلاميين فرصة كبيرة للاختباء في داخل القوى الوطنية والليبرالية بعد أن اكتشفهم الشعب العراقي بوضوح .. تحالف من هذا النوع سيخلق كتلتين قويتين، كل كتلة منهما تحتوي على وطنيين وإسلاميين، مما سيجعل الأمور تنتهي بوجود الإسلاميين في كل الأحوال، لتبدأ بذلك دورة جديدة من العنف والوجع والألم بثوب جديد وسيبدأ الإسلاميون في نخر القوى الوطنية من الداخل هذه المرّة .
إذا كانت لغة التحالفات هي الخيار الوحيد أمام القائمة العراقية فهناك شخصيات سياسية مستقلة وكيانات سياسية وطنية على شاكلة السيد مثال الآلوسي " مثلاً " لا غبار على نزاهة سلوكها الوطني، من الممكن التحالف معها لتشكيل جبهة وطنية ليبرالية واضحة الملامح وواضحة الهوية تقف أمام المد الطائفي الذي أوشك على التشرذم والسقوط ، ليتسنى للعراقي أن يختار إما الطائفية التي تجلب له الموت والخراب وإما الوطنية والسلام والحياة السوية .
إقدام القائمة العراقية على هذا التحالف المزمع تشكيله يعد بمثابة انتحار لها ولوطنيتها وذبح لكل بصيص أمل أمام العراقيين .



#حسن_حمود_الفرطوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحملة الايمانية وآلية الانتحار الجماعي
- السخرية في زمن الموت الباهت
- لو كان اصبعي اسلامياً لعالجته *
- القديس المشاكس يقيم الصلاة على تخوم مدنه المقدسة
- هوب ، هوب، طسّه .. صولاغ نايم بالقصر، ما ينسمع حسّه
- دعوة مبكرة للتخلّي عن الهيكليات العسكرية الدينية
- الرئيس الطالباني والفنان راسم الجميلي .. ماراثونات علي شيش
- المشعل ... و 14 تموز المجيدة ... وصندوق ابي
- نصل السكّين


المزيد.....




- كيف صُنع مضاد سم للأفاعي -لا مثيل له- من دم رجل لُدغ 200 مرة ...
- الأمير هاري بعد خسارة دعوى امتيازاته الأمنية: العمر قصير وأر ...
- ترامب ينشر صورة له أثارت زوبعة: -الرجل الذي خرق الوصايا الـع ...
- مقتل عدة أشخاص في خان يونس والجوع يهدد حياة أطفال غزة
- تركيا .. استخدام القضاء كسلاح ضد الصحفيين
- موقع: فيتسو أجرى تعديلات مفاجئة في جدول أعماله مؤخرا
- الولايات المتحدة.. انقلاب شاحنة محملة بعملات معدنية
- 7 قتلى إثر اصطدام شاحنة بحافلة سياحية في الولايات المتحدة
- الجيش الباكستاني ينفذ تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي
- سوريا.. آثار القصف الإسرائيلي على مدينة إزرع


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حمود الفرطوسي - انسحاب جبهة التوافق .. صواب غير مقصود لخطأ مقصود