أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حمود الفرطوسي - هوب ، هوب، طسّه .. صولاغ نايم بالقصر، ما ينسمع حسّه















المزيد.....

هوب ، هوب، طسّه .. صولاغ نايم بالقصر، ما ينسمع حسّه


حسن حمود الفرطوسي

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 09:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كم رائعة خدمة الأنترنت هذه ! كنت اكاتب صديقي من داخل العراق وكالعادة طبعا كان الوضع الأمني هو فاكهة كل حديث مع الأهل في الداخل .. اضطر صديقي للخروج بشكل مفاجي وبقيت أنا اكاتب ابنه الصغير البالغ من العمر سبع سنوات، وقد اعتاد منّي أن اسرّب له بعض الأحاجي والحزورات لكي يتبادلها مع اصدقائه الأطفال فيما بعد .. أحيانا نقوم بتحوير الأغاني على نحو مضحك أو نكتب سويّة بعض الأغاني الساخرة التي تحاكي ما يدور وما يحدث من مآسي كل يوم .. أضحكني جدا ما كتبه لي في الليلة البارحة ، بعد أن كتبت له اهزوجة وعليه أن يكتب اهازيج مشابهة :
هوب هوب ، تفجير .. صولاغ نايم للظهر ما يعرف الّي يصير .
هوب هوب تسليب .. والناس ما عدها حطب او تطبخ التشريب .
هوب هوب ، طسّه .. صولاغ نايم بالقصر ما ينسمع حسّه .
ال ( حس ) بكسر الحاء، هو الصوت، في لغة اهل الجنوب الدارجة .. وقد يكون اختيار هذه الكلمة الشفيفة والقريبة من الوجدان كمفردة بديلة أخذت مكانها بشكل تلقائي لمفردة الصوت، هو تحسس أهل الجنوب للغة أو ارتباطهم الروحي بالكلمة والذي قد يصل حد القدسية في بعض الأحيان .. ولأن الصوت هو أهم البلاغات اللغوية للكلمة ، فهو محور التعاطي الحسّي عند الأنسان .
لا اريد الخوض في التفاصيل اللغوية لمفردة ( حس ) بقدر ما اريد أن نتأمّل الفرق الشاسع بين أن يكون الصوت صوت أو أن يكون حسّا يتعاطى مع اعماق المعنى .. فتحسس الكلمة بقدر عال من المسؤولية يخضع للمكان أيضاً، فكلما ازدادت مسؤوليات المتحدّث، ازداد معها الأحساس في مسؤولية القول والحرص على سلامة السؤال وسلامة الأجابة .. فهل ثمّة تحسس للقول أو للكلمة في تصريح السيّد وزير الداخلية بيان جبر صولاغ وعلى شاشات التلفزة، ردّا على سؤال الصحفيين حول اختطاف خمسين رجلا من افراد شركة حماية ( أهليّة ) وكان الخبر التي نقلته وكالة ( رويترز ) للأنباء هو :
( خطف رجال مسلحون يرتدون ملابس الشرطة الحراس من مبنى شركتهم في الاسبوع الماضي حيث تناقضت تصريحات المسؤولين في بداية الأمر بشأن ما اذا كانوا اعتقلوا أو خطفوا. ولا يزال الحراس مفقودين. وقال جبر ان أشخاصا يرتدون أزياء مموهة اقتادوا الحراس كالأغنام. وتساءل قائلا اذا كانوا لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم فمن الذي يفعل ذلك؟.)
ماذا ؟؟
اجابة من هذا الطراز لا تليق بوزير داخلية على الأطلاق ..
اذا كانوا لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم، فمن الذي يدافع عنهم ؟؟ هذه اجابة وزير داخلية لبلد يحترق اهله بطريقة أكثر ايلاما من طرق الله في جحيمه !
يبدو أن السيد صولاغ نسي ان على المواطن أن ينصاع لأوامر وتعليمات اجهزة الشرطة والقوى الأمنية وهذا جزء من استكمال حلقات حمايته كمواطن وجزء مهم جداً من واجبات المواطن لأستكمال حقوقه .
هل على المواطن أو صاحب الشركة أو المصنع أو محل العطارة، مثلاً، أن يشتبك بالسلاح مع الشرطة أو القوى الأمنية في حالة تنفيذهم لمهمّة تفتيش امنية أو أي مهمة تستوجب تفتيش الأماكن من قبل منتسبي وزارة الداخلية ؟؟؟
