أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن حمود الفرطوسي - القديس المشاكس يقيم الصلاة على تخوم مدنه المقدسة














المزيد.....

القديس المشاكس يقيم الصلاة على تخوم مدنه المقدسة


حسن حمود الفرطوسي

الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 09:41
المحور: الادب والفن
    


ويسألونك : من هو ربك ؟ فافرد اصبعك نحو الأعلى ..
ستنعتق الكلمات من افلاكها وتنبعث ( مدنك المقدسة ) راسخة كاليقين .
أمام قلبك ..
كاليقين ..
وأمام أرصفة تحمل رائحة الغياب ووحشة الوداع .
اهدأ قليلاً ..
ولا تبعثر اسئلتك على جدران الروح ..
فأنا لست الا أختباء عاجل .. وملقّن قيامة العبور فلا تخف .
قل هو ربي ؟
وااااااااحد
اهدأ قليلا .. ولا تخف ..
سأهمس لك بكل ما يجعل الرب سعيداً، فهو واحد .
وأنت .. دروب لا تكفّ عن الضياع ..
ونهارات مشحونة بروائح العابرين ..
ومشحونة خطوط كفك بالطلق الأول وبالآهة الأولى ......
ايها القديس المشاكس اهدأ قليلاً ..
كل ما ادريه، انهم سينتزعون الجمرة من رئتيك ولا يضعونها تحت قدميك ..
سينتزعونها ويرمونها خارج اسوار القلب .
هذا كل ما في الأمر يا كائني المعذب .. وبعدها .........
ماذا بعد ذلك ؟؟
سترسو سفينتك على شواطئ المنتهى ..
وهناك ...
حين تدرك جداول البلوغ .
( يحتفل الكلام بخروج التلول : تعاويذ لمجانين، حكايات عن غرقى .. وشعراء )*
وهناك .. وفي مكمن السكر العالق بين ذرات الماء، ستعثر على دهشتك المبتغاة .
حين يتنفس الزمن الآخر .. فهو رهانك الآخر بلا ريب .
آخر، بخرائطه بخطوطه وزواياه ..
فرهاناتك التي توشحت مناديل الغياب ..
هي ذاتها التي الصقتك على جدرانها السقيمة .
هي ذاتها يا كمال ..
وبأبجديّة الغليان، منحتها اشرعتك ولم تمنحك سوى موت تراكم على كاهلك أربعة ليال سويّا !
رهاناتك التي قذفتك وحيدا،ً تتلوى بين طلاسم ووصايا لم تكتب بعد ..
وبين زفير الحياة وقيعان الوحشة تمتدّ أزمانا لا تشبه عقارب ساعتك ..
وبين ارتجافات قلب ذاق وجد التيه وبرازخه العمياء .
وحيداً .
تواصل أصابعك الباردة ترتيق مزحة بحجم الله .
وحيداً.. تراقب الدنيا بعينين غارقتين بالموت وبالكلام .
ها أنت ..
تنتصب على رأس الهرم .
ومن نافذتك .. تخاطب أسرارك العارية .
الأشياء هناك .. هي التي تراك بلونها ..
وتبوح لك بهمس عن فطرة انتماء خفيّ بينك وبينها .
ها انت، وحيداً
تعجن روحك بطين الخفاء وتمضي .
ثم تشير بيدك التي تشبه جناح طائر نحو موضع السرّ وتضحك ..
هو ذا .. بحر الماء وبحر الدم ..
وما بينهما جرح يرتجف كثغر انثى تشتهيك بلا تردد .
وحدك تتأمل زاوية الأنعتاق .. وبصمت تستعيدك الأشياء الى منتهاها ....
وترسم قبلة على جبينك الندي وتمضي ..
بصمت .. بصمت .. هذه لحظة الصلح مع الأشياء .
ايها القدّيس المشاكس ..
الى ملاذك الأخير ..
وداعاً .

*الجملة التي بين قوسين هي من ديوان ( مدن مقدسة ) للراحل الشاعر الكبير كمال سبتي

23-4-2006
ملبورن






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوب ، هوب، طسّه .. صولاغ نايم بالقصر، ما ينسمع حسّه
- دعوة مبكرة للتخلّي عن الهيكليات العسكرية الدينية
- الرئيس الطالباني والفنان راسم الجميلي .. ماراثونات علي شيش
- المشعل ... و 14 تموز المجيدة ... وصندوق ابي
- نصل السكّين


المزيد.....




- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن حمود الفرطوسي - القديس المشاكس يقيم الصلاة على تخوم مدنه المقدسة