هل هي دعوة الى مواجهة الشرطة بالسلاح في حالة تنفيذ لواجباتها ؟؟
فالذين نفذوا عملية الأختطاف كانوا يرتدون الزي الخاص بالشرطة وقدموا برتل من خمسة عشر سيارة مشابهة تماما لسيارات الشرطة، فمن الطبيعي أن لا يدافع رجال الشركة عن انفسهم لانهم يعرفون القانون أكثر من المواطن العادي على اعتبارهم رجال تابعين الى شركة تتعامل بأحكام وقرارات وصلاحيات تحددها الشرطة لهم والشركة بدورها مرتبطة بسلسلة من التعهدات القانونية أمام الحكومة .
ثم أي وزارة داخليّة هذه التي لا تنتبه الى ( رتل ) من خمسة عشر سيارة محمّلة بالأرهابيين الذين يرتدون زيّ الشرطة ويجوبون شوارع بغداد ؟
أما وكيل وزارة الداخلية اللواء حسين علي كمال فكان تصريحه بخصوص الفساد والأختراقات التي تعاني منها الوزارة، أغرب وأعجب من تصريحات الوزير نفسه، حيث جاء التصريح على النحو الآتي :
( كشف اللواء حسين علي كمال، وكيل وزارة الداخلية العراقية ان 1500 عنصر من جهاز الشرطة العراقية فصلوا من وظيفتهم لأنه ثبت انهم مجرمون او متورطون في انتهاكات ضد القانون.
وافاد: هناك مندسون في اجهزة الداخلية متورطون في اعمال عنف ولذلك تجري عمليات تطهير مستمرة في الوزارة من العناصر السيئة )
يا سيادة اللواء المحترم .. يا سيادة الوزير المحترم .. اتّقوا الله في اهلكم، فهم أمانة ومسؤولية على عاتقكم ..
هل عقوبة الجندي أو الشرطي الذي يثبت عليه جرم أو يثبت عليه تورطه في انتهاكات ضد القانون، هي الطرد من الوظيفة فقط دون أن ينال عقوبة الجرم الثابت عليه ؟؟ لا أعتقد ان هناك قانون في الكون يقبل ذلك .. فاذا ما اعتبرنا هذا الرقم ( 1500 ) هم من شرطة ولكنهم ارتكبوا أخطاء ادارية فيجب معاقبتهم ادارياً، أما اذا اعتبرناهم، كما وصفهم السيد الوكيل، بانهم مندسّون من الذين لديهم جرائم ومتورطون في اعمال عنف، كذلك يجب محاسبتهم على جرائمهم بالاضافة الى معاقبتهم كونهم مندسون في السلك الأمني، وهذه جريمة تزيد من الفلتان الأمني، فكيف تتركونهم أحرار يجوبون الطرقات ويهددون سلامة اهلنا .
هؤلاء المفصولون سيعيدون تنظيمهم من جديد كعصابات هذه المرّة ولم تفرق معهم كثيراً لأن الفرق الوحيد هو انهم سوف لن يستلموا رواتبهم من وزارة الداخلية، أما الجرائم التي سيرتكبونها فهي أكثر، بالتأكيد، من الجرائم التي كانوا يقومون بها وهم داخل سلك الشرطة .
أملنا في الغيارى من منتسبي الداخلية الأكفاء والغيارى على ارواح وممتلكات اهلنا، في أن يكونوا أكثر جديّة مع التعامل مع وضع شعبنا الأمني .
أملنا أن تتعامل أحزابنا الوطنية والدينية بشئ من المسؤولية ولا تقحم عناصرها في اجهزة حساسة دون ان تكون لهم دراية باداراتها، لأن المنصب ليس هبة تمنح للحزبيين بقدر ما هو تحمل مسؤولية وعلى المسؤول أن يكون على قدر كاف من المعرفة بما انيط به .
يا ناس .. يا عالم .. دماء اهلنا اصبحت أرخص من قشور البصل وجثث موتانا ارخص من حفرة تدفن فيها . فهل من صحوة ؟

ملبورن



#حسن_حمود_الفرطوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة مبكرة للتخلّي عن الهيكليات العسكرية الدينية
- الرئيس الطالباني والفنان راسم الجميلي .. ماراثونات علي شيش
- المشعل ... و 14 تموز المجيدة ... وصندوق ابي
- نصل السكّين


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حمود الفرطوسي - هوب ، هوب، طسّه .. صولاغ نايم بالقصر، ما ينسمع حسّه